قلوب السوريين متعلقة بالـ (نائبة) بثينة شعبان خطيب بدلة
الرفيقة المناضلة الدكتورة بثينة شعبان هي نائبة الرئيس السوري الوريث بشار الأسد.. و(النائبة)، هنا، لا تعني (الكارثة)- حاشاها- بل هي المرأة التي تنوب عن الرئيس في حال غيابه، إذا غاب.
هذه المرأة نحبها- نحن السوريين- منذ الأيام الأولى للثورة، حينما خرجتْ لتقول لنا، في تصريح تناقلته وكالات الأنباء و’الفضائيات’، إن السيد الرئيس يعدكم بـ(جرزة) إصلاحات!.. ففرحنا، وغلبتنا الابتسامات والضحكات، مع أن المفروض بها أن تقول (حزمة) إصلاحات، بدلاً من (جرزة) إصلاحات، لأن كلمة (جَرْزة) مرتبط في أذهاننا بالبقدونس والبصل والثوم..
ولم نكن نحن السوريين نعرف الشيء الكثير عن ماهية الإصلاحات المعلن عنها في ذلك الوقت، ولكننا الآن، بعد أن عرفنا واختبرنا الرشاشات والمدافع والصواريخ بعيدة المدى والحاويات المتفجرة، ثم الدخول في مرحلة استخدام الكيماوي على نطاق واسع، عرفناها، وحفظناها غيباً!
غابت الدكتورة بثينة شعبان، على إثر ذلك التصريح، عن فضائيات الممانعة، وفضائيات الفتنة والتحريض، سواء الناطقة منها بالعربية أو بلغات أخرى، شهوراً طويلة، حتى ظننا أنا ماتت، أو أنها تمتثل لقول الشاعر (تكلمَ السكودُ فاصمتْ أيها القلمُ)، أو أنها (انشقت) عن النظام فانتظرناها لتقدم هويتها باتجاه الكاميرا وتقول: (أعلن انشقاقي وهذه هويتي)، ولكنها لم تفعل شيئاً من هذا القبيل، وفاجأتنا، قبل أيام، بتصريحها (الفضائي) الذي أدهش البعيد قبل القريب، والعدو قبل الصديق، حينما وضعت يدها على السر الدفين الذي دوخ العالم والبشرية ومجالس الشيوخ والبرلمانات والكونجريسات الأوروبية والأمريكية، المتعلق باستخدام الكيماوي في الغوطة الشرقية.
لقد اختطفت داعش (دولة العراق والشام)، بالتعاون مع الوهابيين من جبهة النصرة، المنبثقة عن تنظيم القاعدة، أطفالاً من قرى الساحل، وبالتحديد من أطفال إخوتنا العلويين، وعبأتهم في حافلات النقل العام، وسارت بهم عبر مئات الحواجز الأمنية، التابعة منها للجيش العربي السوري الباسل، أو للجهات الأمنية المختصة، وحواجز حزب الله التي جاءت لتحمي المزارات الشيعية المقدسة في القصير وحمص وتلكلخ، وحواجز الجيش الحر الذي ترابط عليه العصابات الإجرامية المسلحة، حتى وصلت إلى الغوطة الشرقية، ووزعت هؤلاء الأطفال الأبرياء على بيوت أهل الغوطة، توزيعاً عادلاً، وقالت لهم ناموا، وأهالي الأطفال لم ينتبهوا لغياب أطفالهم- ولكن الرفيقة بثينة انتبهت- وفي الصباح، وجهت داعش صواريخها المحملة برؤوس كيماوية وعبوات كبيرة من غاز السارين، إلى حيث ينام الأطفال الـ 400، فقتلتهم، وقتلت معهم 1029 مواطناً آخرين، وقد فعلت ذلك لهدف حقير للغاية، وهو اتهام النظام السوري الممانع بهذه الفعلة، وتوجيه الدعوة إلى الاستعمار الخارجي ليأتي ويضربسوريا الصامدة.
بروجردي يكتشف اللغز
كان السؤال الذي وجهه مذيع قناة ‘الإخبارية السورية’ إلى (رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإراني الدكتور علاء الدين بروجردي) واضحاً وصريحاً، وخالياً من اللف والدوران الذي ينتهجه- عادةً- مذيعو قنوات التحريض والفتنة أمثال الجزيرة والعربية وفرانس 24 والأورينت.. إذ قال له:
أنت الآن موجود في سورية عشية التهديدات الأمريكية لضرب سوريا.. أخبرني لو سمحت.. ماذا عن هذا الوجود الآن؟
وكان الجواب أكثر وضوحاً، ومباشرة، ووصولاً إلى الهدف بأقل الكلمات، إذ قال بروجردي:
إن كافة المسلمين في العالم (ولم يحدد فئةً منهم، أو مذهباً، مما يعني أنه يحكي باسم جميع المسلمين! وبضمنهم أهلُ السنة والجماعة! والعلويون! والدروز! والإسماعيليون!)، يتطلعون إلى فلسطين، ولا قضية لهم تأتي قبل قضية فلسطين، وإسرائيل الغاشمة التي تحتل فلسطين، تدرك أن أكبر خطر تتعرض له يأتيها، اليومَ، من طرف سوريا، ولذلك سيقوم جميع المسلمين في العالم، ونحن الإيرانيون منهم، بالدفاع عن سوريا.. لأجل فلسطين!
(سوري محبط: إذا أدتْ عمليةُ إسقاط النظام السوري إلى خلاصنا من رؤية مثل هذا الرجل، وسماع مثل هذا الكلام الفارغ، يكون حقي أنا قد صار في عبي)!
ناصر قنديل.. طرفة فضائية
لا شك في أن بعض الإعلاميين الذين يشتغلون في مطابخ ‘الفضائيات’ يمتلكون قدراً كبيراً من حس الفكاهة العالي، فيستطيع الواحد منهم أن يقدم لنا، بالصورة والصوت، ومن دون تعليق، مشهداً كوميدياً لا يمكن لأي مؤلف أو مخرج أو فنان أن يبدعَ مشهداً يماثله في الروعة أو يضاهيه..
قدمت المشهد قناةُ ‘أورينت’ الإخبارية، وفيه نرى رجلَ الشدائد الخاص بنظام الصمود والتصدي والممانعة الأستاذ ناصر قنديل صاحبَ قناة ‘توب نيوز′ الذي استدعته الحكومة السورية في بداية الثورة، وهيأت له كل ما يلزم لإجراء جولة على المحافظات السورية، وعقد لقاءات جماهيرية ناجحة، أثبت فيها أن الثورة الحقيقية التي يمكن أن يقوم بها الشعبُ السوري هي تلك التي تتصدى للثورة على النظام السوري بوصفها، أي تلك الثورة المحتملة الحدوث، مؤامرة كونية!
في المشهد: فيديو يصور ناصر قنديل وهو يقوم ويقعد ويزعقُ مهنئاً الشعب السوري على صموده وتلاحمه مع جيشه المتماسك في وجه المؤامرة والمتآمرين!.. وفي الوقت نفسه نرى أخباراً ومشاهدَ مصورة تتحدث عن انشقاق عدد كبير من الضباط وصف الضباط والأفراد والشخصيات المدنية عن النظام السوري!
الجنرال المُخَلِّص
إن ما جرى معي بخصوص القناة الفضائية ‘الزراعية المصرية’ ينطبق عليه القول الدارج: رُبَّ صدفة خير من ألف ميعاد.
فقد عثرتُ على هذه القناة أثناء تقليبي محطات قمر ‘النيل سات’ بحثاً عن خبر، أو لقاء، أو اتصال، أو تقرير، أو مقابلة تلفزيونية تفتح لي أملاً بالخلاص أنا الإنسان السوري المعرض للقتل والتدمير على أيدي العصابات الإجرامية المسلحة، وأحياناً، على أيدي قواتنا الباسلة التي تسعى إلى منع الديمقراطية من الوصول إلينا، لثقتها بأن الديمقراطية هي خرابة البيوت العامرة، وأن شعبنا، كما أسلف وريثُ العرش الملهمُ بشار الأسد لا تليق به الديمقراطية!
كانت هذه القناة، حينما صادفتُها، تبث أغنية مما يسمى في أعراف الأنظمة الديكتاتورية (وطنية)!!.. وفيها يتناوب على الميكروفون عددٌ من المطربين المصريين المعاصرين، ويغنون- ويا للمفاجأة والهول- للجنرال عبد الفتاح السيسي!
ولأن العين- كما يقولون في الكلام الدارج- هي مغرفةُ الكلام فقد دأب مخرجُ الأغنية على ملء عمق الكادر بمجموعة لقطات للجنرال السيسي تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك أو التخمين، أن مصر العربية، لولا هذا الجنرالُ العظيمُ، لما كانت في يوم من الأيام شيئاً يستحق الذكر! فهو، مثل حافظ الأسد وصدام حسين والقذافي وجيفكوف وشاوسيسكو، وقبلهم ستالين، وماو تسي تونغ، وكيم إيل سونغ.. عبارة عن ‘نعمة’ مرسلة من السماء إلى هذه البقعة من الأرض بهدف إخراجها من الظلمات إلى النور.
تذكرتُ، وأنا أمكث أمام هذه اللوحة العجيبة، البدايات الأولى لظاهرة عبادة الفرد التي تأسست أول ما تأسست في الوطن العربي، في مصر مع جمال عبد الناصر، وطورتها الأنظمة الديكتاتورية المختلفة، من صدام حسين إلى حافظ الأسد إلى معمر القذافي إلى بشار الأسد، وحتى دول الخليج لم تتوانَ عن صناعة الأغاني التي تشيد بملوكها وأمرائها..
انظر الآن إلى المفارقة: كانت مصر العظيمة هي أولى الدول العربية التي ترسخت فيها التقاليد الديمقراطية، وأولى الدول التي تخلصت من عبادة الفرد.. فهل تبشرُنا هذه الأغنية الكئيبة بأن مصر ستكون أولى الدول التي ستتخذ قدوة من السيدة حليمة حينما تعود إلى عادتها القديمة؟!
الرفيقة المناضلة الدكتورة بثينة شعبان هي نائبة الرئيس السوري الوريث بشار الأسد.. و(النائبة)، هنا، لا تعني (الكارثة)- حاشاها- بل هي المرأة التي تنوب عن الرئيس في حال غيابه، إذا غاب.
هذه المرأة نحبها- نحن السوريين- منذ الأيام الأولى للثورة، حينما خرجتْ لتقول لنا، في تصريح تناقلته وكالات الأنباء و’الفضائيات’، إن السيد الرئيس يعدكم بـ(جرزة) إصلاحات!.. ففرحنا، وغلبتنا الابتسامات والضحكات، مع أن المفروض بها أن تقول (حزمة) إصلاحات، بدلاً من (جرزة) إصلاحات، لأن كلمة (جَرْزة) مرتبط في أذهاننا بالبقدونس والبصل والثوم..
ولم نكن نحن السوريين نعرف الشيء الكثير عن ماهية الإصلاحات المعلن عنها في ذلك الوقت، ولكننا الآن، بعد أن عرفنا واختبرنا الرشاشات والمدافع والصواريخ بعيدة المدى والحاويات المتفجرة، ثم الدخول في مرحلة استخدام الكيماوي على نطاق واسع، عرفناها، وحفظناها غيباً!
غابت الدكتورة بثينة شعبان، على إثر ذلك التصريح، عن فضائيات الممانعة، وفضائيات الفتنة والتحريض، سواء الناطقة منها بالعربية أو بلغات أخرى، شهوراً طويلة، حتى ظننا أنا ماتت، أو أنها تمتثل لقول الشاعر (تكلمَ السكودُ فاصمتْ أيها القلمُ)، أو أنها (انشقت) عن النظام فانتظرناها لتقدم هويتها باتجاه الكاميرا وتقول: (أعلن انشقاقي وهذه هويتي)، ولكنها لم تفعل شيئاً من هذا القبيل، وفاجأتنا، قبل أيام، بتصريحها (الفضائي) الذي أدهش البعيد قبل القريب، والعدو قبل الصديق، حينما وضعت يدها على السر الدفين الذي دوخ العالم والبشرية ومجالس الشيوخ والبرلمانات والكونجريسات الأوروبية والأمريكية، المتعلق باستخدام الكيماوي في الغوطة الشرقية.
لقد اختطفت داعش (دولة العراق والشام)، بالتعاون مع الوهابيين من جبهة النصرة، المنبثقة عن تنظيم القاعدة، أطفالاً من قرى الساحل، وبالتحديد من أطفال إخوتنا العلويين، وعبأتهم في حافلات النقل العام، وسارت بهم عبر مئات الحواجز الأمنية، التابعة منها للجيش العربي السوري الباسل، أو للجهات الأمنية المختصة، وحواجز حزب الله التي جاءت لتحمي المزارات الشيعية المقدسة في القصير وحمص وتلكلخ، وحواجز الجيش الحر الذي ترابط عليه العصابات الإجرامية المسلحة، حتى وصلت إلى الغوطة الشرقية، ووزعت هؤلاء الأطفال الأبرياء على بيوت أهل الغوطة، توزيعاً عادلاً، وقالت لهم ناموا، وأهالي الأطفال لم ينتبهوا لغياب أطفالهم- ولكن الرفيقة بثينة انتبهت- وفي الصباح، وجهت داعش صواريخها المحملة برؤوس كيماوية وعبوات كبيرة من غاز السارين، إلى حيث ينام الأطفال الـ 400، فقتلتهم، وقتلت معهم 1029 مواطناً آخرين، وقد فعلت ذلك لهدف حقير للغاية، وهو اتهام النظام السوري الممانع بهذه الفعلة، وتوجيه الدعوة إلى الاستعمار الخارجي ليأتي ويضربسوريا الصامدة.
بروجردي يكتشف اللغز
كان السؤال الذي وجهه مذيع قناة ‘الإخبارية السورية’ إلى (رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإراني الدكتور علاء الدين بروجردي) واضحاً وصريحاً، وخالياً من اللف والدوران الذي ينتهجه- عادةً- مذيعو قنوات التحريض والفتنة أمثال الجزيرة والعربية وفرانس 24 والأورينت.. إذ قال له:
أنت الآن موجود في سورية عشية التهديدات الأمريكية لضرب سوريا.. أخبرني لو سمحت.. ماذا عن هذا الوجود الآن؟
وكان الجواب أكثر وضوحاً، ومباشرة، ووصولاً إلى الهدف بأقل الكلمات، إذ قال بروجردي:
إن كافة المسلمين في العالم (ولم يحدد فئةً منهم، أو مذهباً، مما يعني أنه يحكي باسم جميع المسلمين! وبضمنهم أهلُ السنة والجماعة! والعلويون! والدروز! والإسماعيليون!)، يتطلعون إلى فلسطين، ولا قضية لهم تأتي قبل قضية فلسطين، وإسرائيل الغاشمة التي تحتل فلسطين، تدرك أن أكبر خطر تتعرض له يأتيها، اليومَ، من طرف سوريا، ولذلك سيقوم جميع المسلمين في العالم، ونحن الإيرانيون منهم، بالدفاع عن سوريا.. لأجل فلسطين!
(سوري محبط: إذا أدتْ عمليةُ إسقاط النظام السوري إلى خلاصنا من رؤية مثل هذا الرجل، وسماع مثل هذا الكلام الفارغ، يكون حقي أنا قد صار في عبي)!
ناصر قنديل.. طرفة فضائية
لا شك في أن بعض الإعلاميين الذين يشتغلون في مطابخ ‘الفضائيات’ يمتلكون قدراً كبيراً من حس الفكاهة العالي، فيستطيع الواحد منهم أن يقدم لنا، بالصورة والصوت، ومن دون تعليق، مشهداً كوميدياً لا يمكن لأي مؤلف أو مخرج أو فنان أن يبدعَ مشهداً يماثله في الروعة أو يضاهيه..
قدمت المشهد قناةُ ‘أورينت’ الإخبارية، وفيه نرى رجلَ الشدائد الخاص بنظام الصمود والتصدي والممانعة الأستاذ ناصر قنديل صاحبَ قناة ‘توب نيوز′ الذي استدعته الحكومة السورية في بداية الثورة، وهيأت له كل ما يلزم لإجراء جولة على المحافظات السورية، وعقد لقاءات جماهيرية ناجحة، أثبت فيها أن الثورة الحقيقية التي يمكن أن يقوم بها الشعبُ السوري هي تلك التي تتصدى للثورة على النظام السوري بوصفها، أي تلك الثورة المحتملة الحدوث، مؤامرة كونية!
في المشهد: فيديو يصور ناصر قنديل وهو يقوم ويقعد ويزعقُ مهنئاً الشعب السوري على صموده وتلاحمه مع جيشه المتماسك في وجه المؤامرة والمتآمرين!.. وفي الوقت نفسه نرى أخباراً ومشاهدَ مصورة تتحدث عن انشقاق عدد كبير من الضباط وصف الضباط والأفراد والشخصيات المدنية عن النظام السوري!
الجنرال المُخَلِّص
إن ما جرى معي بخصوص القناة الفضائية ‘الزراعية المصرية’ ينطبق عليه القول الدارج: رُبَّ صدفة خير من ألف ميعاد.
فقد عثرتُ على هذه القناة أثناء تقليبي محطات قمر ‘النيل سات’ بحثاً عن خبر، أو لقاء، أو اتصال، أو تقرير، أو مقابلة تلفزيونية تفتح لي أملاً بالخلاص أنا الإنسان السوري المعرض للقتل والتدمير على أيدي العصابات الإجرامية المسلحة، وأحياناً، على أيدي قواتنا الباسلة التي تسعى إلى منع الديمقراطية من الوصول إلينا، لثقتها بأن الديمقراطية هي خرابة البيوت العامرة، وأن شعبنا، كما أسلف وريثُ العرش الملهمُ بشار الأسد لا تليق به الديمقراطية!
كانت هذه القناة، حينما صادفتُها، تبث أغنية مما يسمى في أعراف الأنظمة الديكتاتورية (وطنية)!!.. وفيها يتناوب على الميكروفون عددٌ من المطربين المصريين المعاصرين، ويغنون- ويا للمفاجأة والهول- للجنرال عبد الفتاح السيسي!
ولأن العين- كما يقولون في الكلام الدارج- هي مغرفةُ الكلام فقد دأب مخرجُ الأغنية على ملء عمق الكادر بمجموعة لقطات للجنرال السيسي تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك أو التخمين، أن مصر العربية، لولا هذا الجنرالُ العظيمُ، لما كانت في يوم من الأيام شيئاً يستحق الذكر! فهو، مثل حافظ الأسد وصدام حسين والقذافي وجيفكوف وشاوسيسكو، وقبلهم ستالين، وماو تسي تونغ، وكيم إيل سونغ.. عبارة عن ‘نعمة’ مرسلة من السماء إلى هذه البقعة من الأرض بهدف إخراجها من الظلمات إلى النور.
تذكرتُ، وأنا أمكث أمام هذه اللوحة العجيبة، البدايات الأولى لظاهرة عبادة الفرد التي تأسست أول ما تأسست في الوطن العربي، في مصر مع جمال عبد الناصر، وطورتها الأنظمة الديكتاتورية المختلفة، من صدام حسين إلى حافظ الأسد إلى معمر القذافي إلى بشار الأسد، وحتى دول الخليج لم تتوانَ عن صناعة الأغاني التي تشيد بملوكها وأمرائها..
انظر الآن إلى المفارقة: كانت مصر العظيمة هي أولى الدول العربية التي ترسخت فيها التقاليد الديمقراطية، وأولى الدول التي تخلصت من عبادة الفرد.. فهل تبشرُنا هذه الأغنية الكئيبة بأن مصر ستكون أولى الدول التي ستتخذ قدوة من السيدة حليمة حينما تعود إلى عادتها القديمة؟!
آمل أن يكون جواب الواقع بالنفي.