اوباما الكيماوي والمجلس الوطني الاتوماتيكي: فهّمونا كيف سيسقط الأسد! خطيب بدلة

Article  •  Publié sur Souria Houria le 6 septembre 2012

اعتاد السوريون، حينما يتلقون مساعدة، أو معونة، أو تضامناً من أحد.. أن يقولوا: فلان مفضِّل على راسنا.
هذه العبارة قالوها، خلال الأيام الفائتة، لأكثر من شخصية عربية، وإقليمية، وعالمية، (فَضَّلَتْ على رؤوسهم) بدءاً من الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الذي وقف- وجهاً لوجه- أمام عدسات ‘الفضائيات’ العربية والعالمية، وأطلق قنبلة مُدَوِّية، مما يسمونه (قنبلة الموسم)، إذ قال، بالفم الملآن، وبالحرف الواحد:
لا يمكن الوصول إلى حل سياسي في سوريا من دون تنحي الأسد!..
أهل (مدينة كفرنبل المحررة) حينما تلقفوا هذا التصريح الفضائي، ومن فرط الفرح، والغبطة، والامتنان.. لم يتمالكوا أنفسهم، فهبوا لتنظيم مظاهرة حاشدة دعوا إليها (الجزيرة مباشر) و(العربية الحدث) و(الوصال)، و(الأورينت).. وخرجوا يعبرون عن تجاوبهم العالي مع هذا التصريح، رافعين لافتة كُتب عليها:
ما أذكاك يا فرانسوا أولاند!!.. يا رجل!.. كيف عرفت أنه لا يمكن إجراء حل سياسي في سوريا من دون رحيل الأسد؟!..
هذه المزحة (الكفرنبلية) الظريفة راقتْ، على ما يبدو، لنظام الصمود والتصدي والممانعة، فأراد أن يشارك أهلَ كفرنبل بالمزاح، فأطلق عليهم مجموعة من الصواريخ الأرضية والجوية أدت إلى وقوع مجزرة استشهد فيها 24 مواطناً كفرنبلياً.. منهم ابن صديقي الروائي السوري المعروف عبد العزيز الموسى.

زلة لسان

ولقد أراد فرنسوا أولاند- ذات نفسه- أن يمعن في (التفضيل على رؤوسنا نحن السوريين) فأطلق تصريحاً متلفزاً آخر، لا يقل أهمية عن تصريحه السابق، إذ بشرنا بأن فرنسا تعمل مع شركائها على إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في سوريا.
ولكنه، على ما نُرَجِّح، تَسَرَّعَ في ذلك، أو ربما أطلق هذا التصريح دون أن يستشير وزير خارجيته المهيوب لوران فابيوس الذي هب ليقلل من شأن تصريح (معلمه) فقال:
إن إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في سوريا أمر بالغ التعقيد!
شكراً فابيوس.. لقد أفضلت – بهذا التوضيح – على رؤوسنا!

والشكر موصول

وأما الرئيس الأمريكي باراك بن حسين عبد النبي أوباما، فيحبه السوريون لأسباب عديدة، منها أنه أسمر، وهم أصحاب سوابق في محبة الرؤساء السمران، من أيام جمال عبد الناصر، ومنها أنه أفريقي كيني ينحدر من أصول إسلامية وكان يكنى (أبو حسين)، وقد تضاعف حبهم له (والله يضاعف لمن يشاء) مئات المرات حينما وقف بتاريخ 21 / 8 / 2012 وقفته المعهودة، ونظر إلى الكاميرا بعينيه الذابلتين الحزينتين وقال:
إذا استخدم بشار الأسد السلاح الكيماوي فسيكون عُرضة للتدخل العسكري!
شي حلو والله هالـ (أبو حسين أوباما).. مهيوب، وجريء، وصريح، وفهلوي، وراوندي، وفهمندار، وأخو رجال.. فقد أراد أن يقول لبشار الأسد، بالعربي الفصيح، مع أنه يتحدث بالإنكليزي:
يا بشار مرحبا، كل شي قتلتَه من شعبك، واعتقلتَه، وعذبتَه، ودمرتَه، وأبدتَه، وشردتَه، وهَجَّرْتَه،.. وكل شي ستقتلُه من شعبك، وتعذبُه، وتدمرُه، وتبيدُه، وتشردُه، وتُهَجِّرُه في المستقبل،.. صحتين على قلبك.. طالما أنك استخدمت في ذلك الطيران الشراعي، والطيران الحربي، والمدفعية، والدبابات، وراجمات الصواريخ.. ولكن إياك ثم إياك أن تضرب بالكيماوي!.. ترى وقتها نزعل منك.. وأنت أدرى الناس بزعلنا حبيب قلبي!

لافروف القانوني

ولئن كنا قد أعربنا – نحن السوريين – أكثر من مرة قبل هذا ـ عن إعجابنا بالسيد سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا العظمى، فما ذاك إلا لأنه رجل نظامي، مستقيم، قانوني، لا تأخذه في القانون لومة لائم!.. والدليل على ذلك تصريحه الأخير الذي نقلته الفضائيات عن (روسيا اليوم) بأن استخدام القوة ضد النظام السوري يجب أن يكون بموافقة مجلس الأمن الدولي، من أجل الحفاظ على القانون الدولي!
اليوم زاد إعجابنا بالسيد لافروف (الطاق طاقين).. إذ اكتشفنا أنه رجل خبير في استدراج خصومه إلى الساحة التي سبق له أن اختبر قواه و(تفوقه) فيها، فقد سبق له أن ثبت أكتاف خصومه، في مجلس الأمن، ثلاث مرات، بالفيتو الذي يمنع عن السوريين حتى الإمدادات الغذائية والطبية، والمثل الشعبي السوري يقول: الثالثة ثابتة والرابعة فاجعة..
سيرجي لافروف يسعى، من جهة أخرى، لأن تتقيد دول العالم كلها بالقانون الدولي الذي ينص على ضرورة احترام سيادة الدول، وعدم جواز تغيير أنظمتها بالقوة،.. وبالروسي الفصيح: لو كان في القانون الدولي مادة واحدة تنص على معاقبة أي رئيس دولة يقوم بإبادة شعبه لكان لافروف طالب بمعاقبة الأسد..
يا أخي الرجل قانونجي..

مُعْلنة مناطق منكوبة أوتوماتيكية

كان السوريون قد أعلنوا، منذ اليوم الأول لتأسيس المجلس الوطني السوري، أنه ممثلهم الشرعي الوحيد.. وهم اليوم ممتنون من هذا المجلس إلى أبعد الحدود، (ومفضل على رؤوسهم).. فقد لاحظوا أنه، كلما دمرَ النظامُ السوري المُمانع مدينة، أو بلدة، أو قرية، أو حياً، أو كفراً، أو دَسْكراً، وقتل فريقاً من أهلها، وشرد الآخرين، لا يتوانى أبدا عن تكليف أحد أعضائه بالاتصال بالفضائيات، ووكالات الأنباء، وإبلاغها بأن المجلس الوطني يعلن هذه المنطقة (منطقة منكوبة)!.
والسوريون، لذلك، ينصحون المجلس الوطني باستيراد آلة مصنوعة في الغرب الاستعماري الإمبريالي يمكن تسميتها (مُعْلِنَةَ مناطقٍ منكوبة أوتوماتيكية) لئلا يضطروا إلى إعلان المناطق المنكوبة بالطريقة اليدوية.. التي بطل زَيُّها!

ما بعد الأسد

من يوم أن بدأت الثورة السورية، وحلت المأساة السورية، وتعاظمت المذبحة السورية، وما ينفك السيد أحمد داود أوغلو، والسيد رجب طيب أردوغان، والسيدة هيلاري كلينتون، وأبو حسين أوباما، والمسيو أولاند، ومساعدُه فابيوس، ومن قبلهما المسيو ساركوزي، ومساعده جوبيه، والمستر وليام هيج، ومعلمه المستر كاميرون، والرئيس الطلياني، والملك النرويجي، وخادم الحرمين، والأمير القطري، والكويتي، ووزراء خارجيتهم، ومعاونو وزراء خارجيتهم، و(أقرع دبا، وأبو عبا، وبكيزة شخّي، ودقاقة الطنبورة) يقفون أمام الكاميرات التلفزيونية ويقولون: علينا أن نفكر بمرحلة ما بعد الأسد!،.. علينا الإعداد للمرحلة الانتقالية التي تلي سقوط نظام الأسد!،.. نطالب المعارضة السورية بالتوحد (هل سمعتم بداء التوحد؟!) لأجل مرحلة ما بعد الأسد!.. ولكن، للحقيقة والتاريخ،.. لا يوجد أخو أخته من المذكورين يتبرع فيفهمنا كيف، ومتى سيكون (سقوط الأسد)!

اقتراحات وزارية
يمكن لمحسوبكم، كاتب هذه الزاوية الفضائية، أن ينوب عن السوريين (الثوار منهم دون الشبيحة والمنحبكجية والمنركعجية) في توجيه الشكر والامتنان إلى شيخ المعارضين السوريين، الأستاذ الكبير هيثم المالح، الذي ما يني (يفضل على رؤوسنا) آناء الليل وأطراف النهار بمشاريعه السياسية المتتالية التي ستؤدي، بلا أدنى شك، إلى إسقاط النظام المستبد، وإقامة دولة العدل والقانون مكانها.. من انشقاقه عن المجلس الوطني، إلى تشكيله حكومة الظل، ومجلس الأمناء، والحكومة الانتقالية.. والحبل على الجرار!
ولئلا يبقى الأستاذ المالح (في الميدان- وحده- مثل حديدان)، فسوف أبادر إلى تزويده ببعض الاقتراحات التي لا بد أن تلزم له في تشكيل حكومته الجديدة..
1- إلغاء وزارة النقل والمواصلات لأن معظم الطرقات في سورية الأسد مقطوعة..
2- إلغاء وزارة السياحة لأنه لا يوجد أخو أخته يجرؤ على الدخول، مجرد الدخول، إلى سورية الأسد..
3- إلغاء وزارة الكهرباء، ووزارة التموين، ووزارة النفط، لعدم توفر أي مادة مما تشتغل عليها هذه الوزارات..
4- استعارة الرفيق قدري جميل من الحكومة الأسدية، لأنه لا يوجد في سورية من (قدري جميل) غير هذه النسخة.
5- استعارة وزير المصالحة الوطنية الأستاذ علي حيدر من الحكومة الاسدية بعد أن اكتسب خبرة واسعة في مجال تبويس الشوارب، وجمع الرؤوس، بالحلال، على مخدة واحدة!

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\05qpt997.htm&arc=data\2012\09\09-05\05qpt997.htm