إقالة محافظ حماة لعجزه عن إقامة حوار « السادة » مع « العبيد » – إياد

Article  •  Publié sur Souria Houria le 3 juillet 2011

بعد خطاب بشار الاسد الأخير يوم الاثنين في العشرين من حزيران، ووعوده الإصلاحية للقضاء على « الجراثيم » وإعطاء دروس للعالم في الديمقراطية والدعوى للحوار ولكن بعض القضاء على « الفوضى »، تناقلت المواقع الإعلامية السورية في اليوم الذي تلاه نبأً مفاده أن محافظ حماة، الدكتور أحمد عبد العزيز، أعلن عن « إطلاق الحوار الحموي بين جميع أطياف المجتمع من خلال قيام كل منظمة شعبية ونقابة مهنية وحي شعبي بتشكيل لجان تحاور وتناقش باسمها وتعبر عن تطلعاتها وحاجاتها للوصول إلى رؤى وأفكار وصيغ عمل تسهم في تعزيز الوحدة الوطنية ودعم مسيرة الإصلاح الشامل ». كلام جميل، ولعل المحافظ كان مخلصاً فيه، يأتي في إطار ما يدّعيه النظام من دعوته للحوار الذي أُكرِه عليها مع انتفاضة أبناء الشآم الثورية المباركة.
وبعد أيام قليلة جاء الرد الأول إلى هذه الدعوات الزائفة لنظام مرد على القمع واستعباد المواطنين منذ أكثر من أربعين سنة، في جمعة عظيمة تنادي بإسقاط شرعية النظام، ثم تبعها بعد أيام اجتماع لشخصيات وطنية مستقلة في دمشق، أعلنوا فيه عن تضامنهم مع انتفاضة الشعب السوري ورفضهم للحوار مع السلطة في ظل استمرار القمع، ولم يتحقق للنظام ما كان يأمله من تفتيت لقوى الشارع السوري المنتفض، أو إضعاف لهمته الجبارة أمام آلة القتل بتطميعه بالحصول على الفتات من الأرض.
ثم جاء الرد الأعظم في جمعة « ارحل » ولاسيما في مدينة حماة أبي الفداء، إذ خرج أبناؤها  بمئات الآلاف في منظر مهيب، ليؤكّدوا أنه لا حوار مع نظام يتغذّى من دماء وأموال الشعب الذي يتحكّم به ظلماً وعدواناً. قالوا له ارحل مع حزبك ونحن بألف خير، ارحل فأنت المندس بيننا ولا مندس غيرك، تأكل لحمنا وتوهن قوتنا، ولكن أطفالنا وشبابنا وشيوخنا ونساءنا ورجالنا قد قاموا صفاً واحدا ليقولوا لك ارحل قبل أن يفوت الأوان، فماذا تنتظر؟
موقف عظيم وصل إلى سمع وأبصار العالم كله ولم يعد للطاغوت من كذب يحجب به الشمس، « إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر »، فلم يجد إلا أن يأمر بإقالة محافظ حماة الذي لم يستطع أن يفعل شيئاً أمام هذا العملاق  الثائر بالحق.
وقعت الأقنعة وانكشفت العورات، الطاغوت يريد « حواراً » مع العبيد والشعب قال له « اخسأ »، فنحن الشجرة الطيبة « أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها »، وأنت الشجرة الخبيثة « اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ».

إياد
03/07/2011

ملاحظة: المقال يعبر فقط عن وجهة نظر كاتبه