الكوادر السورية – مانيا الخطيب

Article  •  Publié sur Souria Houria le 8 septembre 2012

ونحن نعيش هذه الكارثة الانسانية في سوريا، من آلة الموت الهمجية العمياء لسلطةٍ غاشمة تحصد أرواح المدنيين الأبرياء، إلى تعذيب وتنكيل ومحنة كابوسية تجثم على صدور السوريين .. و في ظل فضيحة أخلاقية عالمية،
في تجاهل الكون لهذه المذبحة المريعة التي يعيشها السوريون ويتفجعون على نزيف طاف حتى أغرق العالم بشلال من الدم الطاهر الذي سيعيد ترتيب المنظومة العالمية من جديد
إلا أنني سأتحدث عن الذي يفعله السوريون، وما هي الأشياء التي ستخفف من مهمة التئام الجروح العميقة الغائرة في وجداننا
.
لن أتطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى السياسة .. فاليوم كوادر سوريا في اليمين واليسار والوسط والخ … يشتركون على قول واحد وهو التخلص من سموم الماضي … وقلب صفحة هذا الكابوس وأولها طبعاً .. هذه السلطة الغاشمة التي أخزت جبين الإنسانية، ورئيسها الذي أصبح أضحوكة العالم – حتى أنه بعد المقابلة الأخيرة له – شعر مزيد ومزيد من الناس بإهانة أكبر أن كيف سمحنا لمثل هذا أن يحكمنا وأن يكون رئيساً على شعب جبار عظيم مثل الشعب السوري
.
الكوادر السورية – اليوم – في مواجهة أكبر تحد وهو العمل المدني، وإعادة الحياة إلى منظمات المجتمع المدني التي ستعبر بنا بسلاسة إلى سورية المستقبل المتمتعة من جديد بعافيتها
.
كثيرة هي الأعمال، أولها أطفال سوريا – منهم من فقد من يعيله، منهم من عايش عنفاً غير مسبوق، ومنهم من فقد دراسته، ولا يزال ينتظر وهناك أيضاً النساء، خصوصاً اللواتي تعرضن للاغتصاب
هناك الشباب الذين قاموا بالثورة علينا أن نفكر من الآن في مواجهة الفراغ الذي سيواجهونه بعد الجهد الفظيع الذي بذلوه من أجل اجتثاث نظام من جذوره العفنة التي امتدت إلى كل شيء لزمن طويل
..
هذا عدا عن عشرات الأعمال التي تضعنا وجهاً لوجه أمام ترميم هذا الجروح وإعادة بناء ما تهدم وخصوصاً الآلام المعنوية منها
.
أوجه دعوة إلى كل من يقرأ هذا الكلام، أن أي عمل منظم له خطة وهدف محددان، ويستثمر طاقات المشاركين خصوصاً من كان منهم من أصحاب التخصصات، و حتى من النشطاء العاديين أصحاب المبادرة، أن يبادروا إلى تقديم رؤى واضحة لورشات عمل، برامج تدريب، ملتقيات للتشبيك بين شركاء العمل، لأننا نحن هنا ممن يعيش في خارج سورية لدينا امكانية للتنسيق مع شركاء عمل غير حكوميين من الجانب التخصصي النظير، مثلاً إذا كان لدينا مجموعة سورية متخصصة بعلم النفس والاجتماع .. نجد شريك عمل لمنظمة من هنا، وهكذا تبدأ المشاريع رويداً رويداً بالتشكل والنمو والانتاج، ونستطيع أن نستفيد من المبالغ التي ترصدها الحكومات للتنمية البشرية … إذا أنه في ظل الشلل الدولي الرهيب الذي يعانيه العالم في تقديم الدعم الحقيقي للشعب السوري … بدأت هذه المبادرات بالظهور وعلينا الاجتهاد لتفعيل أكبر قدر ممكن من التعاون
.
هذه دعوة من أجل الانطلاق إلى عمل أكثر تحديداً، للانضمام كما كتبت الناشطة رزان زيتونة في مقال لها إلى « كتيبة البنائين » حتى ننسج خيوطاً لترميم جراح غيرت حياتنا بعد اليوم تغييراً إلى غير رجعة
.