بزار نويل ».. تظاهرة احتفالية للسوريين في فرنسا »

Article  •  Publié sur Souria Houria le 4 décembre 2013

أورينت نت – أحمد صلال – باريس
تصادف هذه الأيام أن تعيش العاصمة الفرنسية -باريس- على وقع الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة, والسوريين اشتركوا في هذه الاحتفالات ولكن على قاسم مشترك يحدد خصوصية ثورتهم, هكذا اختارت جمعية « سوريا حرية » أن تقيم « بزار نويل » تظاهرة خيرية من أجل دعم مشاريع تخص الأطفال من مناحي الدراسة والاحتياجات الأساسية من أجل الاستمرار في الحياة في خيام اللجوء سواء في الداخل السوري أو دول الجوار أو ما بعد الجوار, واختارت الجمعية أن يكون مكان السوق في إحدى « الغاليريات » -أي الاستديوهات- في حي « الباستيل »

مشغولات نسيجية من الصوف اشتغلتهن نسوة في ورشات بمعرة النعمان في الريف الإدلبي وأخرى بداريا في الريف الدمشقي, تم شراءهن لتشجيع الاشتغال في مشاريع الإنتاج ويتم بيعها في باريس, حيث أن أعياد الميلاد ورأس السنة هي فرصة لشراء الهدايا وتبادلها, إذاً هاجس الحليب والتعليم ومستلزماته هو الهاجس والمحرك الأساسي لهذه التظاهرة الخيرية, كما حدثتنا إحدى المشاركات في هذه التظاهرة

وعلى مقربة من أمكنة عرض المنسوجات تجد الحلويات السورية الأصيلة والمستحضرة من المطبخ السوري العريق حاضرة, ثلاث نسوة سوريات قمنا بإعداد هذه الحلويات وتغليفها بشكل جميل وملفت للنظر, إحدى النسوة والابتسام لا تفارقها شفتيها.. وتحدثنا: « استغرقت منا هذه الحلويات جهد ووقت ثمين وخاصة في أوربا ذات الإيقاع الزمني المرهق, ولكن تعبر بلهجة حمصية « أطفال سورية يستاهلو نعطيون عيونا »

إحدى الأقسام تضمنت كتب موسيقية وآلات موسيقية للأطفال, قدمتها إحدى المكتبات الفرنسية كتبرع للبزار, في مكان آخر تقف فتاة سورية في قسم للتحف تبرعت بهن إحدى النسوة السوريات لكي تباع ويكون ريعها للأطفال, بمحاذاة مكان عرض التحف تجد قسم وضعت به الكروت الفائزة في مسابقة « ألف كرت وكرت » ويجاروها لعبة اليانصيب ويعرف عنها الشاب الذي يديرها, أنها طريقة تفاعلية تشد الزائر ليبقى عبر هذه التفاعلية على تواصل ومطلع على القضية السورية حينما يزور موقع الجمعية

الفن التشكيلي تجده حاضراً في صدر الصالة, لوحات الفنان السوري المعروف ابن كفرنبل إبراهيم جلل, حاضرة بكامل زينتها وألوانها.. جلل الذي حدث صحيفة « أورينت نت » عن ضرورة هذه النشاطات بما تجسده من دعم للأطفال فلذة الأكباد وأمل المستقبل -حسب تعبيرات جلل- والذي أكمل حديثه منوهاً عن عديد المشاركات المماثلة بلوحاته من أجل دعم القضية السورية إنسانياً « الثقافة ليست لها قيمة بمنأى عن حضورها الاجتماعي والإنساني », هكذا يرى علاقة المثقف النموذجية مع مجتمعه وقدرته على خدمة قضايا المحقة وبالأخص الإنسانية منها

البزار الذي استمر لمدة يومين والذي انطلق يوم السبت تاريخ 30 – 11 – 2013 من الشهر الماضي, وانتهى الأحد الأول من الشهر الجاري, يأتي ضمن نشاطات مماثلة تقيمها جمعيات أهلية ومدنية سورية وفرنسية, هدفها تخصيص مردود لدعم مشاريع إنسانية ومجتمعية صرفة, وسط تخاذل رسمي دولي وحتى منظماتي, ولا يقل عنه تخاذل من قبل المعارضة الرسمية السورية بشقيها المجلس والإئتلاف الوطنيان, ولكن يعتبر نشاط جمعية « سوريا حرية » الأبرز والأجدى والأكثر منهجية في فرنساً, حيث يشتغلون منذ بداية الثورة وحتى الآن وفي ظروف غير نموذجية على خدمة أحقية قضية, جعلوا أنفسهم بمنأى عن تجاذباتها السياسية ومفاعليها لصالح خدمة أحقية أهدافها, ويستهدفون الشريحة الفرنسية الأكثر قدرة على المبادرة والمساهمة

Source : http://orient-news.net/index.php?page=news_show&id=6491