29/04/2012 – بيان الى الشعب السوري

Article  •  Publié sur Souria Houria le 30 avril 2012

في جمعة جديدة خرج السوريون، رغم القصف والقتل والتنكيل واتساع دائرة الاعتقال لتشمل مثقفين وفنانين، في تظاهرات حاشدة تعبيرا عن اصرارهم على مواصلة الثورة حتى النصر. فقد خرج مئات آلاف المتظاهرين في جمعة” أتى أمر الله فلا تستعجلوه” ، في أكثر من 700 نقطة، وهتفوا للحرية والكرامة وللجيش السوري الحر، ونادوا باسقاط النظام، كما عبروا في هتافاتهم ولافتاتهم عن معاناتهم من المهل المتكررة التي تمنح للنظام، والتي يستمر فيها القتل والتنكيل بالمواطنين العزل وتدمير بيوتهم ومصادر عيشهم، فبالرغم من قراري مجلس الامن 2042 و2043 ، فان آلة قتل النظام ما زالت تحصد الارواح في مدن وبلدات وقرى سوريا عديدة، وقد سقط منذ الاعلان عن وقف اطلاق النار يوم 12 الجاري أكثر من الف شهيد.

وفي سياق متصل تسارعت وتيرة الانشقاق وزادت كما ونوعا خاصة في قطعات حساسة مثل الحرس الرئاسي في اللاذقية.

النظام القاتل تابع قصف واقتحام مدن وبلدات وقرى في دمشق وريفها، وحلب وريفها، وحمص وريفها، وحماة وريفها، وادلب وريفها، ودرعا وريفها، ودير الزور وريفها، واللاذقية وريفها، ووسع من عمليات الاعتقال العشوائي عله يسيطر على التظاهرات ويقلص عدد نقاط التظاهرات والمشاركين فيها، حيث دل استمرار التظاهر على فشل خياره الامني العسكري، وأعطى صورة واضحة عن الاتساع المتسارع للقطيعة بينه وبين قطاعات متزايدة من المواطنين، نتيجة ممارساته الوحشية، وانهيار هيبته، وتآكل شعبيته، وتلاشي شرعيته. وهذا زاد في توتره ودفعه الى ممارسات هي الاكثر همجيه منذ انفجار الثورة: حرق ودفن مواطنين وهم احياء، بالإضافة الى اعتقال مواطني حمص، الذين شردهم في مدن سوريا، بتهمة التشرد والتسول.

هذا وقد حدثت تفجيرات في دمشق تثير الريب، بسبب زمان وقوعها ومكانه، والاسئلة حول استخدام النظام لسياسة التفجير لارباك المراقبين، واثارة مخاوف المواطنين،  كما الايحاء للقوى الدولية بدخول القاعدة على خط الصراع.

على الصعيد السياسي استمر اهتمام المجتمع الدولي بالملف السوري، واستمر الانقسام في المواقف والذي عكسه التباين حول عدم تنفيذ النظام القاتل لالتزاماته بموجب خطة السيد انان من وقف القصف الى سحب الجيش مرورا بالسماح بدخول الاعلام وبالتظاهر السلمي، وحول المسؤول عن خرق وقف اطلاق النار والتلميحات والدعوات بالعودة الى مجلس الامن واخذ قرار تحت الفصل السابع الذي يبيح استخدام القوة للحفاظ على الامن والسلم الدوليين. فقد أوضح السيد انان في احاطته التي قدمها لمجلس الامن ان النظام لم يلتزم بتعهداته وان ما ورد في رسائل وزير خارجية سوريا حول تنفيذ كل التعهدات غير دقيق، وتلميحه الى استخدام القوة العسكرية، وانتقاد السيد أحمد فوزي الناطق باسم انان للنظام بقوله:” النظام لا يسعى لافشال المراقبين فحسب بل والى الانتقام من المواطنين الذين يعرضون للمراقبين حقيقة ما يجري”، ودعوة وزير خارجية فرنسا الى اصدار قرار من مجلس الامن تحت الفصل السابع، وكذلك الانتقاد شديد اللهجة الذي وجهه بان كي مون للنظام ، وحديث واشنطن عن اضطرارها لدراسة اقامة منطقة عازلة على الحدود اذا طلبت تركيا ذلك. بينما كرر المسؤولون الروس رواية النظام حول خرق وقف اطلاق النار من قبل المجموعات المسلحة ومهاجمتهم ” لقوى الامن والدوائر الحكومية” بحسب الناطق باسم الخارجية الروسية الذي حمل المعارضة “المسؤولية الاولى عن المعارك”، وانتقادات وزير الخارجية الروسي للمعارضة، وحديثة عن جماعات اسلامية تسعى لافشال خطة انان، ولأصدقاء الشعب السوري، ودعوتهم للضغط على المعارضة كي تقبل الحوار مع النظام.

على صعيد آخر عقد اعضاء لجنة”خطة الاستجابة في سوريا” لتقييم الاحتياجات الانسانية اجتماعا قدروا فيه عدد السوريين المحتاجين لمساعدة بمليون مواطن وقدروا التكلفة بـ 180 مليون دولار.

وفي سياق متصل عقد فريق “تنمية وإنعاش الاقتصاد السوري” اجتماعا له في المانيا حضره 27 دولة و3 منظمات دولية ناقش فيها اصلاح الاقتصاد السوري بعد سقوط النظام.

وعلى صعيد المعارضة يرى اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي ان مسألة اعادة هيكلة المجلس الوطني السوري، واتفاق اطياف المعارضة على رؤية سياسية للراهن وللآتي، بعد سقوط النظام، أخذت حيزا كبيرا من الجهد والنقاش والسجالات مع ان المسألة باتت، بعد كل هذا الوقت والجهد، واضحة حيث لا يمكن جمع قوى متباينة سياسيا في اطار مؤسسي واحد لكن يمكن اتفاقها على التنسيق بما يخدم الثورة وأهدافها.

كما على المجلس الوطني السوري ايلاء موضوع الاتفاق مع المجلس الوطني الكردي السوري المزيد من الاهتمام في ضوء البرنامج المرحلي الذي اعلنه الاخير مؤخرا والذي يتيح الاتفاق بين الجانبين.

تحية لأرواح شهداء الثورة السورية

عاشت سوريا حرة وديمقراطية

دمشق في:29/4/2012

الامانة العامة لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي