بشار العيسى – بيروت الشام، يطاردها القتلة من فندق لفندق … يا حيف

Article  •  Publié sur Souria Houria le 27 mai 2011

خاص لسوريا حرية
بشار العيسى



بيروت الشام، يطاردها القتلة من فندق لفندق … يا حيف.
« لم أر بيروت حزينة كما اليوم. …لم أرها عاجزة عن الكلام، وغارقة في الخجل مثلما هي اليوم ».الياس خوري
بيروت ليست مدينة للحزن يا صديقي الياس، بيروت التي اعتادت ان تنهض من رمادها مثل طائر الفينيق تولم للحرية كل شروق شمس وتنشد الفرح كل مغيب شمس لا تحزن قد تتالم لكن لا تحزن، إذ لا يليق الحزن بالمدن التي تتقن جنون الحرية ، تصمت ، تتالم، لكنها تبقى عصية على التطويع والفاشية على الابواب، على الذلّ والصهاينة افترشوا شوارعها، على النسيان وقد غادرها احرار الشرق الاوسط في مراكب شارون 1982، على الترويض وعصابات القتلة تارة في شوارع صبرا وشاتيلا، واخرى في حصار برج البراجنة واليوم يطاردون احرار بيروت من فندق لآخر ومن قبو بناية لآخر، ومع ذلك ففي بيروت من يعلنها صرخة حر في وجه القتلة المستترين بألف لبوس ولبوس.
بيروت التي عشنا حربها الاهلية وهي تتكحل كل ليلة وتخرج الى الروشة تهزأ من حواجز الردع العربية ( احتلال السلطة السورية بروتوش عربي) ومن الحواجز الطيارة والمرتجلة والمتفسخة والاجهزة المتعددةجبريل وزهير محسن وغيرهم كثير، لا تخجل بيروت من حريتها النقيدة بشروط النصر الالهي وهي تعلن صبرها وعصيانها، بيروت ايها الصديق لم تكن يوما عاجزة عن الكلام، بل عجز عن الكلام فيها بعض ممن حمل شرف صمودها المعلن صمت طلال سلمان، وصمتت السفير ، وصارت الاخبار، اخبار نيقولا الشاوي ومهدي عامل وحسين مروة، اخبار الامن السوري والمخابرات الايرانية اخبار ابراهيم الامين وغيره، لم تصمت بيروت لكن الذي صمت هو تحول الحزب السوري القومي الاجتماعي من حزب علماني مقاوم بامتياز، حزب محمد سليم، وطوني روكرز وخالد علوان وانطون سعادة، الى حزب اسعد حردان،( قاتل محمد سليم بأوامر علي دوبا) ويتحول نصري خوري من مناضل نقي طاهر الى موظف لدى النظام الامني السوري، ومروان فارس من مدافع عن حقوق الانسان الى منظّر لقتل الشعب السوري وتصبح سوريا انطون سعادة سوريا بشار الاسد بعظمة لسانه.
بيروت الوفية لتاريخها وتراثها الحر العصي على الترويض او التشويه او التبديل بيروت حسن خالد وناظم القادري والياس خوري وخليل حاوي وكمال خير بكوعبيدو باشا وفواز طرابلسي وسمير فرنجية ويسين الحافظ وكمال جنبلاط وحسين مروة وناجي العلي ومحمود درويش واغاني مرسيل خليفة ايام زمان،بيروت شريف الحسيني وغسان كنفاني ودار المثلث وعبد الوهاب الكيالي وشارع المكحول وجورج زعنيبيروت الشبيبة التي حملت السلاح بقوة الايمان بوجه حصار شارون، بيروت اكسبريس وسيتا مانوكيان وعلوية صبح ونجاح طاهر و برنامج » بعدنا طيبين » وبول شاوول وريمون جبارة وعصام محفوظ،وثرثرة المثقفين الذين ياما التجأ الى فيء حريتهم سوريون هاربين من طغيان سلطتهم في دمشق المزنرةبألف حاجز وخندق وكولبة امنية، وسجون تدمر والشيخ حسن ، يعيشون بمتعة ساعات ثرثرة حرّة في مقاهيها لا يتلفتون يمينا او شمالا قبل نطق كلمة أو نكتة او حتى ضحكة، وحواجز سلطتهم على مسافة ذراع من الافواه.
بيروت البيروتية لم تفلح معها كواتم الصوت ولا السيارات المفخخة ولا القمصان السود ولا حشود نبيه بري ولا تقلبات وليد جنبلاط ولا ارتماء الحزبين العلمانيين(الشيوعي والقومي) في احضان اعتى حاضنة عمياء للفقه الديني المتعصب برياء المقاومة التي استولت بالسلطتين السورية والايرانية على اخصب تربة وطنية يسارية، مقاومة، شعبية، فلاحية ،متنورة ، تربة الجنوب اللبناني الشيعي، حاضنة اليسار التاريخية، بحجة فقهية فاشية بامتياز « ما لا يتم الواجب به فهو واجب ».
بيروت اليوم مثل دمشق اليوم، مثل القامشلي والحوران وبانياس وحمص واللاذقية من تصح فيهم: « من مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون عرضه هو شهيد ومن مات دون كرامته هو شهيد ومن مات دون دم اهله هو شهيد ومن مات دون ارضه فهو شهيد ومن مات دون كرامته فهو شهيد ».
بيروت مثل دمشق تنهض من غفوة الزمن الى زمن النهضة، فلنفتخر بالمدن التي تعشق الحرية.
بشار العيسى