الأب باولو: سوريا حُرمت الديمقراطية لـ٤٠ عاماً وآن الوقت لتحصل عليها

Article  •  Publié sur Souria Houria le 9 septembre 2012

الأب باولو: نحن في الشرق لسنا بشراً درجة ثانية، بل نحن ينبوع حضارة المتوسط

قدّم الأب باولو دالوليو اليسوعي شهادة مصوّرة عبر « سكايب » عن سوريا في ندوة دعت لها « القوات اللبنانية » وكانت بعنوان « دور لبنان في نهضة العالم العربي الجديد ». فقال « انا ملتزم مع بعض الأصدقاء في صوم من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان في سوريا، وأيضاً نصلي من أجل زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان »، معتبراً ان « البابا يزور بيروت بصوت واضح يُنادي بحقوق الانسان الذي يجب ان يُحترم كشخص بشري له حقوقه ووجوب احترام حق الشعوب بالحصول على الديمقراطية الناضجة، فنحن في الشرق لسنا بشراً درجة ثانية بل نحن ينبوع حضارة المتوسط، وزيارة البابا ستكون بشارة وعلامة انتهاء هذه الأزمة الأليمة، فاللبنانيون يستقبلون الباب باسم كل مسيحيي الشرق والطوائف ».

وقال « لقد عشت معكم في بيروت وبالتحديد في العام 1978 في الأشرفية، وقد عانيتُ معكم كشعب لبناني وللبنان ذكريات أليمة في وسط قلبي، وتساءلت مرة « هل أحمل السلاح وأحارب؟ كبعض الشباب الذين كانوا يدافعون عن الحارة التي يعيشون فيها ».

وتابع دالوليو « لقد درست اللغة العربية واكتشفت ان الشرق مبني على القيّم العظيمة وهي مستمدة من دياناتنا الابراهيمية: المسيحية والاسلامية واليهودية، وحين أُسئل عن دور المسيحية في المنطقة؟ فأنا اشبهها بالغضروف في الركبة اذ يجب ان يكون المسيحيون خدّام الوحدة بدلاً من ان يكونوا منقسمين حول مصالح تافهة… »

وأضاف « نحتاج مجتمعاً دينياً في أصالته ومدنياً في قراره واختياره، فالمجتمع الديمقراطي نريده لأنفسنا، والديمقراطية هي آلية لتدبير النزاعات البشرية دون اللجوء الى بحر من الدماء في كل مرة وفي كل أزمة »، لافتاً الى ان « سوريا حُرمت هذه الديمقراطية على مدى 40 عاماً وقد آن الوقت لتحصل عليه ».

ورفض دالوليو اعتبار المسيحيين أقلية، معتبراً ان « المسيحيين والمسلمين واليهود بنوا معاً الحضارة العربية، فنحن كمسيحيين نؤمن بحقوق الفلسطينيين ونريد شرق أوسط يتسع لكلّ الناس… نحن نريد بناء مستقبلاً متناغماً مع احترامنا لحقوق بعضنا البعض، فالمسيحيون مشاركون في الثورة السورية مع كل المواطنين الأشراف لخير كل المجتمع ».

ورأى ان « الكفاح من أجل الحرية في سوريا لا حدود له، فالمسيحيون في حلب يحاربون الى جانب المسلمين لأجل حريتهم، ولا بد من كل الذين يكافحون ان يحترموا حقوق المدنيين ولا يجوز المس بهم كما يفعل النظام الذي يقصف الناس بالمدافع والطائرات والهيليكوبتر، فهذا قصف جبان من قبل جيش النظام السوري غير الأخلاقي الذي طرد المسيحيين من مدينة حمص ».

وتوجّه الى المسيحيين في سوريا بالقول « لم نُخلق لكي نعيش خدّاماً لنظام استبدادي قاتل للناس والحريات، نحن مسيحيون لأجل الوطن ككل ولأجل جميع الناس الذين يعيشون فيه، والشعوب الناضجة تتغلب على المؤامرات بالتلاحم بين المواطنين ونحن نُشكّلُ وطناً مع جيراننا المسلمين، بالطبع هناك صعوبات ولكن أي مجتمع لم يواجه صعوبات؟ علينا اليوم ان نواجه صعوباتنا بجرأة مع نظرة صحيحة نحو المستقبل ».

وختم دالوليو « نحن امام خيار تاريخي، علينا ان نختار سوريا الحرية والديمقراطية… علينا ان نتحالف يداً بيد مع المسلمين الناضجين لكي نبني الوطن الذي نريده, فالتآخي الاسلامي-المسيحي لا يأتي من نظام من فوق بل هو خيار القاعدة الشعبية الديمقراطية، والحرية لا تأتي من المستبد بل من جارك المسلم الذي يقتنع معك بما نريده سوياً لسوريا, فأنا طُردت من سوريا وآسف لذلك لأنني لو لم أُطرد لكنتُ الى جانب إخوتي المسلمين والمسيحيين وأُعاني معهم لأجل سوريا المصالحة والحرية والديمقراطية، وبإذن الله سنلتقي مع السوريين عند استرداد الحقوق. نحن لسنا ضد الشيعة، لسنا ضد العلويين، فهذه قصص كاذبة، نحن لأجل سوريا وسنبني شرق أوسط مزدهر كما فعل أجدادنا أبطال الحضارة ».