أوغلو .. ما وراء الزيارة والمهلة الممنوحة للنظام السوري – *لينا موللا

Article  •  Publié sur Souria Houria le 12 août 2011

ست ساعات طوال أمضاها وزير الخارجية التركي أوغلو  في ضيافة الأسد، بالتأكيد أنها لم تقتصر على تعداد فوائد الصيام في رمضان بل تجاوزتها إلى قضايا أخرى !!ّ

أوجزها أوغلو بعدة كلمات مبهمة، ومهلة ورهان على أن الأسد سيبدأ بتطبيق وعوده الإصلاحية وأنهم سينتظرون منه البدء بتحقيقها.

أردوغان ووزير خارجيته ليسا ساذجين لتنطلي عليهما هذه الوعود الكاذبة، وبالتأكيد فإن زيارة سفير تركيا إلى حماة كانت تمثيلية، فاليوم وعن طريق برنامج غوغل إرث بلاس، يستطيع العالم جميعه التأكد من حركة دبابات وآليات الجيش السوري، ومتابعتها لحظة بلحظة، وتقدير الدمار الذي تخلفه في كل المناطق.

ومسرحية انسحاب المدرعات من حماة ومن ثم عودتها إليها كانت لكسب الوقت، مسرحية تخرجها جهة غير موهوبة فنياً ولا منطقياً.

ستة ساعات يمكن من خلالها إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة برمتها، لكن ما ترشح كان سخيفاً للغاية.

منح من خلالها رئيس نظام فاشي محتقن بنوازعه الإجرامية لتنفيذ أحقاده وثاراته ليقتص من شعب أعزل.

مهلة خمسة عشرة يوماً  كافية بحيث تحقق الغرض من  التفرد بالشعب والضغط عليه لأجل تسليح الثورة السورية وإخراجها من إطارها السلمي الذي بدأت فيه واستمرت وحققت جميع مكاسبها .

لا يمكن أن تفهم موافقة العالم الإعلامية على استمرار التشنيع والقتل بهذا الشكل المنهجي البشع سوى أن القوى العظمى تريد وبتصميم عنيد أن تقوم المقاومة الشعبية بحمل السلاح ومقارعة الجيش وشبيحة النظام ..

تركيز الكاميرات على العربات العسكرية المتفحمة والإعلان السوري الرسمي على تصوير الجثث المقطعة الأوصال وتضخيم أرقام عدد الضحايا من الجيش وإقدام قوات الأمن السرية على مهاجمة بعض المخافر وتدمير بعض البنى الحكومية يشي بهذه الخطة لكي تمنح لذاتها العذرفي استعمال مزيد من القوة كالطيران والمدفعية وهذا ما يحتاج إلى إخراج آخر، طرفين متصارعين بالسلاح حيث استعمال القوة مبرر للدفاع عن ممتلكات الدولة وهيبة جيشها .

إنها مكيدة، ولا يمكنها إلا أن تكون كذلك

الوقت يمضي

والشعب كل الشعب لن يكون قادراً على تقديم التضحيات دون بارقة أمل بصناعة نصر قريب، وإذا كان حمل السلاح في مواجهة النظام سيحول سوريا بأكملها إلى ساحة حرب قاسية .

فنتساءل من سيكون المنتصر والرابح من تحويل سوريا إلى ليبيا ثانية ؟

هل هو النظام ؟

أم قوى أخرى ؟

النظام لن يكون الرابح بالتأكيد فحمل الشعب السلاح وقتاله من قبل الثوار سيقضي على النظام من خلال حرب عصابات خاطفة وسريعة وواضحة الأهداف لن يقدر عليها مهما استعمل من عنف .

لكنه حل مكلف للغاية إذ سيؤدي إلى تدمير البنية التحتية للدولة وتدمير أغلب أسلحة الجيش، وخلق شرائح من المجتمع لجأت للقتل والعنف وهذه للأسف ستصبح عالة على مجتمع يسعى للخلاص والاستقرار، وهو ما لا نريده لسوريا ذات مجتمع مدني متعايش.

وأذكر أن سوريا كوطن لا يمكنها أن تعيش كما نحلم في ظل وجود فريق منتصر وآخر منهزم، فمن يتطلع إلى المساواة في الحقوق لا بمكنه أن يلجأ إلى فرضها عن طريق القتل !!

إذا من هو الفريق المنتصر  ..

إنه واضح وضوح الشمس وأترك ذلك لنباهة القارئ

وللحديث بقية

قادمون

لينا موللا

صوت من أوات الثورة السورية

المصدر: http://www.facebook.com/profile.php?id=100001788821982