بسمة قضماني – مؤتمر المعارضة فى سوريا خطوة هامة

Article  •  Publié sur Souria Houria le 30 juin 2011

اجتمعت المعارضة السورية فى دمشق لأول مرة فى تاريخ نظام الأسد. انهالت الإدانات والتهم على المنظمين وراح البعض يصفهم بشبيحة المثقفين بينما قاطعه الجزء الأكبر من أعضاء التنسيقيات الميدانية للثورة. لكن المؤتمر يشكل خطوة مهمة وقد تكون حاسمة فى تطور الثورة الشعبية السورية.

أولا: المنظمون مجموعة من المعارضين ذو مصداقية عالية دفع كل منهم ثمن وقوفه فى وجه النظام بالسجن لسنوات عديدة خرج بعضهم منذ فترة قصيرة بعد أن فقدوا هم وزوجاتهم وإخوتهم وظائفهم لأن هذا هو أسلوب النظام فى التعامل مع المعارضة ومعظمهم ممنوع من السفر ومحروم من جواز سفر منذ سنوات.

ثانيا: هذا البلد ليس ملك خاص لعائلة الأسد وأقربائهم، فضاؤه محظور على المواطنين فإما أن يجتمع المعارضون السوريون خارج بلدهم أو يجلسوا صامتين وفى غالبية الأحيان مختبئين فى الداخل. لقد تحركت مجموعات واسعة من أبناء الجالية السورية فى أوروبا وأمريكا خاصة وذهبت إلى إيطاليا واسطنبول وبروكسل وكلما اجتمعت فى مكان تطرح تساؤلات حول أهداف الدولة المستضيفة ونزاهة الجهة الممولة ومدى التنسيق مع المعارضة فى الداخل.

ثالثا: لقد أصبح من الملح أن تظهر أصوات المعارضة فى الداخل وأن تطرح رؤيتها وتصوغ مطالبها بلغتها وتتوجه بها إلى النظام من قلب العاصمة لتقول ما يقال من الخارج فالمطالب المطروحة فى البيان الختامى هى مطابقة لما تقوله المعارضة الأكثر تشددا من الخارج: وقف آلة العنف وإنهاء الحالة الأمنية قبل كل شىء ثم النظر فى آلية تغيير النظام ككل وليس إصلاحه.

كان لا بد لممثلى النظام ان يحاولوا الاستفادة من المؤتمر ليقدموه على أنه بداية حوار مع السلطة لكن القائمين على هذا المؤتمر كانوا حريصين كل الحرص على التمييز بين مبادرتهم هذه ومحاولات السلطة منذ عدة اسابيع لعقد حوار بشروطها.

لقد انتهى عهد النظام القائم ولا مجال للعودة إلى الوراء بعد أن تصرف النظام وكأنه عدو الشعب. ما طالب به المجتمعون فى دمشق هو الزوال السلمى لهذا النظام وهو النهج الذى لا تجوز مهاجمته لأن البديل قد يعنى إما المزيد من الضحايا والمعاناة أو الانتقال إلى المقاومة المسلحة أو التدخل الخارجى وعلى الأرجح الثلاث فى وقت واحد مما يؤدى إلى نهاية الثورة الشعبية. السوريون يخشون السيناريو العراقى بكل مكوناته بما فى ذلك قدوم قيادة من الخارج من أمثال أحمد الشلبى.

من المعروف تاريخيا أن الاعتدال والخطاب المسئول هو وحده القادر على جذب الفئات المترددة من الشعب بطبقاته الاجتماعية المختلفة لكى ينضم إلى الثورة ويسرع نجاحها. بشرط أن يكون واضحا أن هذه الوسطية فى الموقف أصبحت تعنى نهاية النظام القائم والاعتدال هو طرح النهج السلمى للوصول إلى هذه النتيجة.

هذا هو الضمان الأكبر لاستمرار الثورة بطابعها السلمى ولتعزيز اللحمة بين جميع أبناء سوريا. هنا تكمن أهمية هذا المؤتمر.

Source : Shourouk News
Date : 30/6/2011
http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=492394