الأب فرانس فندرلوخت – مصادر الاضطهاد

Article  •  Publié sur Souria Houria le 18 janvier 2014

مصادر الاضطهاد

لماذا يضطهد الإنسان الآخر؟ من الممكن أنه لا يتحمل بحث الآخر عن الحق والعدالة أو يقوم على الآخر بسبب انتمائه الديني أو مواقفه السياسية أو تصرفاته الشخصية السلبية . فيما يخص المسيحيون ، علينا أن نميز بين الاضطهاد الذي يسفر عن مواقف إنجيلية, و الاضطهاد الذي ينجم عن الانتماء عن الدين المسيحي أو عن غير مصادر. من الممكن أن يضطهدوا المسيحي لأنه منتمي الى الدين المسيحي دون أن يعيش الإنجيل

ما هو مصدر الاضطهاد في الإنجيل؟ يقول لنا متّى في نص التطويبات في الفصل الخامس :  » طوبى للجياع والعطاش الى البر ، فإنهم يشبعون  » . وثم يقول :  » طوبى للمضطهدين على البر، فإن لهم ملكوت السموات . ينبع هنا الاضطهاد من الجوع والعطش الى البر، يعني الى العدالة والحق. إذا بحث أحد عن العدالة والحق يعرض نفسه للاضطهاد

كان يسوع مضطهدا لأنه كان يستقبل روح الحق من أبيه السماوي فيضع باسم الحق بعض الأمور الاجتماعية والدينية بموضع التساؤل . يقوم رجال الدين عليه لأنه يرفض مظاهر الدين على حساب الجوهر ويهدم سلطانهم المزيف الظالم

يدافع يسوع عن الحق والعدالة حيث يسود الظلم والكذب والنفاق . لم يكن المسيح مضطهدا بسبب انتمائه للدين المسيحي بل لأنه بأمور كثيرة يضع دينه في موضع التساؤل

يقول المسيح للمضطهدين على العدالة :  » لكم ملكوت السموات . افرحوا وابتهجوا : إن أجركم في السموات عظيم  » . يحب المسيحي أن يكون مثل المسيح فيعيش بقدر الإمكان روح الحق والعدالة في مجتمعه . واذا اضطهدوه ، يسفر هذا الاضطهاد عن مواقفه الإنجيلية وليس فقط عن انتمائه للدين المسيحي

من الممكن أن يكون المسيحي مضطهدا كمسيحي دون أن يعيش الإنجيل. إذا حدث الاضطهاد علينا ان نحلل بدقة نوعية الإضطهاد حتى نعرف سببه . من الممكن أن ينجم هذا الاضطهاد عن مواقفنا الإنجيلية أو عن دفاعنا عن معتقداتنا الإيمانية الجوهرية ولكن من الممكن أيضا أن يضطهدونا لأننا لا نعيش حياتنا وديننا بروح الحق . واذا كان المسيحي مضطهدا لا يكون دائما مضطهدا بسبب انتمائه للإنجيل أو لدينه بل أيضا لأسباب أخرى، ايجابية أو سلبية

الأب فرانس فندرلوخت

Source : https://www.facebook.com/Al.Hamidiya.Community/posts/625044784197881