التحدي الأساسي للسوريين – مانيا الخطيب

Article  •  Publié sur Souria Houria le 27 juin 2012
وجد السوريون منذ أكثر من حوالي 15 شهراً من الثورة المجيدة، متسعاً لتطوير مهارات مر وقت طويل لم يستخدموها
فرغم كل التذمر الذي صاحب انعقاد المؤتمرات هنا وهناك، ولا زال، ورغم أن الكثير من الاعتراضات لها ما يسوغها لجهة النقص المالي الشديد الذي تواجهه القوى الثورية على الأراضي السورية في تغطية احتياجاتها
 والقول بأن تُرسل تكاليف هذه الملتقيات مباشرة إلى أهلنا في سورية
إلا أن هذه الملتقيات – المؤتمرات كانت بالغة الأهمية لجهة تعريف السوريين على بعضهم
وتطوير مهارات هم بأمس الحاجة له وأولها هو،ا
كيف يعملون مع بعضهم؟
لأن التحديات أمام هذا الأمر بالغة الصعوبة، وهذه بعضها
الانسان السوري وريث نظام ديكتانوري دموي قمعي منافق – حاول النظام كل شيء لزرع البغضاء في قلوب الناس وفرض جو عدم الثقة بينهم – وهو ما نجحت الثورة في تأسيس العلاج له
الثورة بمقدار ما أفرزت من جمال استثنائي وأخلاق رفيعة وإبداع ساحر، وجدت أيضاً الغث الذي يطفو على السطح وأذكر مثالاً عليها – أولئك الديكتاتوريين الجدد الذي يعتبرون أنفسهم وكأنهم أولياء على الثورة وكأنها « ملك اللي خلفهم » حتى أنهم لا يتورعون عن المزاودة حتى على أهم المناضلين
وهؤلاء ممن ينطبق عليهم المصطلح الجديد « شبيحة المعارضة » هذه الظاهرة أدت أن تخسر الثورة بعض الكوادر المهمة التي وجدت في تصرفات هذه الفئة من الناس ما يثير القرف والاشمئزاز – بل ويظهر أن هؤلاء يستنسخون أساليب المخابرات السورية العفنة بالتمام والكمال
الانقسام الهائل الذي حصل في المجتمع السوري، حتى بين أفراد البيت الواحد بين من يسمي نفسه معارض وآخر « موالي » وتراشق الاهانات بين الطرفين بل الأكثر التخوين وحتى العداء
كثير من التغيرات العميقة والجسيمة حصلت
كلمة واحدة أود قولها حول هذا كله
أننا جميعنا قولاً واحداً بكل هذه الاختلافات وغيرها … أمام بلد وناسه، في حالة من النكبة التامة
آلاف الشهداء، الجرحى، المعتقلين، المهجرين، المشردين، ضحايا العنف بكل أشكاله .. بلد مدمر، شعب مذبوح
يحتاج إلى كل انسان سوري، إلى كل مهارة يمكنها أن تردم هذا الجرح الغائر
المسألة لم تعد معارضة وموالاة ولا سياسة ولا أحزاب ولا أي شيء على الإطلاق
إنه شأن إنساني عام غير حياتنا مرة واحدة ونهائية
مانيا الخطيب
25.6.2012