النظام السوري سيتغيّر تحت أعين المراقبين الدوليين: هكذا يريد العالم – معتز سلام

Article  •  Publié sur Souria Houria le 18 mai 2012

ما جدوى وجود المراقبين الدوليين وقوات النظام تستمر في قصفها للمدن وقتلها للناس الآمنـــين، وهل يستطيع المراقبون ولو تجاوز عددهم الآلاف فرض واقع معين في سوريا؟ وهل تملك خطة عنان فرص النجاح رغم كل مراوغات النظام؟
بكل ثقة نقول أن النظام السوري ماضٍ في حيله حتى النهاية، وهو يظن أنّ حبل الكذب طويل. ومسلسل التفجيرات مستمر طالما أن الثورة مستمرة والمراقبـــون أصحـــبوا علـــى الأرض، فهدف النظام هو أن يشغلهم بتفجيراته وبرؤيته للأمور عن متابعة مهمتهم في مراقبة تنفيذ خطة عنان
ووفق العديد من التصريحات، فإن المجتمع الدولي يعلن استمرار الخطة، وأنه لا بديل عنها في حال فشلها، وهو يعلم أنها الطريق الأسلم والأسهل لتغيير نظام عائلة الأسد
والقوى الكبرى بالإضافة لروسيا وإيران، باتوا يعرفون أن الشعب السوري أحرق مراكبه وأصبح يعامل النظام القائم كمرضٍ خبيث، ينبغي انتزاعه والشفاء منه، وإذا كان استئصال هذا الداء قاتلا له فليكن ذلك، المهم ألاّ يستمر كوضع قائم
ولكن في المقابل، المجتمع الدولي بقيادة أمريكا، يأخذ وقته الكافي ليجرد بشار الأسد من حلفائه بشكل كامل، وهو يدرك أن نظامه أصبح ضعيفًا تمامًا وعلى كل الصعد، ولكن هذا التمهل في حسم الصراع بين الثورة السورية والنظام الأسدي يجعل المجتمع الدولي يتجنب الكثير من المخاطر المحتملة في حال لزم الامر تدخلاً عسكريًا، ويؤدي بالضرورة إلى إضعاف الدولة السورية بشكل كافٍ بما يتماشى مع مصلحة اسرائيل، ويؤدي أيضًا إلى عدم حدوث نصر كبير للثورة على النظام السوري، أي أن النتيجة النهائية قد تكون (تعادل) وهذا ما يحدُّ من انتشار الثورات في باقي الدول العربية ـ لأن ثمن التغيير بالنسبة لأي شعب يطمح في التغير سيكون شبيها بالمثال السوري وليس بالمثال المصري أو التونسي أو حتى اليمني
لا يوجد نظام فيه عقل يتمسك بنظام أسرة الأسد بعد اليوم، وكل الحلفاء السابقين له يبحثون عمّن يضمن لهم مصالحهم في المستقبل. ولو سمعنا تصريحات تعاكس هذا التوجه، فهي لا تعدو تصريحات وراءها الكثير من الضغوط على النظام السوري ليصلِح ما أمكن قبل فوات الأوان
وحتى يضمن المجتمع الدولي عمومًا مصالحه، وحتى يضمن مستقبلا آمنًا وتحت السيطرة في المنطقة، مع انتقال سلس للسلطة قدر الإمكان، وحتى لا تدخل هذه المنطقة في مصيرٍ مجهول، فلابد من دعم خطة المبعوث الأممي كوفي عنان، ولو تطلّب ذلك زيادة عدد المراقبين للآلاف وتدخلا عسكريًا مركزًا وخاطفًا لإجبار الأسد على الركوع، وبدء التنفيذ الحقيقي لبنود خطة المبعوث الأممي
علينا ألاّ ننسى أن مئات المراقبين الدوليين قتِلوا في البوسنة ولم يتم إنهاء مهمتهم في تلك الدولة، وأن سلوبودان ميلوسيفيتش سفاح الصرب، لم يركع ويجلس على طاولة المفاوضات لولا ضربات الناتو.

‘ كاتب من سوريا

Source : http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\17qpt479.htm&arc=data\2012\05\05-17\17qpt479.htm