اللاجئون السوريون في فرنسا – عمر الأسعد
اللاجئون السوريون في فرنسا
ضمن سلسلة ندواتها ولقاءاتها الدورية المستمرة منذ أكثر من عام والتي يديرها الكاتب والناشر السوري فاروق مردم بيك، استضافت جمعية سوريا حرية المحامي جان فرانسوا دوبوست مسؤول برنامج اللاجئين في منظمة أمنيستي في فرنسا، ليقدم مجموعة من المعلومات والتوضيحات حول أوضاع اللاجئين السوريين في فرنسا خصوصاً وأوروبا عموماً
تحدث دوبوست بداية عن اضطرار أكثر من 11 مليون سوري إلى ترك منازلهم خلال السنوات الأربعة الماضية، منهم ما يقارب 6 إلى 7 مليون نازح داخل الأراضي السورية، انتقلوا من أماكن إقامتهم الأصلية إلى مدن وقرى أخرى أكثر أمناً بالنسبة لهم، كذلك نوه إلى أن العدد الأكبر من اللاجئين السوريين والذي يتجاوز 4 مليون نسمة تستضيفه دول الجوار السوري بالتحديد تركيا ولبنان والأردن والتي تجاوز عدد السوريين اللاجئين المقيمين في كل دولة من الدول سابقة الذكر عتبة المليون لاجئ
بينما تراوح أعداد اللاجئين السوريين في أوروبا بعشرات الألوف والأعداد تتزايد بشكل يومي نظراً لوصول أعداد جديدة من اللاجئين، سواء عن طريق البر من جهة أوروبا الشرقية أو الواصلين بالقوارب من خلال البحر، وتشكل ألمانيا والسويد الوجهة الأكثر استقطاباً للاجئين من بين دول الاتحاد الأوروبي
كذلك قدم دوبوست شرحاً مفصلاً لطبيعة ومواد نظام اللجوء المقر في دول الاتحاد الأوروبي منذ عام 1999، منوهاً إلى تأثير تداخل واختلاف السياسات المتعلقة بقانون كل دولة من دول الاتحاد وكيفية تعاطيها مع ملفات اللاجئين القادمين إليها، كما أكد على إلزامية تقديم اللاجئ لطلب اللجوء في الدولة الأولى التي يصل إليها من دول الاتحاد الأوروبي وذلك بحسب القوانين المعمول بها منذ عام 2003
وأشار دوبوست في حديثه إلى نقاش جدي يجري اليوم بين دول الاتحاد الأوروبي موضوعه الأساسي هو عدم وجود توازن في استقبال أعداد اللاجئين إلى أوروبا، خاصة مع وجود دول تعتبر دول الخطوط الأولى مثل إيطاليا واليونان وبلغاريا والتي يتوافد إليها أعداد كبيرة من اللاجئين الواصلين إلى أوروبا سواء عن طريق البر أو عن طريق البحر أو ما بات يعرف بمراكب الموت، ما يلقي على عاتق هذه الدول تحمل تبعات اقتصادية أكبر من استطاعتها لتقديم الدعم والمساعدات للاجئين الواصلين إليها
كذلك أوضح دوبوست أن أزمة اللاجئين السوريين اليوم تتفاقم مع ازدياد عدد الواصلين لأوروبا وعدد طلبات اللجوء خاصة منذ عام 2013، وأشار إلى أن هذه الأزمة ليست الأولى في الاتحاد الأوروبي، بل كان سبقها حالات طارئة كثيرة منها أزمة تدفق اللاجئين العراقيين منذ عام 2008 وقبلها عام 1999 تدفق اللاجئين من كوسوفو باتجاه دول أوروبا إبان الحرب هناك، ما يوجب على دول الاتحاد الأوروبي تحمل مسؤولياتها أكثر اتجاه هذا الملف المرشح للاستمرارية خلال الفترة القادمة
ومن جانب آخر قدم دوبوست شرحاً مفصلاً حول قوانين اللجوء وما توفره فرنسا من دعم لطالبي اللجوء فيها من حيث المساعدات المالية والطبابة والضمان الاجتماعي وتعليم الأطفال، مؤكداً على أهمية دعم وتشجيع مبادرات التضامن في هذه المجالات من خلال الجمعيات والمنظمات المعنية بملف اللاجئين، كما قدم استعراضاً لبعض المشاكل والصعوبات التي تواجه المتقدمين بطلبات اللجوء في فرنسا أو دول الاتحاد الأوروبي، من حيث عدم القدرة على متابعة الأوراق والبريد لضعف اللغة، أو عدم الإلمام بقوانين البلد وما هي الحقوق التي تقدم للاجئ، وربط هذه الصعوبات تبعاً لظروف كل دولة ومجموعة قوانينها وتشريعاتها المتعلقة بأوضاع اللاجئين وملفاتهم وكيفية استقبالهم
وخلال حديثه استطرد دوبوست مستنداً لخبرته مع منظمة امنيستي لشرح جانب من أوضاع اللاجئين السورييين في دول الجوار السوري، وقدم مجموعة من المقترحات أيضاً فيما يخص مساعدة السوريين القاطنين في دول محيط سوريا، كما أجاب بعدها على مجموعة من التساؤلات التي طرحها الحضور، وشاركته في الرد على الأسئلة وتقديم مداخلة متعلقة بوضع اللاجئين السوريين في فرنسا مسؤولة مكتب مساعدة اللاجئين السوريين في جمعية روفيفر الفرنسية