التيار الإسلامي جزء بسيط من المعارضة السورية – جورج صبرا

Article  •  Publié sur Souria Houria le 5 octobre 2011

بيروت ـ من ريتا فرج |الراي

رحّب القيادي في حزب الشعب الديموقراطي السوري جورج صبرا بتشكيل المجلس الوطني السوري، مشيراً الى أن هذه الخطوة «كانت منتظرة من أوساط الشعب السوري والثوار ولا شك في أنها ستعطي زخماً للحراك الشعبي».
صبرا، الذي اعتقلته السلطات الأمنية السورية وأفرجت عنه منتصف شهر سبتمبر الماضي، اكد أن أمام المجلس الوطني السوري مهمات أساسية «بينها تأمين الاعتراف الدولي والعربي»، نافياً وجود انقسام بين هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي والمجلس الوطني.
وأشار الى أن تركيا تقارب الملف السوري من الموقع الاقليمي «ولها مصلحة في إيجاد مخرج سلمي»، منتقداً «المواقف التي يروج لها البعض من وصول الاسلاميين الى الحكم»، ومؤكداً أن الجزء الأكبر من المعارضة السياسية والشعبية يتمثل بالتيارات القومية والليبرالية والاشتراكية.
«الراي» اتصلت بـ جورج صبرا وأجرت معه الحوار الآتي:

 • المعارضة نجحت في تشكيل المجلس الوطني السوري الذي يضم حركة الاخوان المسلمين والاتجاهات الليبرالية. ما رأيك في هذه الخطوة خصوصاً بعد الاعلان عن البيان التأسيسي للمجلس؟

– هذه الخطوة كانت منتظرة من أوساط الشعب السوري والثوار ولا شك في أنها ستعطي زخماً للحراك الشعبي وتحديداً بعد ترحيب لجان تنسيقيات الثورة. هذه الخطوة ستساعد المعارضة على تمثيل وجهة نظر الشعب السوري أمام المحافل الدولية والعربية. وقد أعلن المجلس عن أن أبوابه مفتوحة لبقية أطراف المعارضة، ونحن في حزب الشعب الديموقراطي السوري وكممثلين لاعلان دمشق نرحب بهذه الخطوة. وفي رأيي ان المهمة التالية أمام المجلس هي العمل على الصعيد الديبلوماسي من أجل تأمين الاعتراف الدولي والعربي بالمجلس الوطني السوري ومن أجل تأكيد أن المعارضة السورية أصبحت لها قيادة موحدة قادرة على مخاطبة المجتمع الدولي، وهذا هو التحدي الأهم.
• البيان التأسيسي الصادر عن المجلس الوطني طالب المجتمع الدولي بحماية المدنيين السوريين وقد رأى البعض أن هذا البند دعوة غير مباشرة للتدخل العسكري. ما رأيك في ذلك؟
– التدخل العسكري مرفوض من كل أطراف المعارضة السورية في الداخل والخارج. وكل القوى السياسية والشعبية أجمعت على ذلك. وحماية المدنيين السوريين شعار رفع في التظاهرات، ونحن ندعو الأمم المتحدة لحماية المدنيين السوريين الذين يتعرضون للقتل من النظام بالطرق السلمية.
• هل يمكن القول ان المعارضة السورية انقسمت بين هيئة التنسيق في الداخل والمجلس الوطني السوري في الخارج؟
– لا أريد أن اسميه انقساماً بل اختلاف في المواقف. هناك اتفاق على مجمل الخطوط العريضة بين المعارضة في الداخل والخارج. ونسعى في الفترة المقبلة الى الجمع بين كافة الاطراف.
• الاجتماع الأخير الذي عقدته هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي أكد على اللاءات الثلاثة: لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الأجنبي. أين هو المعارض جورج صبرا من هذه اللاءات؟
– من موقع مسؤوليتي في حزب الشعب الديموقراطي السوري وكعضو في اعلان دمشق لا بد من تأكيد أن اللاءات الثلاثة التي اعلن عنها هي من بديهيات الثورة الشعبية السورية، فالثورة في الأساس لم تخرج عن سلميتها ولم تتخذ طابعاً طائفياً ولم تطالب بالتدخل الاجنبي، ولذلك نرى أن من غير المبرر ذكر هذه اللاءات في البيان الصادر عن هيئة التنسيق، وقد فهمت أطراف الحراك الشعبي أن هذه اللاءات الثلاثة غير مبررة وهي عبارة عن رسالة الى السلطة.
• شهدت مدينة الرستن عملية عسكرية شنها الجيش السوري على منشقين وقد أعلن أحد الضباط أن عدد الجنود المنشقين وصل الى نحو 10 آلاف شخص. هل تتخوفون من انشقاق عمودي في الجيش؟
– ما يحدث في الرستن يؤكد أن السلطة ما زالت تعتمد الخيار الأمني في معالجة الأزمة الوطنية التي تشهدها سورية، ونحن ننظر بأسف شديد الى توريط الجيش في الأحداث، ونتمنى أن تبقى مؤسسة الجيش موحدة.
• كيف تقرأ الموقف التركي من الأحداث الجارية في سورية وخصوصاً بعد نفي كبير مستشاري الرئيس التركي إرشاد هرموزلز لاقتراح تركي بإشراك الاخوان المسلمين في الحكومة؟
– تركيا دولة جارة ونعتقد أنها تحاول مقاربة الأزمة الوطنية السورية من موقع الاهتمام الاقليمي، ولها مصلحة في إيجاد مخرج سلمي. وفي نهاية المطاف مستقبل سورية يحسمه الشعب السوري الذي لن يتراجع عن التغيير الديموقراطي الجذري.
• لماذا تبدي هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي تحفظها الشديد عن خطوات المجلس الوطني السوري؟
– ستجري مباحثات جدية يقوم بها المجلس الوطني السوري مع المعارضين في الداخل. والاختلاف بين الطرفين يتمثل بنقطة أساسية، فهيئة التنسيق تطالب بإسقاط النظام الأمني، أما المجلس الوطني فيريد إسقاط كل النظام، وأعتقد أن الأيام المقبلة ستفكك كل هذه العقد، خصوصاً أن الحراك الشعبي لديه اجماع شامل على إسقاط النظام برمته وهو لن يتراجع عن خياره الوطني.
• هل أنتم قادرون على تفكيك هذا التباين؟
– التباين في وجهات النظر مسألة طبيعية ونحن نسعى لايجاد حل عبر الحوار ونتواصل بشكل دائم مع هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي ونعتقد أن النتائج ستكون مثمرة.
• ألا تعتقد أن هناك شرخاً بين الثورة السورية وبعض المعارضين في الداخل لجهة اصرار الحراك الشعبي على إسقاط النظام؟
– نعم هذا الشرخ موجود وبدأ يعبّر عن نفسه في الفترة الأخيرة. ونتمنى تضييق هذا الشرخ وانضمام المعارضة السياسية الى الشارع ودعم حركته.
• هل ما زلتم تراهنون على نبض الشارع السوري بعد مرور ثمانية أشهر على بداية الحركة الاحتجاجية؟
– الرهان الأول والاخير هو على الشعب السوري الذي لم يتعب، وقد أكد على صموده في التظاهرات التي حصلت يوم الجمعة الماضي. الشعب السوري متمسك بخيارات إسقاط الاستبداد وما زالت معنوياته مرتفعة وقوية رغم اصرار النظام على الخيار الأمني.
• ما أبرز انجازات المعارضة السورية منذ بداية الحركة الاحتجاجية؟
– أقول بصراحة تامة ما أُنجز ليس بفضل المعارضة وإنما بواسطة الشعب السوري.
• يرى البعض أن سقوط النظام سيؤدي الى وصول الحركات الاسلامية المتشددة الى الحكم. ما رأيك في ذلك؟
– هذا الطرح عبارة عن دعاية فقط لمواجهة التغيير الديموقراطي. وصحيح أن هناك تياراً إسلامياً في سورية، لكن هذا التيار يشكل جزءاً بسيطاً من التيارات السياسية، فالاتجاه القومي والاشتراكي والليبرالي أقوى على مستوى المعارضة وعلى المستوى الشعبي، وبالتالي فإن سورية في المستقبل ستشهد أحزاباً متعددة ولن يتفرد أي حزب أو تيار في ادارة السلطة.
• أطلق سراحك من المعتقل أواسط شهر سبتمبر الماضي. لماذا تم اعتقالك؟
– لأن حزب الشعب الديموقراطي السوري كان له دور أساسي في قيادة الثورة الشعبية في منطقة ريف دمشق وكان لي دور شخصي في دعم حركة التظاهر. الى ذلك، فان المئات من الناشطين يتعرضون للاعتقال بشكل يومي.
المصدر: http://all4syria.info/web/archives/30807