الحدث: الدبلوماسية الروسية والمعارضة السورية – علي الشيخ منصور

Article  •  Publié sur Souria Houria le 3 janvier 2013

يمكن التأكيد أن موسكو نجحت في نهاية العام الفائت باستقطاب الدبلوماسية الدولية إلى حظيرتها, عبر مبادرة الأخضر الإبراهيمي الذي يتمسك بورقة جنيف التي أعادت الجميع إلى تاريخ حزيران/ يونيو حيث اختلف الموقعون عليها, فإذا كان الهدف تشكيل حكومة انتقالية كما تتضمن الورقة, فهل يعني ذلك ضمناً رحيل الأسد ونظامه كما أكدت المعارضة السورية في وثائق القاهرة, وكما عبر الغربيون عن فهمهم لروحية النص؟ أم أن التفسير الروسي الوحيد الذي استطاع الإبراهيمي ترجمته والعمل بمقتضاه سيكون صالحاً لإبقاء الأسد لمدة ثلاثة أشهر, أو حتى انتهاء ولايته الدستورية عام 2014 والسماح له بالترشح للانتخابات القادمة؟

نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد ووزير خارجية مصر محمد عمرو والإبراهيمي  وربما يوجد زوار سريين لا يستحسن الإفصاح عنهم, اكتشفوا فجأة مجتمعين أو فرادى ضرورة الحج إلى موسكو, فالنظام السوري يكاد يتهاوى تحت ضربات الجيش الحر في مجمل الجغرافيا السورية, وهناك خشية من رعونة ردود أفعال الأسد الذي بات محشورا في الزاوية كما يُقال, ويجب استباق الأمور لإنقاذ الشعب السوري وسوريا التي يتهددها مصير قاتم.

في المؤتمر الصحفي المشترك للسيد لافروف وزير خارجية روسيا والابراهيمي بُعيد لقائهما في موسكو أبدى الطرفان تشاؤما كبيرا تجاه الحل السياسي الذي يرغبان في إرغام المعارضة على القبول به, لأن البديل للعملية السياسية في سوريا هو « الجحيم » وفق تعبير الإبراهيمي, ووفق تعبير لافروف « فإن رفض المعارضة الحوار مع الأسد يعني طريقا مسدودا لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع » وصولاً إلى « الفوضى الدموية ». وكرر لافروف موقف روسيا بأن رحيل الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا لعملية سياسية.

روسيا والإبراهيمي ينطلقان من ضرورة تلبية مطالب الأسد ونظامه الدموي, كشرط مسبق لوقف مجازره بحق الشعب السوري وتدمير البلد ككل, ومنع حرب أهلية بميول طائفية يدفع النظام باتجاهها, أي على المجتمع الدولي مكافأة المجرم على جرائمه خشية أن يرتكب فظائع أكثر, لأن الوضع في سوريا يتفاقم .. و »إذا كان البديل الوحيد هو إما الجحيم أو العملية السياسية فينبغي علينا جميعا أن نعمل دون توقف تجاه العملية السياسية », وفق تصريح الإبراهيمي, دون أن يفكر الإبراهيمي أو مرجعياته الروسية: في أن تلك العملية السياسية لا تعني أكثر من استعادة الجحيم الأسدي الذي قاد إلى الثورة. وأكثر من ذلك, استعادة الأسد لزمام سلطته الآفلة متجاهلين الثمن الغالي الذي دفعه الشعب السوري في ثورته من أجل الحرية والكرامة, صحيح أن الشعب السوري سيدفع أثماناً أخرى ريثما يرحل هذا النظام الساقط موضوعياً, لكن الشعب بذلك يُدرك أنه امتلك زمام المبادرة لإعادة بناء سوريا المستقبل وترميم الخراب المادي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي صنعه الأسد وسلالته الذاهبة باتجاه النهاية الحتمية لمآل كل الديكتاتوريات في العالم.

من هنا كان رد المعارضة السورية ممثلة برئيس « الائتلاف الوطني » الشيخ معاذ الخطيب حكيما ومعبرا عن مواقف الثورة والشعب السوري في رفضه محاولات الروس اللعب بالورقة السورية, رافضا طلب الخارجية الروسية زيارة موسكو قبل قيام تلك القيادة بـ « الاعتذار وإدانة النظام في دمشق على ما يرتكبه من جرائم بحق السوريين »، مشترطاً أن تدين موسكو أفعال الحكومة السورية وتدعوا بوضوح إلى تنحي الأسد.

source : http://www.hurrriya.com//news/main.aspx?id=issueseventeenoneone

date : 31/12/2012