المعارضة السورية في الخارج وشرعية المجلس الوطني – رياض معسعس

Article  •  Publié sur Souria Houria le 5 mars 2012

مرت المعارضة السورية في الخارج بمراحل صعبة نظرا لتشتتها في أكثر من بلد عربي وأوربي من ناحية، ولبطش النظام ومحاولاته المستمرة لضرب أي تجمع معارض مهدد بأي وسيلة كانت، حتى الاغتيال السياسي، والأمثلة على ذلك كثيرة. وصعوبة التواصل مع الداخل لبطش النظام وتنكيله بكل معارض له. ومنذ اندلاع الثورة السورية المباركة، والتي فاجأت الجميع، بدأت المعارضة السورية في الخارج تشهد ولادة جديدة، إذ نشطت تنظيمات مختلفة، أو أعيد هيكلة تنظيمات قديمة في اطر جديدة. وتم تشكيل هيئة تشمل معظم مكونات المعارضة السورية تتمثل بالمجلس الوطني السوري، ولكن لضبابية مشهد المعارضة السورية وكثرة الحديث عن ضرورة توحيد المعارضة، فقد رأيت من المفيد توضيح صورة المعارضة بأشكالها المختلفة. والمعارضة السورية اليوم يمكن إجمالها بالتالي
-الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري: وهو ائتلاف تشكل في نيسان/ ابريل 2011 وتم الإعلان عنه على هامش مؤتمر انطاليا في حزيران/ يونيو الماضي، وقام بعقد مؤتمره التأسيسي في باريس في ايلول/سبتمبر. ويستند الإئتلاف على مباديء ثلاثة: فصل الدين عن الدولة. وضع دستور جديد يستند على مباديء حقوق الإنسان، بناء الدولة الديمقراطية القائمة على قانون المراقبة والمحاسبة ديمقراطيا وضمن البرلمان
ويتكون هذا الائتلاف من حزب الانفتاح، الحداثة، حركة الوفاق الوطني، المنظمة الآشورية السريانية، الحركة السريانية الديمقراطية، حركة القوميين العرب، حركة التضامن، تكتل أحرار الجزيرة، إئتلاف التنسيقيات الثورية داخل سورية. الحزب الديمقراطي الكردي في سورية. حزب يكيتي، حزب أزادي، الحزب الديمقراطي الكردستاني، حزب الوقاق الديمقراطي. وتم انتخاب الدكتور هاشم سلطان كمنسق عام، وفراس قصاص كنائب له، وأحمد الجبوري كأمين سر، يشارك الأئتلاف في المجلس الوطني السوري بعشرين عضوا في الهيئة التأسيسة، وبأربعة أعضاء في الأمانة العامة، وبعضو في المكتب التنفيذي بشخص الدكتورعبد الأحد سطيفو
-المنظمة الآثورية الديمقراطية: وهي منظمة آشورية تأسست سريا عام 1957، (وهي مازالت تحافظ على سريتها في الداخل)، وإعيد إحياؤها في الخارج، وهي تهدف الى الدفاع عن حقوق الأشوريين والسريان القومية، والاعتراف بحقوق منطقة الجزيرة. يرأسها غابرييل موشي، ويمثلها في إعلان دمشق والمجلس الوطني سعيد لحدو
-إعلان دمشق: وهو أول تشكيل معارض في الداخل تم الإعلان عنه في العام 2005 وهو يضم مجموعة من الشخصيات من المجتمع المدني، والمستقلين، وممثلين عن أحزاب معارضة وهي التجمع الوطني الديمقراطي، والتحالف الديمقراطي الكردي ، ولجان إحياء المجتمع المدني، والجبهة الديمقراطية الكردية، وحزب المستقبل، واللجنة السورية لحقوق الإنسان، وشخصيات مستقلة من أبرزها النائب رياض سيف، وميشيل كيلو، والمفكر الاسلامي جودت سعيد، وعبد الرزاق عيد، والدكتور أحمد طعمة، وفداء الحوراني ( رئيسة الإعلان)، وفايز سارة، وقد انضم إلى المجلس الوطني السوري كل من سمير نشار، وهيثم المالح في المكتب التنفيذي، وعبد الحميد الأتاسي، وأنس العبدة، وجورج صبرة، وجبر الشوفي، ووليد البني. وآخرون كأعضاء. و يؤكد الإعلان على تأمين حقوق المواطنة لكل سوري، وبناء الدولة الديمقراطية بعد التخلص من النظام النظام الأمني
-الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية: وهي مجموعة من كوادر ذات تجارب سياسية من خلفيات إيديولوجية مختلفة، تضم من الأسلامي المعتدل غير المنظم إلى اليساري المعتدل غير المنظم. تؤمن بدولة وطنية ديمقراطية مدنية، ووضع دستور يعتمد على مباديء حقوق الإنسان. تم عقد مؤتمرها الأول في كانون الثاني/ يناير من هذا العام في القاهرة، يرأسها عقاب يحيى، والدكتور نصر حسن أمين الأمانة العامة، والدكتور منذر ماخوس مسؤول العلاقات العامة، وسمير سطوف عضو الامانة العامة، وفي الهيئة التنفيذية خولة حسن الحديد، ومروان الأطرش، وتوفيق دنيا. ويمثل هذه الكتلة عشرة أعضاء في المجلس الوطني
-الاخوان المسلمون: وهو حزب يعود تشكيله إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وقد شارك في العمل السياسي السوري في جميع مراحل سورية التاريخية إلى جانب الأحزاب والقوى السياسة الأخرى. وقد دخل في صراع مسلح مع النظام البعثي الأسدي في سبعينيات القرن الماضي وانتهى الصراع بمجزرة حماة الرهيبة في العام 1982 وانتقل الاخوان للعمل السري، وفي الخارج. وقد شاركوا بعد الثورة في تأسيس المجلس الوطني السوري، يمثلهم في المجلس نائب المرشد العام رياض الشقفة، فاروق طيفور كنائب أيضا لرئيس المجلس الدكتور برهان غليون، وعن كتلة صدر الدين البيانوني، عبيدة نحاس، وزهير سالم، ويضم المجلس أعضاء أخرين كنائب عميد كلية الشريعة سابقا عماد الدين رشيد، وحسان الشلبي، وفؤاد المجذوب، وتعتبر كتلة الأخوان المسلمين أكبر كتلة في المجلس (حوالي ربع أعضاء المجلس)
-تجمع 15 آذار: وهو تجمع نشأ مع انطلاقة الثورة في باريس يترأسه الدكتور عبد الرؤوف درويش، ويتكون من أعضاء ناشطين سياسيا على الساحة الفرنسية منذ زمن طويل، وهذا التجمع له نشاطات كثيرة جدا على المستوى تنظيم المظاهرات والدعم في الداخل، والنشاط الإعلامي، من أعضائه سليم عوابدة، وصالح الرويلي، وأحمد خطاب، وآخرون وله عدة ممثلين في المجلس الوطني.
-تيار التغيير الديمقراطي: وهو تيار شكل حديثا من مجموعة من الكوادر السورية في الخارج يترأسه الدكتور عمار القربي، وهدفه الاول والأساسي إسقاط النظام بكل الوسائل حتى التدخل العسكري، ثم بناء دولة مدنية ديمقراطية بنظام برلماني، من أعضائه الدكتور كريم جلول، عبد الرزاق عيد، وحيد صقر، لمى الأتاسي، بسام جعارة
-هيئة التنسيق: وهذه الهيئة شكلت حديثا يترأسها في الداخل رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي حسن عبد العظيم، ومن أعضائها عبد المجيد منجونة، صالح مسلم، حسين العودات، رجاء ناصر، وترأسها في الخارج هيثم العودات( مناع)، ومن أعضائها ميشيل كيلو، وحازم نهار، وفايز سارة، وعارف دليلة، وحبيب عيسى، وسمير عيطة الذين حاولوا مؤخرا في مؤتمر عقد في القاهرة إنشاء المؤتمر الديمقراطي دون حضور هيثم مناع وترفض الهيئة التدخل الخارجي، وتدعو للتفاوض مع النظام للوصول إلى حل للأزمة السورية، وقد تمت محاولة أتفاق مع المجلس الوطني تحت ضغط الجامعة العربية لكنها باءت بالفشل سريعا
-الحركة الشعبية للتغيير في سورية: وهي حركة شكلت في نهاية العام 2010 والمتحدث باسمها الدكتور وائل الحافظ وهو من أعضاء القيادة القومية لحزب البعث سابقا وهي غير مشاركة في المجلس الوطني
– جبهة الخلاص الوطني : وهذه الجبهة تم تشكيلها من قبل نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام بعد لجوئه إلى فرنسا،والتي ضمت بعض المعارضين السوريين وجماعة الاخوان المسلمين التي أعلنت انسحابها منها غداة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولا تمثل في المجلس الوطني
-منظمة الديمقراطية والحرية في سورية: وهي منظمة يترأسها ريبال الأسد نجل رفعت الأسد مهندس مجزرة حماة، ومقرها
في لندن، تضم بعض الشباب الموالين للشق المعارض من عائلة الاسد ولا يوجد لها تمثيل في المجلس
هذا هو مجمل المشهد السياسي السوري المعارض في الخارج، ولكن يضاف إليه شخصيات أخرى تمثل أحزاب المعارضة في الداخل كصبحي حديد ممثل حزب الشعب، وسليم منعم ممثل حزب الاتحاد الاشتراكي، وسواهم. وهناك أعداد كبيرة من المستقلين الذين أشتركوا في الكثير من النشاطات المعارضة ضد النظام البعثي الأسدي. ومما تقدم نجد أن المجلس الوطني السوري يضم معظم أطياف المعارضة، وهو الآن معترف به كممثل شرعي للشعب السوري داخليا وخارجيا

القدس العربي – 2012-03-04

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today4qpt480.htm&arc=data\201233-044qpt480.htm