الأديبة كوليت خوري تخلت عن الفستق وتفرغت لحب القائد الأسد – خطيب بدلة

Article  •  Publié sur Souria Houria le 15 novembre 2013

سبب هذه الفوز، أو ضربة الحظ الرهيبة، أن “الفضائية السورية” حظيت بوقت ثمين، يقارب الساعة، مع الأديبة السورية الكبيرة كوليت حفيدة الزعيم فارس الخوري، وكوليت، لمن لا يعرفها، أديبة وسياسية مخضرمة عاصرت قائدين تاريخيين كبيرين جداً هما حافظ علي الأسد، وبشار حافظ الأسد..
أبرز ما جاء في حديث السيدة كوليت أنها تخلت عن عادتها اليومية في أكل “الفستق” تضامناً مع أبناء الشعب السوري الذين يُقتلون على أيدي منفذي المؤامرة الاستعمارية التي تقودها الدول الكبرى ضد سوريا.
النقطة الثانية، ومع أنها أقل أهمية من نقطة (الفستق)، تنطوي على لقطة أقل ما يقال فيها إنها عبقرية، تنص على أن ما تناقلته “الفضائيات” ووكالات الأنباء العالمية منذ آذار مارس 2011 وحتى الآن، حول تَعَرُّض المسيحيين السوريين للخطر بسبب الحرب الأهلية، وبسبب عدوان المسلمين عليهم، إنما هو لغو، ولَغَط، وكلام فارغ، و(علاك مصدي)، فما جاء على لسانها صراحة هو أن الدول الاستعمارية نفسها، وبجلالة قدرها، هي التي تسعى لـ (تهجير) المسيحيين، على اختلاف طوائفهم، من سوريا، وهي، أي الدول الاستعمارية، تعتمد في ذلك، كالعادة، على العصابات الإجرامية المسلحة، (الرجعية الداخلية) وهذا ما بدا جلياً بالقصف المدفعي الذي كان هو السبب في هذا اللقاء معها، على حي “باب توما” بدمشق ذي الأغلبية المسيحية..
ولكي تزيد العصابات الإجرامية المسلحة من الطين بلة فقد استهدفت أطفال المسيحيين الذين ينتظر منهم، حينما يكبرون، أن يصبحوا مسيحيين مكتملي الأركان، ولا شك أن قتلهم من الآن أسهل وأوفر!
ومع أن القذائف التي نزلت على حي “باب توما” لم يكن معلوماً من أين أتت، إلا أن الأديبة كوليت تؤكد أن العصابات هي التي أطلقتها، لسبب آخر يمكننا أن ندرجه ضمن النقطة الثالثة التي فاجأتنا بها، وتتلخص في أن ما جرى في سوريا كله، وبمجمله، وبرمته، إنما يقع في سياق المخطط الاستعماري الكبير والمحكم الذي لا يهدف إلى تخريب سوريا وشل إرادة الشعب السوري وحسب، بل يهدف، في المقام الأول إلى ما سمته حرفياً بـ (قتل صورة السيد الرئيس)..
مقدمة اللقاء السيدة “أليسار معلا”، مثلنا نحن المشاهدين، أعجبت أيما إعجاب بهذا المصطلح، وسألتها، عنه، فقالت السيدة كوليت:
كانوا يريدون تشويه صورته، وإظهاره على أنه (الرئيس الذي يقتل شعبه).. فتأملي يا رعاكِ الله!
النقطة الرابعة أن السيدة كوليت خوري، ولكونها أديبة، برعت في عملية بلاغية اسمها “اطلاق الجزء على الكل” فحينما كانت تذكر الرئيس السابق لم تقول ولا مرة السيد الرئيس القائد التاريخي الكبير، فكانت تسميه (الكبير حافظ الأسد).. ومن أبرز الصفات التي كانت تشترك معه فيها هي ولعه بـ الحوار!
(صدقاً أنا لا أمزح ولا أنكت.. ووالله العظيم هي التي قالت هذا)..
ديمقراطية قدري جميل
يكادُ القرارُ الذي اتخذه الرئيس بشار الأسد بإقالة الرفيق المعارض الدكتور قدري جميل نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية من منصبه أن يكون درساً تاريخياً يحتذى في السلوك الديمقراطي الذي تنتهجه حكومات الدول التي تجمع في ثناياها صفتين متلازمتين هما: الممانعة، والديمقراطية..
وتكاد لحظة إبلاغ قدري جميل بتنحيته وهو جالس في ستوديو قناة “روسيا االيوم” أن تكون ترجمة حرفية لهذه الثنائية.. فقد كان في تلك اللحظة (التاريخية) يشتكي من أن الأمريكان لا يريدونه ضمن وفد المعارضة في جنيف، وإنما ضمن وفد الحكومة… لكنه كان يقول أن وجوده في المعارضة أهم، وأن المعارضة أطياف متعددة تتسع للجميع. ثم فجأة تخبره المذيعة بعد دقائق بأن هناك مصادر إعلامية تفيد بأن بشار الأسد أقاله من منصبه، فلا يتأثر أبداً، بل يسأل المذيعة ببرود: كم عمر هذه المعلومات التي لديك… فتجيب: أثناء وجودك معنا في الأستوديو!
تمثيلية إقالة قدري جميل، وتصنيفه باعتباره (معارضاً مُراً) كانت يمكن أن تكون أكثر إقناعاً، فيما لو تمت في بلد آخر غير روسيا.. وفي قناة أخرى غير روسيا اليوم!
بانكي مون
ما إن انتهى السيد بان كي مون من إطلاق تصريحه المتعلق بضرورة مغادرة قوات حزب الله للأراضي السورية بأسرع وقت ممكن، حتى فوجىء برد لا يوجد أروع منه ولا أقوى من السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، الذي اعتاد أن يخاطب جمهور المؤمنين والمحبين والعشاق والمقاومين والممانعين من خلف حجاب من مكان مجهول في استوديو مجهول تمتلكه قناة المنار،.. ولكنه هذه المرة، وربما من باب النكاية ببانكيمون ظهر أمام الجمهور متبختراً ماشياً الهوينى مثل الظبي الذي وصفه الاعشى بقوله (مر السحابة لا ريثٌ ولا عجلُ)، ووقف ليزمجر ويرعد معلناً على الملا الترجمةَ الحرفية للأوامر الواصلة لتوها من إيران التي تنص على أن قوات حزب الله لن تغادر سوريا من أجل حماية.. ليس المزارات المقدسة هذه المرة، بل من أجل خاطر فلسطين (ولبنان على البيعة)..

قناة العربية اتصلت على الفور بالنائب اللبناني أحمد فتفت ممثل كتلة الرابع عشر من آذار، فقال إن هذا الخطاب يعني، بكل بساطة، إعلان نصر الله تحديه للمجتمع اللبناني والدولة اللبنانية ورضوخه المطلق للإرادة الإيرانية..