المعارضة السورية تتطلع إلى تدابير عملية و ليس « بيانات » – بوعلام غبشي

Article  •  Publié sur Souria Houria le 10 juillet 2012

تؤكد مرة أخرى أطر عن المعارضة السورية في الخارج حاجة الوضع السوري في الداخل إلى تدابير عملية يلمس مفعولها الشارع السوري. ولم تنظر بالكثير من السرور إلى نتائج مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد في العاصمة الفرنسية الجمعة


قال عبد الله الدندشي، رئيس جمعية « ياسمين دمشق » الناشطة في فرنسا، لـ « إيلاف »، إنه « متشائم » بشأن ما أسفر عنه مؤتمر أصدقاء سوريا من نتائج، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن « الوضع السوري يعيش مرحلة

صورة جماعية للمشاركين في "أصدقاء سوريا" في باريس

تاريخية على المستوى الدولي »، إلا أن « الوعود المقدمة من خلال هذا المؤتمر ليس لها أي مغزى لا داخليًا و لا خارجيًا »

ويرى الدندشي أن المجتمع الدولي « يمنح لبشار الأسد المزيد من الوقت على الرغم من الخسائر البشرية اليومية التي لم تعد تخفى على أحد في أوساط الشعب السوري »، مؤكدًا « أننا بحاجة إلى حل سريع، إلى عمل إنساني وعسكري »، بغرض وقف آلة القتل في هذا البلد

ويربط استمرار الوضع السوري داخليًا على ما هو عليه « بغياب الإرادة الحقيقية لدى مجموعة من الأطراف، في مقدمتها روسيا والصين اللتان تلعبان دورًا سلبيًا جدًا في حلحلة الأزمة السورية، و كذلك لدى العالم العربي لأن المساعدة التي يقدمها إلى الشعب السوري ومعه المعارضة التي تمثله تبقى خجولة »

ومن جهتها، أكدت سمر ذياب عن « سورية حرية« ، التي تعد من الإطارات التي استدعيت لمؤتمر أصدقاء سوريا المشار إليه، في حديث لـ »إيلاف »، « أن الشباب السوري ينتظر إجراءات عملية تلمس على الأرض »، معتبرة « دعوة رحيل الأسد عن الحكم بكونها مهمة جدًا إلا أنها لا تعتقد أن ذلك سيكون بالأمر السهل »

وتذكر محدثتنا بالفرصة التي منحها المجتمع الدولي لبشار الأسد لأجل إرساء الأمن و الاستقرار في البلاد إلا أنه عجز عن ذلك، و بالتالي تضيف ذياب « لا يمكن له الاستمرار في الحكم لأن ذلك لا يساعد سوريا على استعادة هدوئها والدخول في مرحلة البناء الديمقراطي »

ولا تتفق « سورية حرية » مع التدخل الأجنبي العسكري في بلدها عكس الكثيرين من مكونات المعارضة السورية، و تفضل الاكتفاء بإيفاد مراقبين أمميين، أصحاب القبعات الزرق، مع تأمين المساعدات المطلوبة للشعب السوري. وتفسر سمر ذياب هذا الرفض بكونه نابعاً من التجربة الليبية التي وزع فيها السلاح بسخاء إلا أن تجميعه بأكمله بعد انهيار نظام القذافي لم يكن ممكنًا

وتقول ذياب إن « نظام بشار الأسد حاول أن يزرع الفتنة الطائفية في المجتمع السوري بتأليب طائفة ضد أخرى إلا أنه فشل في ذلك نظرًا لوعي الشعب السوري »، مبرزة « أن رحيل الأسد عن الحكم سيفتح الباب لتأسيس مرحلة انتقالية على طريق بناء الديمقراطية السورية »

بيان ختامي يشدد الخناق على الأسد لدفعه للرحيل

وكان البيان الختامي لمؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد في باريس بمشاركة ما يقارب مئة دولة زيادة على عشرات المعارضين السوريين وممثلي الإطارات المدنية، دعا صراحة الرئيس بشار الأسد للرحيل عن الحكم تفاديًا لضرب مصداقية المرحلة الانتقالية الممكنة في سوريا

وأكد البيان على تجاوز الخلافات بين مكونات المعارضة والتركيز الجماعي على مطلب المرحلة مع التزام ممثلي دول أصدقاء الشعب السوري بتوفير الحماية لعناصرها وما يلزم من إمكانيات للتواصل في ما بينها في الخارج

وأبدى المشاركون صرامة أكثر في متابعة المتورطين في المجازر التي يعرفها الشارع السوري وذلك « بدعم جهود الشعب السوري والأسرة الدولية لجمع الأدلة التي ستسمح في الوقت المناسب بالمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الخطيرة والمنهجية لحقوق الإنسان على نطاق واسع وخصوصًا الانتهاكات التي ترقى الى مستوى جرائم ضد الانسانية »

ومن جانب آخر، دعا البيان مجلس الأمن الدولي الى إصدار وبشكل « عاجل » قرار ملزم « تحت الفصل السابع » تدرج فيه خطة انان، وكذلك الاتفاق الذي تم التوصل اليه في اجتماع جنيف الاسبوع الماضي حول عملية انتقالية سياسية في سوريا

ويتوخى من هذا الفصل فرض عقوبات اقتصادية من داخل الأمم المتحدة والتي يمكن أن تتطور إلى عقوبات أكثر قوة لا سيما وأن تلك التي فرضت على النظام السوري حتى الآن اتخذت بشكل أحادي من طرف كل من الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة و الجامعة العربية

Source : http://www.elaph.com/Web/news/2012/7/747050.html

Date ; 8/7/2012