الخلاف على الخلافة – سلام الكواكبي

Article  •  Publié sur Souria Houria le 7 juillet 2014

أعلنت مجموعة غامضة المنشأ والتطور والمآل، تسمى « داعش » أساساً، وفي التفسيرات الجارية الدولة الإسلامية في العراق والشام، قيامَ الخلافة أو عودتها، في ظلّ دهشة مصطنعةٍ، عبّرت عنها مجموعات حكومية، وأخرى سياسية، وثالثة أهلية ورابعة دينية.

وبعيداً عن القراءة المباشرة للأحداث، ومتابعتها بتفاصيلها وبتحولاتها المختلفة، وبعيداً عن التشفي غير الأخلاقي، الظاهر لدى مراقبين ومحللين، بمن آمن يوماً بأن تغييراً ديموقراطياً قابلٌ للحدوث في دول المنطقة، وبعيداً عن الشعور بالخيبة إلى حد الانهيار والتراخي لدى نخبةٍ، صدّقت، ذات نهار، بأنها ستعيش مستقبلاً أقل استبداداً وأكثر حرية وازدهاراً. وبعيداً عن عجزٍ مرضي، يُقارب حدود السادية لدى جهات أوروبية، حاكت واحتكت بكل أنماط الديكتاتوريات الدينية والمالية والعصاباتية والعسكرية، من دون أن يرفّ لها جفن أو إصبع، وبعيداً عن غموض أميركي، أوبامي المنشأ، لا غبار على ميوعته وانفصامه. وبعيداً عن تعنّت روسي، أسبغ عليه الصقيع السيبيري سينيكية متقدمة، وبعيداً عن مخطط إيراني هادئ المسار، على الرغم من ضحاياه، وبعيداً عن أدواتٍ متعسكرةٍ، أو متدينةٍ للقاصي وللداني في المشهد الإقليمي. وبعيداً عن سياسات تركيا المضطربة، وترشيحات أردوغان المقتربة، وبعيداً عن الصهيونية العالمية، ومخططاتها الاستيطانية والعنصرية التي ما فتئت تتغذّى، وتسمن طوراً بعد طور …..

بعيداً، إذن، عن هذا كله وذاك وما إلى ذلك، يُستحسن وضع مرآة واسعة المساحة، وواضحة الانعكاس أمام الخطاب الديني لأصحاب الشأن، أو من تنطّح ليكون صاحباً أو صديقاً أو راعياً أو دليلاً أو داعياً للشأن وأخواته.

فعملية التجهيل، وحظر التفكير، أو تقييده وتوجيهه باتجاهات سقيمة وغيبية وغرائبية، لم تتوقف منذ القرون الوسطى، حيث أغلق عنوة باب الفلسفة والتفكير والاجتهاد. والعودة إلى هذه العصور، تجعلنا لا نرمي بثقل اللائمة كله على أهل الاستبداد السياسي والديني المعاصرين، منا وفينا، على الرغم من آثامهم و »إنجازاتهم » المُميتة في جسد الفكر والمفكرين. فالعدل واجب، وتوزيع المسؤوليات حق.