اليوم الذي صدق فيه بشّار – *إياد

Article  •  Publié sur Souria Houria le 24 août 2011
المستأسد بشبّيحته والحاكم بأمر أبيه صدق في مقابلته على التلفزيون السوري « الغالي » على نفوس المواطنين حسب قوله (لا أدري هل يحبّ فعلاً مشاهدته مع زوجته وأولاده أم لعلّه ليس من المواطنين؟). هو صدق في أمرٍ واحد، ولكنّه أمرٌ يجب أن يُسجّل بأحرفٍ من ذهب. 

المستأسد بشبّيحته أمر خدمه أن يسألوه خلال هذا اللقاء عن موقفه تجاه دعوات دول الغرب له بالتنحّي عن السلطة، هو لم يهتم بما يجري في بلاده وبمئات الآلاف الذين ينادون بسقوطه متحدّين قتلته، فهو لم يسمع بوجودهم، بل لعلّ ليس لهم وجود أصلاً بالنسبة إليه فهم جراثيم وليسوا من بني البشر. أمّا دول الغرب فهي قوى عظمى وهي قوى « الاحتلالات والاستعمار » ولا بدّ أن يظهر جبروته الأسدي في تحدّيها.

المهم أنّ الحاكم بأمر أبيه أكّد أنّه غير معنيّ بهذا الكلام قائلاً:
« هذا الكلام لا يقال لرئيس لا يعنيه المنصب.. لا يقال لرئيس لم تأت به الولايات المتحدة ولم يأت به الغرب.. أتى به الشعب السوري.. لا يقال لشعب يرفض المندوب السامي أن يكون موجوداً أيا كان هذا المندوب السامي.. لا يقال لشعب يقف مع المقاومة كمبدأ من مبادئه وليس كمبدأ من مبادئ دولته وهذا الفرق.. الشعب هو يقف مع المقاومة يقف مع هذه المبادئ لا يتنازل عن الحقوق.. يقال لرئيس صنع في أميركا ويقال لشعب خانع وذليل ويقبل بتلقي الأوامر من الخارج. »

كذب الحاكم بأمر أبيه حين قال أنّ الشعب السوري هو الذي أتى به، فكما يدلّ عليه لقبه، هو أتى بأمر أبيه، ولكنّه صدق صدقاً كبيراً حيث أكّد أنّ الشعب السوري هو الذي « يقف مع المقاومة كمبدأ من مبادئه وليس كمبدأ من مبادئ دولته وهذا الفرق »، وهو الشعب الذي لا يخنع ولا يقبل بالذل.

تسقط إذن مقولة أنّ سقوط العصابة المستأسدة المتسلّطة في سوريا هو سقوط نظام المقاومة، بل إنّ سقوط هذه العصابة سيكون تفعيلاً حقيقياً لهذه المبادئ وتحويلها إلى برنامج تحريري عملي. وتسقط أيضاً مقولة المؤامرة، فالشعب السوري الذي انتفض، هو شعب لا يقبل الذل والخنوع والتبعية ولن يرضى أن يتخلّى عن مبادئه، كما قال المستأسد الكذاب الذي صدق ليكذّب نفسه.

* ناشط سوري

22/08/2011