المعارضة السورية عاجزة عن توحيد صفــوفها

Article  •  Publié sur Souria Houria le 20 septembre 2011

خطا معارضو الرئيس السوري بشار الأسد خطوة إلى الأمام نحو الوحدة من خلال تشكيل مجلس وطني لتمثيل الانتفاضة السورية، لكن مازال أمامهم طريق طويل قبل أن يشكلوا بديلاً لحكمه يضم جميع أطياف المجتمع

وبعد ستة أشهر من اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالحريات السياسية اختارت شخصيات معارضة اجتمعت في اسطنبول أعضاء المجلس الوطني السوري يوم الخميس الماضي، لادارة الفترة الانتقالية في حالة سقوط الاسد، وللاتصال بالقوى الدولية التي دانت ما تقوم به الاجهزة الامنية السورية من قمع وحشي للاحتجاجات

ورحبت فرنسا بتشكيل المجلس، لكن في مؤشر الى العقبات والخصومات الداخلية التي لابد أن تتغلب عليها المعارضة لم تتم الموافقة على كل الاسماء. وقالت بعض الشخصيات المشاركة في المجلس إن الاسلاميين حصلوا على تمثيل مبالغ فيه

وقال الكاتب السوري المعارض، حكم البابا، إن المجلس الوطني لم يضم الجميع وان هناك اعتراضات مختلفة حول الاعضاء، لكن على الرغم من ذلك تشكّل مجلس بعد شهور من الخلاف حول الاسماء بينما كان النظام يقتل 20 سورياً يومياً

وأضاف أن الهدف الرئيس الآن هو مخاطبة المجتمع الدولي. وقال انه يعتقد ان المجلس يمكنه القيام بهذه المهمة، كما أنه فتح الباب أمام بقية المعارضة للانضمام

كما ان المعارضة السورية مازالت بعيدة عن تشكيل جبهة مماثلة للتي شكلتها في الماضي جماعات عراقية معارضة شنت حملة للاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين وكانت على صلة جيدة بالغرب، خصوصاً واشنطن. وقالت شخصية معارضة ليست في المجلس الوطني إن الاسلاميين يحصلون على تمثيل زائد في المجلس الجديد. وقال ثامر الجهماني وهو محام بارز من درعا لجأ الى الاردن في الشهر الماضي، بعد اغتيال نشط آخر، ان المجلس الوطني أصبحت له صبغة اسلامية في الوقت الذي نحتاج فيه الى أن نطمئن أكثر كل الاقليات والمجموعات العرقية على مستقبلها في سورية ما بعد الاسد

ومن بين 70 اسماً أُعلنت في المجلس الذي يضم 140 عضواً الشيخ أنس عيروط، وهو رجل دين قام بدور بارز في الاحتجاجات بمدينة بانياس، والشيخ مطيع البطين وبشار الحراكي من مدينة درعا، وهما عضوان في تيار اسلامي جديد معارض للتفسيرات المتشددة للاسلام ويؤيدون حكماً مدنياً

وقال الحراكي إنه احتسب على الاسلاميين لمجرد أنه يصلي وله لحية خفيفة. وأضاف أنه حتى مع اتباع هذه الطريقة في تحديد الفئات داخل المجلس، فإن الاسلاميين لا يمثلون سوى اكثر قليلاً من الربع في المجلس حالياً

وقالت المتحدثة باسم المجلس الوطني بسمة قضماني، انه في حين يعارض الاعضاء التدخل العسكري الاجنبي فإنهم يؤيدون الحماية الدولية للمدنيين

وأضاف المجلس أن من الضروري تجنب فراغ السلطة خلال أي فترة انتقالية للديمقراطية. وأضاف أنه لابد من حماية حقوق الاقليات الى جانب الطبيعة السلمية للانتفاضة السورية

وهناك أيضاً شخصيات علمانية، مثل اليساري خالد الحاج صالح، وأساتذة علوم سياسية، مثل نجيب غضبان ووائل ميرزا، ونشطاء في مجال حقوق الانسان، مثل عمار القربي، الى جانب 50 اسماً لم تعلن بعد من نشطاء القاعدة الشعبية داخل سورية. وقال متحدث باسم لجان التنسيق المحلية، وهي من الجماعات العلمانية، ان المجلس لا يعتبر مجلسا وطنيا لانه لا يمثل الجميع

وقال دبلوماسيون تابعوا اجتماع اسطنبول إن المحادثات أجريت للحصول على مباركة لاعلان دمشق الذي وقعت عليه مجموعة من زعماء المعارضة، مثل المعارض البارز رياض الترك الذي أمضى 25 عاما سجيناً سياسياً، وعضو البرلمان السابق رياض سيف

ويقول دبلوماسيون إن من الشخصيات الاخرى التي يرغب المجلس الوطني في اشراكها برهان غليون، وهو أستاذ جامعي مقيم في فرنسا التقى بمجموعة إسطنبول في قطر هذا الشهر، لكنه اختار عدم الانضمام

وقال أحد الدبلوماسيين: «إن المعارضة تمر بمنحدر حاد للتعلم، وعليها اثبات أنها مهمة كمجلس. يجب ألا ننسى انه بعد ستة أشهر لم تتفق بعد على مجموعة من المبادئ حول ما يجب القيام به. ولا حتى بيان موحد». وأضاف «أعتقد أن مجموعة اسطنبول شعرت بضغط الشارع، وقالت ان علينا أن نقوم بخطوة ما وأن نشكل مجلساً حتى اذا لم يكن الجميع متفقين»

وأخفقت جهود سابقة قام بها هيثم المالح، وهو قاضٍ سابق أمضى نحو 10 سنوات في السجن، لتشكيل حكومة ظل بعد أن قتلت قوات الامن 15 محتجاً قرب المكان الذي كان من المقرر أن يعقد فيه مؤتمره في سورية

كما تسعى جماعات معارضة أخرى، منها واحدة بزعامة القيادي الكردي مشعل تمو، وكتلة وطنية بقيادة حسن عبدالعظيم الى تشكيل ما يطلق عليه «التجمع الوطني». وشكل نشطاء من ناحية أخرى مجلس قيادة الثورة وعضويته مسألة شبه سرية. وقال الجهماني إنه اذا تمكنت شخصيات الداخل من تشكيل تجمع وطني فإن المؤتمر الخارجي يجب ان ينضم له. وقال لؤي حسين، وهو من الشخصيات العلمانية المعارضة، ان أي تجمع يحتاج الى ان يحصل على الدعم من «الاغلبية الصامتة» التي قال انها تتطلع للديمقراطية، لكنها تخشى الفوضى المحتملة في حالة سقوط الاسد. وأضاف أن المعارضة مازالت تحتاج الى التوصل الى توافق حول كيفية الانتقال من النظام الشمولي الحالي الى الدولة الديمقراطية

المصدر: عمان ــ رويترز

الإمارات اليوم
 http://www.emaratalyoum.com/politics/reports-and-translation/2011-09-20-1.423974