بشار خطّ أحمرْ! – علي الشيخ منصور

Article  •  Publié sur Souria Houria le 23 janvier 2013
أعرب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال استقباله رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في طهران، عن ثقته بـ »قدرة الشعب السوري على اجتياز الأزمة الراهنة بقوة وجدارة ». وهذا من حقه بالطبع, لكن المفاجئ حقا في الأسبوع الأخير تواتر مجموعة من التصريحات الإيرانية تعتبر أن « بشار خطّ أحمرْ ».

هذا ما أعلنه مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي، بأن طهران تعتبر « بشار الأسد خط احمر » بالرغم من تأكيده أن هذا الأمر « لا يعني أننا نغفل عن حقوق الشعب في تعيين حكامه », مع أن تناقضاً كامناً بين المقدمتين, فكيف للشعب أن يختار أو يعين حكامه إذا كان بشار خطّ أحمرْ؟ يجيب ولايتي. « يجب أن يتم تعيين الرئيس بناء على اختيار الشعب، لذلك فإن التأكيد على الحل السياسي بناء على اختيار الشعب، فإذا كان رئيس الجمهورية بشار الأسد، فهو رئيس قانوني، لكن هذا لا يعني أن يكون رئيساً من دون الاعتماد على أصوات الشعب، وهو أكد على ذلك خلال المقترح الأخير الذي قدمه، وشدد على حكومة سلطة القانون وسلطة الشعب ».

وبرر ولايتي، الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية، مقدمته الأولى بالقول « السبب الأساسي لتركيزنا على سوريا هو منع سقوط خط المقاومة في وجه إسرائيل, إذا أطيح ببشار الأسد فإن خط المقاومة سيكسر في مواجهة إسرائيل ».

مساعد وزير الأمن الإيراني حجة الإسلام خزاعي استفاض أكثر بأن أسباب دعم طهران للأسد اليوم هو وقوف النظام الأسدي مع إيران في ما سماه « الحرب المقدسة »، أي الحرب العراقية – الإيرانية، التي كانت تعني تهديدا للمصالح الإيرانية والأسدية معاً.

ويقول خزاعي بالحرف الواحد لوكالة « مهر » الإيرانية، إن الأميركيين « كانوا يعتزمون السيطرة على الشرق الأوسط التي تعتبر أكثر مناطق العالم الجيوسياسية حساسية، والتي تحتوي على 70% من مصادر الطاقة في العالم، وتعتبر مركز الشيعة  ..  وصرحوا بأنهم جاءوا لإقامة برج الديمقراطية في العراق لتلقي ظلالها على إيران وسوريا »، حيث يتحول محور المقاومة إلى محور شيعي ببساطة, ويتحول الأسد إلى أهم أدوات إيران لبسط النفوذ في المنطقة, فحلفاؤها بالمعنى الشيعي في العراق وسوريا ولبنان هم الذين يشكلون معجزة بقاء النظام الإيراني حسب نظرية خزاعي, رغم الحصار الدولي له. وخطر التعجيل بسقوط الأسد من شأنه أن يعيد إيران إلى استحقاقاتها الداخلية القاسية على أبواب الانتخابات الرئاسية القادمة في 15 حزيران/ يونيو القادم.

ولمن يقرأ تحركات البحرية الإيرانية باتجاه المياه الدولية في المتوسط, حيث أعلن قائد سلاح البحر للجيش الايراني حبيب الله سياري « تسيير مجموعة من البوارج البحرية الايرانية إلى المياه الحرة الدولية قريبا, في مهمة لثلاثة أشهر, يدرك أن الموضوع أبعد من التهديدات الدولية المتعلقة بالملف النووي الإيراني, وصولاً لإمكانية الدفاع عن نظام الأسد عند الضرورة, وهو ما عبر عنه الإعلامي اللبناني غسان جواد حين أكد في إحدى حلقات برنامج الاتجاه المعاكس على الجزيرة: أنه من غير المسموح سقوط نظام الأسد. ولدى الاستيضاح منه: من الذي لا يسمح؟ أجاب بكل وضوح وصفاقة: محور الممانعة والمقاومة الممتد من إيران إلى حزب الله في بيروت.

Revue Hurrriya, n°20

Date : 21/01/2013

Source : www.hurrriya.com