بشار العيسى – مكاشفة الاصدقاء بصراحة الدم السوري

Article  •  Publié sur Souria Houria le 29 mai 2011

مكاشفة الاصدقاء بصراحة الدم السوري

بشار العيسى

تقوم قناعتي السياسية على ان المصارحة هي افضل حصانة ضد الاخطاء والالتباس، استسمح زملائي في موقع سوريا حرية بمكاشفتهم ببعض التداعيات التي تحيط بحراكنا العملي والاعلامي.

يبدو أحيانا ان العادة حين تسيطر على السلوك تصبح لها سلبياتها لأنها تنال من العمل الجماعي ومن برمجة العمل والتنسيق والتشاور وتدفع بالتدريج الى الارتجالية والاستنسابية بدل العمل بمقتضيات العقل بمعايير الممكن والصح الرافد لحركة وتضحيات ثورة شعبنا الوحيد الأعزل في مواجهة اشرس قوة عسكرية هائلة التدمير وفاحشة الفاشية.

انا الآلية التي يتم بها العمل الخارجي بعمومه، من ظاهرة المؤتمرات متعددة المشارب والمرامي تهدد بانفلاشات قد تكون مسيئة لحراك شعبنا  وفي ادنى الاحوال لن تكون مفيدة ولن تحمل ماء الى طاحونة الحرية. في تداعيات مؤتمر انطاليا او في شهوات مؤتمر بروكسل/ استانبول او المواقف المترددة وغير الحاسمة او القاسية ومن وضد « أنطاليا » يثير الغبار في محرقة الطين والدماء بالغرق في قضايا خلافية محبطة.

كما ان الآلية التي تم بها الردّ وردود الافعال الموالية او المستنكرة من بيان الشخصيات الفرنسية في اللوموند، بسبب وجود « برنار هنري ليفي » بينهم،  أثارت مخاوف الغرق في فنجان تشوش على عملنا وهو أصلا محدو الفاعلية، أكثر مما يحصن طهارة غير محل شك، لسنا في موقع الاشتراط على الآخرين كيف ومتى يعلنون عن موقفهم الذي لم ار فيه اية اساءة لقضية شعبنا الذي يتعرض للقتل والترويع وما صرخات شبابنا واهلنا في الوطن الموجهة لجالياتهم في الخارج الا صرخة لحشد رأي عام وإعلام دولي لردع السلطة عن التمادي في مزيد من القتل ومزيد من الترويع.

وقناعتي ان الحجة التي يقف البعض من اصدقائنا بحجة الاشتراط على كذا شخصيات فرنسية ذات وزن نوعي بحجة « برنار هنري ليفي » على مشجب مهزوز بالقول: ان اشخاصاً كبرنار ليفي  معروفون بمعاداتهم للشعب الفلسطيني و قضيته و مساندون للاستيطان في الاراضي المحتلة الفلسطينية و كذلك الجولان السوري نحن نرى ان أشخاصاً كهؤلاء  يحاولون الاستيلاء على حركة الشعب السوري و تطلعه للحرية و مقاومته الشجاعة  لآلة القمع و الاستبداد الممارسة عليه

أي مبادرة تنضوي تحت لواء هذا النداء لبرنار ليفي سنعتبرها محاوله للإساءة للحركة الديمقراطية السورية و محاوله لجعلها تنحرف عن مسارها كما اننا نأسف ان نرى اناسا كروكار و هولاند يخلطون اسماءهم مع اسماء مفكرين فرنسيين ساندوا احتلال العراق و صفقوا لدخول القوات الأميركية له نعتقد أننا نمثل راي أغلبية السوريين و العرب ». يستمد مصطلحاته من خطاب خشبي ما زال يجعل من القضية الفلسطينية محرقة للشعوب العربية، عامة والسوري خاصة.

هل يحق لنا بأسماء شخصية  تنتمي الى مجموعات عمل، ندعي اجماعا تمثيليا لم نتأكد من الاجماع حوله لخصومة تتجاوز برنار هنري ليفية الى مجموعة من اهم الشخصيات الفرنسية بحجة الطهارة والقضية الفلسطينية او غيره من تداعايات المشاعر الجياشة التي تلغي العقل السياسي ولا تؤسس لغيره.

كان من المنطقي بالعقل السياسي الا نعتبر انفسنا معنيين بالأمر الذي لم نسهم بها وهو ملك اهله الموقعين على ندائهم وهم اصحاب راي لا علاقة له بأنشطة السيدي ليفي و « إس أو إس سوريا » الملتبس امرها بغير كبير عناء.

واليوم شعبنا يتعرض لأخطر حرب اجرامية ضده  » في نخبه وثورته ووحدته الوطنية، يتطلب منا جميعا أن نتعالى على الانانية الفردية بالمشاعر القوموية بطهارة الصراع العربي مع اسرائيل، بالدخول في معارك جانبية وساحات حرب افتراضية بغير التأسيس لبديل عربي اقليمي دولي احوج ما يكون اليه شعبنا في استنفار الثقافة الاخلاقية العالمية دولا وهيئات حقوقية ومؤسسات الشرعية الدولية والهيئات الانسانية تجعل من التضامن الدولي بمعايير الحق في الحماية كحال الدببة في القطب الشمالي او الذئاب التي يتهددها الانقراض في جبال البيرينيه، ان واجبنا كما يقرر العقل السياسي هو ان نتقدم كل من يريد التشويش ولو في صيغة تعاضد ملتبس أن نتقدمهم الى المحافل الدولية ودوائر القرار فإشعال شمعة افضل ألف مرة من لعن الظلام.

شعبنا ليس بحاجة لا الى جيوش امريكا لتحرير العراق التي لم يقف معها فقط بعض « الهنريليفيين » بل الكثير من العرب وما كان أكثرهم، وليس بحاجة الى جيوش حلف الاطلسي ليس بحاجة الى من يذكره بهذا، لكن لا يجوز ان نتعامى عن ان نصف انتصر ثورة شعبنا تستند الى دعم مؤسسات المجتمع الدولي الذي لن يتوفر بغير تبني اعلامي فائق التأثير في  ليس توضيح الرؤية بل في محاصرة مصالح الدول التي تتقدم على حقوق الانسان والشعوب لولا الرقابة الاخلاقية المجتمعية.

ان التهويل والتنديد بالاستقواء بالخارج، لا تنقل الماء الى طاحونة السلطة السورية فقط  بكلمة حق يراد به باطل اتباع السلطة لا يجوز لا ان تخيف مثقفين وطنيين لا يحتاجون شهادة من أحد.