الانتهاكات بحق الصحفيين في سوريا – فداء يونس

Article  •  Publié sur Souria Houria le 3 janvier 2013

في نهاية عام 2012 تكاثرت التقارير الحقوقية التي تشير إلى تصاعد وتيرة الانتهاكات بحق الصحفيين في سوريا, ويمكن للمتابع أن يلاحظ تبايناً بين الأرقام المتداولة لكون منظمة « صحفيين بلا حدود » مثلاً لا توثق في تقاريرها إلا الانتهاكات المتعلقة بالصحفيين المحترفين, بحيث أن مجموعات « المدونين » و »المواطنين الصحفيين » الذين نزلوا إلى البؤر الملتهبة يصورون ويسجلون ويوثقون مجازر النظام التي عجزت لولاهم وسائل الإعلام المحترفة في العالم عن فضح هذه الجرائم, لا يشملهم تقرير « صحفيين بلا حدود ». بينما « رابطة الصحفيين السورين السوريين » تعتبرهم جزءاً أساسيا في تقاريرها, وكذلك الأمر في « لجنة حماية الصحفيين » بينما « اتحاد الصحفيين » الرسمي في سوريا سادر عن كل ذلك, وكأن الأمر يتعلق بمجموعة من الكلاب الشاردة, أكثر مما يتعلق بالمجال النقابي والمطلبي الذي يدعي « اتحاد الصحفيين » تمثيله والدفاع عن مصالحه كإعلام وإعلاميين.

ففي تاريخ 18 كانون الأول/ديسمبر 2012 بلغ عدد الصحفيين القتلى لأسباب مرتبطة مباشرة بعملهم وفق « لجنة حماية الصحفيين »  في سوريا 28 صحفياً خلال المعارك هذا العام, أو أنهم استُهدفوا بالقتل أثناء عملهم.

 ويشير التقرير لأن « قرار النظام السوري حظر دخول الصحفيين الدوليين, شجّع المواطنون الصحفيون على حمل كاميرات ودفاتر وشرعوا في توثيق النزاع – وقد لقي 13 فرداً منهم على الأقل مصارعهم. وكان أحدهم، ويدعى أنس الطرشة، يبلغ من العمر 17 عاماً. وكان خمسة من المواطنين الصحفيين يعملون مع ‘شبكة شام الإخبارية’ التي تتخذ من دمشق مقراً لها، والتي استُخدمت لقطاتها المصورة على نطاق واسع من قبل المؤسسات الإخبارية الدولية ».

كما قُتل أربعة صحفيين دوليين خلال عام 2012، وجميعهم في سوريا، وهم: الأمريكية ماري كولفن التي كانت تكتب لصحيفة « صنداي تايمز » البريطانية؛ والمصور الفرنسي المستقل ريمي أوشليك؛ والمراسل الصحفي جيل جاكيه الذي كان يعمل مع محطة « فرانس 2″؛ والصحفية اليابانية ميكا ياماموتو. إضافة لمقتل صحفي لبناني يعمل لصالح « قناة الجديد » على الجانب الآخر من الحدود مع سوريا, في أثناء قصف النظام للاجئين السوريين في القرى اللبنانية الحدودية, دون أن يتضمن الرقم السابق حالة مراسل صحيفة « نيويورك تايمز » آنتوني شديد الذي أصيب بنوبة ربو بينما كان يغادر سوريا بصفة سرية.

من جهة أخرى أشار « مركز الدوحة لحرية الإعلام » أن القوات السورية الموالية للرئيس بشار الأسد احتجزت 15 صحفياً على الأقل، وهو ما جعل سوريا خامس أسوأ سجّان للصحفيين في العالم. لم توجه السلطات أي تهمة للمحتجزين وهي لا تريد الكشف عن مكانهم أو حالتهم. ومن بين أولئك المعتقد أنهم قيد الاحتجاز أوستن تايس، وهو مراسل صحفي مستقل كان يرسل أخبار تغطيته لأحداث الحرب الأهلية الدائرة في البلاد إلى صحيفة « واشنطن بوست » و « الجزيرة الإنجليزية »، وغيرها من الوسائل الإخبارية. تقول رانيا أبو زيد، مراسلة مجلة « تايم » في بيروت، والتي سافرت خِلسةً إلى سوريا عدةَ مرات لتغطية الصراع « إن عين السلطات لا تنام – وقد غدا الوضع أكثر صعوبةً منذ اندلاع الثورة. وكما ازدادت الانتفاضة عسكرةً، تنامت خطورة الوقوع في قبضة السلطات… يعمد النظام في أغلب الأحيان إلى إقامة نقاط تفتيش فجائية، ومتى ما وصل المرء إلى إحداها كان من الصعب عليه أن يعود أدراجه ».

source : http://www.hurrriya.com/news/main.aspx?id=issueseventeeneighttwo

date : 31/12/2012