العيد في فرنسا بين الانكفاء عن الاحتفال والتضامن مع اللاجئين – أحمد صلال

Article  •  Publié sur Souria Houria le 26 septembre 2015

يوم هادئ عاشته الجالية السورية في فرنسا في أول أيام العيد، لا أسباب اقتصادية هنا تعكر صفو إقامة المآدب وصنع الحلويات السورية، لكن هناك شعور عام يجتاح كل السوريين بالاشتياق إلى عيد هادىء في بلادهم، غالبية الوافدين الجدد يفتقدون أفراد أسرهم الذين يقطنون في أمكنة مختلفة من الشتات السوري، الأغاني والمسرحيات العتيقة وحتى البرامج التلفزيونية البالية، تفصيلات يشتاق لها السوريين

البعد عن الوطن الممزق قتلاً وتدميراً بفعل آلة النظام، التجاذبات السياسية الدولية والإقليمية التي يشهدها الملف السوري، الإنهيار الاقتصادي الذي جعل من لقمة عيش السوريين بالداخل شبه مستحيلة، انشقاقات بالمعارضة الرسمية، موجات نزوح كبيرة وقسرية هرباً من الموت، رياح ربيعية بدأت حالمة بمستقبل أفضل أحالتها آلة حرب النظام إلى خيارات مؤلمة، أسئلة وجودية عن المستقبل. كل هذه مصادر للتكدير ومنابع للتعكير بالنسبة السوريين، وهي مجموع الآراء التي استطلعتها صحيفة »أورينت نت »

نداءات من جمعيات سورية عبر شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة، تناشد الجالية السورية مشاركة اللاجئين الواصلين حديثاً إلى فرنسا، مناسبة العيد، بعد اتفاقية محاصصة الأعباء بين الدول الأوربية الخمسة الكبرى. إحدى مراكز الإيواء كانت بضاحية »porte de Bagnolet »، حيث استضافت ظهر أمس، حفل ترفيهي بمناسبة عيد الأضحى للتخفيف من وطأة الظروف القاسية التي مر بها اللاجئين في رحلتهم إلى فرنسا، وتضمن الحفل وجبة غداء مع موسيقى للترفيه عن الأطفال وتوزيع الهدايا عليهم، الحفل حضره عدد لا بئس به من الفرنسيين من أصول سورية، تضامناً مع المحنة التي يعيشها النازحين قسراً عن بلدهم

« إنها فرصة سانحة في عيد الأضحى لكي تلتقي الجالية السورية في فرنسا القادمين الجدد »، تقول إحدى المشاركات بالحفل لـ « أورينت نت »، وتكمل: »نحن هنا لخلق نوع من التضامن والدعم النفسي والمادي إن أمكن ذلك »

ويعتزم الفريق المشرف على متابعة القضايا والشؤون الإدارية لهذه المجموعة، تنظيم برنامج ترفيهي وثقافي يشمل زيارات للمعالم والمتاحف بباريس خلال أيام العيد

وعقدت جمعيات سورية عديدة العزم على القيام بمبادرات مشابهة أثناء أيام العيد، للتخفيف من حدة المنغصات التي يتعرض لها اللاجئين، وسيشهد السبت القادم مبادرة من جمعية »سورية حرية« 

الرئيس الفرنسي يزور مركز إيواء
وفي سياق متصل شهد الأسبوع المنصرم وصول دفعة من اللاجئين السوريين القادمين من ألمانيا تنفيذاً لخطة المحاصصة بين الدول الأوربية الخمس الكبرى، تم توزيعهم على خمس مراكز للإيواء في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس.

سفير الائتلاف بباريس الدكتور منذر ماخوس تفقد هذه المراكز قبل وأثناء عيد الأضحى المبارك، وفي تصريحات أدلى بها لـ »أورينت نت »قال: »عقد وزير الداخلية الفرنسي اجتماعاً مع رؤساء البلديات، وأوصى بسرعة البت بطلبات اللجوء »مشيراً ما خوس إلى أن: »لن تستغرق البت بالطلبات المقدمة، الوقت الذي كانت تستغرقه فيما قبل، وسيتم نقلهم إلى منازل مستقلة خلال فترة وجيزة جداً »ورداً على سؤال يخص محاصصة أعباء اللاجئين بين الدول الأوربية، قال ماخوس: »موقف الائتلاف واضح بهذا الشأن على جميع الدول الأوربية، أن تضطلع بأعبائها، والأهم الوصول لحل سياسي يوقف نزيف الطبقة الوسطى التي يعول عليها في بناء سوريّا مستقبلاً ».

والجدير ذكره أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند قام بزيارة فريدة من نوعها، تفقد خلالها إحدى مراكز إيواء اللاجئين السوريين.

25/9/2015

http://orient-news.net/index.php?page=news_show&id=90824&العيد_في_فرنسا_بين_الانكفاء_عن_الاحتفال_والتضامن_مع_اللاجئين