في الذكرى الثانية لمجزرة الكيماوي يصر السوريّون على محاسبة المجرم

Article  •  Publié sur Souria Houria le 26 août 2015

Rassemblement au Trocadéro 22/8/2015

أحمد صلال-أورينت نت : باريس
احتشد في ساحة »تروكاديرو »وسط العاصمة الفرنسية باريس ظهر أمس عشرات المتضامنين السوريين والعرب والفرنسيين المناصرين للثورة السورية، إحياءاً للذكرى الثانية لمجزرة الكيماوي التي أرتكبها النظام السوري قبل سنتين في الغوطة الدمشقية والتي راح ضحيتها آلاف السوريين من رجال ونساء وأطفال، حيث اعتبرت أوسع جريمة يشهدها التاريخ المعاصر، ويستعمل فيها هذا السلاح المحظور دولياً، الجالية السورية في باريس لبت الدعوة التي أطلقتها جمعية سورية حرية »

ولم ينتظر السوريين والمتضامنين معهم موعد الوقفة التي حدد موعدها الرابعة عصراً، فضاقت الساحة بالشبان والرجال والنساء وحتّى الأطفال، الذين رفعوا أعلام الثورة وصوراً للضحايا ولافتات تندد بالمجزرة، وألقيت خلال الوقفة العديد من الكلمات بهدف توضيح هذه المجزرة والمجازر التي ترتكب يومياً بحق الشعب السوري الثائر ضد نظام بشار الأسد، ورفعوا لافتات تندد بالصمت الدولي حيال المجازر المستمرة، وقدم مجموعة من الشبان عرض تعبيري يجسد المجزرة

وفي تصريح لصحيفة »أورينت نت »أعتبر الدكتور برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري وعضو الهيئة السياسية لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية: »أن الصمت عن هذه المجزرة والمجازر السابقة مشاركة فيها، داعياً المجتمع الدولي إلى وقفة تاريخية مع الشعب السوري، مشدداً على أن »لدى مجلس الأمن والمجتمع الدولي كل المبررات السياسية والقانونية والأخلاقية لكي يقف إلى جانب الشعب السوري وثورته »
وقال: »لا يوجد أي مسوغ في الدنيا يبرر قتل الأطفال والنساء والرجال وتجويع الناس، تأكدوا يا شعب سوريا العظيم أن كل العالم سيخضع إلى منطق الحرية، رغم أن كل العالم قد خذلكم ». كما دعا إلى »وحدة المعارضة السورية حول خيارات الشعب السوري »، معلناً رفضه أي »خيار سياسي »لا يتضمن محاسبة بشار الأسد ونظامه عن مجزرة الكيماوي وجميع المجازر المرتكبة بحق المدنيين منذ بداية الثورة، وقال »لا معنى للقاءات ومؤتمرات ممزوجة بعسل السكوت عن الإجرام والمجازر، ولم تنتج حتى اليوم قراراً بتنحية بشار الأسد وتقديمه لمحكمة الجنايات الدولية »
ودعا غليون مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى »دعم الثورة السورية »وقال: »على الجميع أن يتخذ مواقف شجاعة، ويعتبر أن الدول الكبرى تراخت حيال المجازر المرتكبة يومياً »

كما صرح لصحيفة »أورينت نت »الدكتور زياد ماجد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بباريس، قائلاً: »المناسبة اليوم رغم مأساويتها هي فرصة لتذكير الرأي العام الأوربي بمجزرة الكيماوي وباقي المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد ». معتبراً أن »الحصانة الغير مباشرة التي منحتها الأمم المتحدة، جاءت جراء عدم محاسبته عن جرائمه، لذلك تذكير الرأي هي نقطة جداً مهمة كي لا ينسى العالم ». مشيراً إلى أن »جريمة الأمم المتحدة لا تتطابق مع جرائم بشار الأسد بل تتشابه وتتوازى معها ». وزاد ماجد »أن صعود ظواهر بربرية وإجرامية مثل داعش، هي حالة غير مضادة للإجرام بل تتشابه وتتكامل مع إجرام نظام بشار الأسد »
وقال أيمن الأسود عضو ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية لصحيفة »أورينت نت »: »ليعلم القاصي والداني أننا هنا اليوم لنؤكد للعالم، أن الثورة السورية قضيتنا المركزية، وإننا جميعاً مسؤولين عن كشف المجازر التي ترتكب كل يوم في درعا وريف دمشق وإدلب وكامل التراب السوري »
وأضاف: »هذه المجازر ترتكب بحق الشعب السوري، لأنه رفض النظام العسكري والاستبدادي المذل، وأختار الخيار الديمقراطي الأبي، خيار المقاومة. من حق الشعب السوري أن يختار ما يريد، وعبر الشعب السوري عن خياراته بالتظاهرات السلمية، ومن حقه عملية إجرائية كما الحال هنا في فرنسا وباقي أوروبا والعالم المتحضر، هم يريدون تقرير مصيرهم، وحكم أرضهم بحرية، لذلك النظام يختار المجازر مثل مجزرة الكيماوي، محاولاً تغيير رغبة الثورة بالتغيير السياسي، ويشهد على ذلك مجلس الأمن المتواطئ، الذي يساهم في مجازر نظار بشار الأسد عبر التخاذل حيالها »سائلاً: »أي مجازر أبشع من المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد لفرض الحلول الاستسلامية، ولينسى الشعب السوري الصورة الغير إيجابية عن مجلس الأمن، عليه واجب محاسبة بشار الأسد ونظامه عّم أرتكب ويرتكب وسيرتكب من مجازر »
وفي تصريح أدلت به جمعية« سورية حرية »عبر العضوة السورية- الفرنسية ليا بلي »مشيرةً إلى هذه الوقفة الجماهيرية في ذِكْرَى مجزرة من أبشع المجازر التي أرتكبت بحق الشعب السوري، والتي ضمت الجماهير السورية الطَيْبة والمتضامنين مع قضيتهم »وقالت: »ليرى العالم تصميمنا على الاستمرار »

وقفات في المدن الفرنسية
وترافقت وقفة العاصمة الفرنسية باريس مع وقفات مماثلة في باقي المدن الفرنسية ومنها ستراسبورغ ورانس
ودعا الدكتور محمد المحمد أحد منظمي الوقفة التضامنية في مدينة رانس الفرنسية في تصريحه لصحيفة »أورينت نت »إلى حماية الغوطة ودوما وكامل التراب السوري من المجازر، منتقداً المحمد تعاطي مجلس الأمن مع ملف نظام بشار الأسد. وقال: »نرفض المجازر بحق شعبنا بحجج واهية وتحت شعارات محاربة الإرهاب، مطالباً المعارضة السورية ب »العمل لحماية خيارات الثورة السورية، وعدم توريط الثورة بأجندة تخدم مصلحة بقاء بشار الأسد ونظامه »

23/8/2015

http://orient-news.net/index.php?page=news_show&id=89992