8/8/2011 – بيان – لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية

Article  •  Publié sur Souria Houria le 11 août 2011

لجنة التنسيق
من أجل التغيير الديمقراطي
في سورية
ـــــــــــــــ
تأسَّست في العام 2005
كلُّهم يعادون الثورة الشعبية في سورية، فليرحلوا جميعهم

أدلى الناطق الرسمي باسم لجنة التنسيق من أجل التغير الديمقراطي بالتصريح التالي:

تعتقد لجنة التنسيق أن أصوات الجزم العسكرية في الساحتين الدولية والإقليمية بدأت تتعالى إشعارا منها أن        آل سعود ومشايخ إمارات الخليج وأردوغان أفندي يعدون العدَّة للتدخل العسكري، وذلك لسرقة الثورة الشعبية في سورية تحت ستار من الأكاذيب التي تزعم أن العالم نفد صبره من جرائم السلطة المستبدَّة في سورية، وأن وقت العقاب قد حان.

تعيد اللجنة إلى الأذهان أن العمل الدبلوماسي منذ نهاية الحرب الباردة وسقوط حائط برلين ليس هو نفسه إبَّان الحرب الباردة. فالدبلوماسية بعدما كانت في عهد الصراع بين الحلف الأطلسي وحلف وارسو تعمل على إحلال السلام، فإنها ما بعد سقوط المعسكر الاشتراكي، واتساع سيطرة العولمة النيوليبرالية على العالم، أصبحت تعمل على توفير أسباب الحرب. العراق، وأفغانستان، وجنوب لبنان، وغزة، وتقسيم البلقان، أو ما كان يسمَّى يوغوسلافيا، والتدخل العسكري لفرنسا الإمبريالية في تشاد ثم في ساحل العاج، ثم المؤامرة الأطلسية على ليبيا، ناهيكم وغزو آل سعود للبحرين، أمثلة صريحة تدلِّل أن السلك الدبلوماسي في عهد العولمة يحتذي جزماً مدججة بالفولاذ والصلب، وتتصاعد منها شرارات الحروب. إن العالم لم يَعرف أية حالة للسلام في عهد سيطرة الإمبريالية على الساحة الدولية، حيث أن الحلف الأطلسي وحلفاءه همَّشوا دور منظمة الأمم المتحدة، إن لم يمتطونها كحافلة لنقل جنود الحلف الأطلسي تحت العلم الأزرق للمنظمة الدولية.

وكان إردوغان أفندي ترأس هذا اليوم الاثنين اجتماعا لمجلس الأمن التركي الذي تدارس الوضع في سورية. وكان السيد إردوغان أعلن يوم أمس الأحد أن تركيا تَعْتَبِر أن « ما يجري في سورية بمثابة أحداث داخلية تجري فوق الأراضي التركية ».  آل سعود سارعوا بعد مرور ساعات قليلة على هذا الإعلان إلى استدعاء سفيرهم من دمشق « للتشاور » معه، ثم لحقت بهم كل من الكويت والبحرين. . ثم أعلن الحكم في سورية عن تغيير في حقيبة وزارة الدفاع!! وكانت دولة قطر سباقة في الكشف عن هكذا بوادر، وهي دبلوماسية من حيث الشكل، بيد أنها عسكرية من حيث سياقها التاريخي السياسي.

إن لجنة التنسيق إذ تُعرِب عن قلقها حيال هذه البوادر، فإنها تعرب في الوقت نفسه عن قناعتها أن التغيير الثوري للحالة السورية ليس فقط موضعا لتآمر حكم الأجهزة السلطاني في سورية، وإنما يتسع ليشمل كل الخائفين في عالمنا اليوم – عالم العولمة النيوليبرالية – على مصالحهم الجيو- إستراتيجية، والاقتصادية. إن آل سعود وإردوغان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والحلف الأطلسي لم يوفروا جهدا بشتى وسائل الترغيب المالي والسياسي، منذ سنوات، لاجتذاب النظام الديكتاتوري في سورية إلى سياستهم، وذلك مقابل تقويض « التحالف » المزعوم للنظام الديكتاتوري الاستغلالي مع كل من إيران والمقاومة العربية والفلسطينية. هذا التحالف التكتيكي الذي يقايض على حلفائه منذ عهد الجنرال حافظ مقابل ضمان استمراره في الحكم، ومن أجل تكديس الثورات ونهب قوت الشعب واستغلال أصحاب الأجر المحدود. أما وقد منيت محاولات الحلف الأطلسي في تقويض هذا التكتيك بالفشل، لأن النظام الإرهابي في سورية يطمح على الدوام  إلى الاستمرار في ابتزاز أصدقائه الإمبرياليين إلى ما لانهاية من أجل البقاء على احتكاره للثروات في سورية إلى الأبد، فإن أصدقاءه الذين كانوا حتى الأمس القريب يغدقون عليه بالمساعدات بشتى أنواعها، قد انقلبوا عليه بعدما فشل ليس فقط في إنهاء النفوذ الإيراني في المشرق العربي، وإنما في دحر الثورة الشعبية التي تتقدم على مسارها المتطور  من أجل انتزاع الديمقراطية السياسية والاجتماعية.

إن لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية تناشد لجان التنسيق في سورية وسائر الوطنيين الديمقراطيين أن يقفوا بالمرصاد لكل المساعي التي سوف تتلاحق من الآن فصاعدا من أجل إجهاض الثورة وسرقتها بفضل ما تقدِّمه من إغراءات ووعود للثورة الشعبية تتعهد لها بمساعدتها على التخلُّص من النظام الهمجي الحاكم. إن ثورة الخامس عشر من آذار تعرف كيف تقوِّض الديكتاتورية وتشيِّد مستقبلها الوطني، التحرري والديمقراطي، في ظل دولة تكفل العدل والمساواة، وتلبي المطالب الشعبية.

كلُّهم يعادون الثورة الشعبية في سورية، فليرحلوا جميعهم.

لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية – أوروبا، الاثنين 8 آب/أغسطس 2011 –  Httl://lttd.syr@gmail.com