احترم عقلي إذاً! -إبراهيم جابر إبراهيم

Article  •  Publié sur Souria Houria le 9 juin 2012
احترم عقلي إذاً! -إبراهيم جابر إبراهيم

يمكن لي أن أكون مشاهداً طيباً، وأتراجع عن الخطأ حين أعرف أنه خطأ، ولذلك عليَّ ان أعتذر عما قلته سابقاً وكتبته في اماكن كثيرة، من أن الجيش السوري متورط في قتل الشعب السوري. فالجسم المضيء الغريب الذي شوهد في سماء بلاد الشام، اول من امس، دحض اكاذيبي كاملةً، واحرجني امام نفسي، وعزز مصداقية « الناطق الرسمي » هناك، من أن طرفاً ثالثاً هو الذي ارتكب كل هذه المجازر البشعة!الذي يعزز هذه الرواية، ويجعلها قابلة للتصديق، عوامل عديدة منها أن بشاعة المجازر التي ارتكبت، وذبح الأطفال بالسكاكين، وقتل عائلات بأكملها، لا يمكن ان يفعلها كائن بشري مهما بلغت همجيته، ولا بد انها صنيعة كائن فضائي لا يتمتع بالإنسانية او الروح البشرية المتعاطفة والسمحة.كما أن قدرة العصابات المسلحة على التملص من جيش قوي، ومتمكن ومحترف، وتم اعداده على مدار اربعين سنة لمواجهة اسرائيل، يدلل أن هذه العصابات ليست بشرية بالفعل، فلا أحد استطاع قبل ذلك النفاذ من قبضة هذا الجيش او التسلل من حدوده.ولهذا يبدو ظهور الجسم الغريب، في سماء لبنان والأردن وسورية وفلسطين بفروعها الثلاثة، منطقياً في هذا الوقت، ورسالة مهمة تبعثها هذه الكائنات لدعم النظام السوري وتبرئته، اعترافاً منها بانها هي الطرف الثالث، وهي التي ذبحت الاطفال وأمهاتهم لأسباب ربما توضحها في رسالة لاحقة، المهم أنها سارعت الآن لإنقاذ متهم بريء قبل أن ينفذ فيه حكم جائر!هذا تحليل معقول، أقترحه بشكل جدي على الذين يقفون خلف صياغات الإعلام الرسمي في الشام، ويمكن أن نضيف عليه أن هذا الجسم الغريب كان مُحمّلاً بالأسلحة، وهكذا يصير الامر من اختصاص جهة علمية، وينبغي على مجلس الامن أن يحيله لمنظمة الثقافة والعلوم « اليونسكو » لمعالجته!وبالمناسبة أنا لا امزح أبداً، فهذه الرواية، إن اعتمدناها، تبدو أقرب للمنطق من الروايات السابقة التي جاءتنا من هناك، والتي مفادها، كلها، ان عصابات لا ترى بالعين المجردة اخترقت الحدود الحصينة (كلنا زرنا الشام ونعرف نوعية التفتيش على حدودها)، وحملت معها بحقائب اليد الصغيرة طائرات ودبابات مطويّة يجري فردها ونفخها وقصف القرى بها، دون أن تظهر هذه العصابات أو يمكن مسك أحد أفرادها!هذا اكثر إقناعاً مثلاً من الرواية الرسمية التي تجعلني أتخيل دائماً امرأة تظل تشكو في مخفر الشرطة من أن زوجها يضربها باستمرار، وكلما جيء بزوجها يظلّ بدوره يُصرّ وهو يفتل شاربيه انه ليس هو؛ وان جارهم من يضربها و.. يلقي محاضرة في المخفر عن محبته لزوجته، وانه سيرد على جارهم في الوقت والمكان المناسبين!الكائن الفضائي إذاً هو الحل الأسلم لجميع الأطراف، وهو الامر الذي يقتضي بعد ذلك ان تتحول المحاضرات التي نسمعها من الرئيس السوري باستمرار الى الموضوع العلمي، ولا أظنه أمراً صعباً على الرجل!..ربما تكون السخرية أمرا غير لائق في ظل ذبح كل هذا العدد المروّع من الاطفال والامهات، بل إن الكتابة كلها من حيث المبدأ ترفٌ مُخجلٌ امام أرواح الناس، لكن ما الذي يمكن قوله أمام رواية تقول إن القتلى يسقطون بسلاح وصل من ليبيا؟! ومؤامرة نسجتها اسرائيل وموّلتها قطر؟ هل كانت سورية تشكل خطرا الى هذا الحد على الأمن الإسرائيلي؟ ولماذا لم تنتبه اسرائيل لذلك من قبل؟وإذا كان الأمر كذلك فعلاً فلماذا لا يجري الرد فوراً على اسرائيل بدل قصف حمص!!

http://www.alghad.com/index.php/afkar_wamawaqef2/article/29699/%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%B1%D9%85-%D8%B9%D9%82%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D8%B0%D8%A7%21.html