اسئلة المعارضة السورية – ساطع نورالدين

Article  •  Publié sur Souria Houria le 5 octobre 2011

ديهي، أهم ما في المجلس الوطني السوري الذي أعلن في اسطنبول الاحد الماضي، أنه صار أمرا واقعا وعنوانا رئيسيا للمعارضة السورية. وهو انجاز مهم قد يكون الاول من نوعه في تاريخ سوريا، الذي لم يعرف الكثير من الائتلافات السياسية الناجحة، سواء على مستوى الحكم او المعارضة، بل عرف الكثير من الانقلابات العسكرية والاضطرابات الامنية التي تختزلها كلها الازمة الراهنة، وتكتسب منها زخما اضافيا

لكن ما بعد هذه البداهة ثمة اسئلة تطرح على المعارضين السوريين الذين انجزوا المهمة الاسهل وهي الاعلان عن وجودهم وتفريغ خطاب النظام من محتواه عن المؤامرة الخارجية، وباتوا امام تحدي تقديم البديل الذي يستبعد هذا الخطاب من الذاكرة السورية باقل كلفة ممكنة على الاجتماع السوري الذي يكتشف هذه الايام مخاطر اللعب على تنوعه الطائفي وتعدده السياسي

في البدء، لا بد من تسجيل حقيقة هي ان اكثر من نصف المنضوين في المجلس والموقعين على وثائقه، كانوا حتى الاسبوع الماضي يميلون، بدرجات متفاوتة من الحماسة، الى الحوار مع النظام والعمل على اصلاحه من الداخل. قيام المجلس يحسم هذا الجدل بشكل نهائي، لكنه لا يلغي الاحتمال البعيد، وهو ان يبدي النظام قدرا من الفطنة فيقرر مثلا ان يرحب بالتشكيل الجديد المعارض ويدعوه الى البحث في تقاسم السلطة، بدلا من ان يكمل حملته الامنية الحالية على اعضاء المجلس وعائلاتهم واقاربهم واصدقائهم على نحو ما يفعل الان

لكن استبعاد هذا الاحتمال من جانب النظام المغلق على خياره الامني، يشكل قيمة مضافة الى المجلس الوطني بتشكيلته الشديدة الواقعية، التي اسقطت الكثير من الاوهام حول اسلامية الانتفاضة السورية. فاذا بالتيار الليبرالي واليساري وحتى القومي يتقدم على الاسلاميين الذين سعوا طوال الاشهر السبعة الماضية الى تصدر الخارج ومصادرة الداخل، لكنهم اضطروا في النهاية، وربما بسبب انقساماتهم الداخلية، الى التواضع والتسليم بمرتبتهم الثالثة او الرابعة في الحياة السياسية السورية، والى الحد من طموحات بعض قياداتهم وجنوحها نحو احد التطرفين اللذين يشقان الحركة الاسلامية السورية، ويفسحان المجال بين الحين والاخر لظهور مشايخ لا يستحقون اكثر من الاقامة في المصحات العقلية

صار هناك جسم مركزي معارض، لا يختصر جميع المعارضات السورية، لكنه اكتسب من المحتجين على تشكيلته الاخيرة مصداقية اضافية لا شك فيها، تعزز من شعبيته في الداخل وتؤهله للدور الحيوي والملح، وهو ترجمة بيانه التأسيسي بما يوفر مخرجا من الحرب الاهلية التي تلوح في الافق السوري، يتقاطع بالضرورة مع دور الجيش الذي سقط سهوا في اسطنبول، لاسباب لا يمكن لاحد ان يجهلها، والذي كان وسيبقى الضامن للوحدة الوطنية السورية المهددة

اما الجدل حول طلب الحماية الدولية والتدخل الخارجي، فهو من نافل القول والفعل الذي لا تملكه المعارضة، حتى ولو حظيت باعتراف جميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة… لانه لا يعتمد الا على سلوك النظام وحده وعلى منسوب الدم السوري المسفوك من الان فصاعدا

السفير – 05/10/2011

http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1969&ChannelId=46525&ArticleId=465&Author=ساطع+نور+الدين#.TowShQnby10.facebook