ثورة سورية وفق طلب الجماهير – لينا موللا

Article  •  Publié sur Souria Houria le 9 octobre 2011

رغم وداعة الأشخاص الذين طالبوني قائلين
نريد للثورة أن تكون سلمية وأن لا يقتل فيها الأبرياء وأن يكون الانتقال هادئ نحن نريد كذا وكذا
وكأننا أمام برنامج ما يطلبه الجمهور لإنجاز ثورة تتطابق وذوقهم وحسه المرهف

وللأسف كنت أثور في وجههم قائلة
من يريد أو يشترط أو يتطلب عليه أن يقرن القول بالفعل، أن يشارك ويساهم ويفعل، الثورة لا تقوم على ما نشتهي، هي مجموعة هائلة من الأفعال الجمعية .. وتقديم أغلى ما نملك وهي أرواحنا وعشقنا للحياة، هي نكران للذات، والالتفات إلى هدف سام يظلل جميع مناحي الحياة، هي باختصار أن تقدم كلف باهظة دون أن تعبأ بالنتائج

لذلك ألف نظر جميع القراء من الأصدقاء أن يشمروا بدورهم عن زنودهم المفتولة ويتضطلعوا بالمسؤولية كاملة، وأن لا يقتصر عملهم على النصح والإرشاد بل يتجاوزه إلى دخول العمل التنظيمي، والمشاركة بالثورة بمناحيها الكثيرة، وأن يكونوا واحداً من مئات الألوف ممن رفضوا القبوع وراء أجهزة التلفزيون والكتابة في الفيس بوك والتنظير

لأننا بحاجة للجميع ولعملهم

فالثورة هي للسوريين أجمعين ولا يمكن أن يكون لها إطاراً أقل رحابة من ذلك، نحن نفعل ما في وسعنا وضمن الإمكانات المتاحة وكان يمكن لثورتنا  أن تكون أغنى وأقوى تأثيراً لو أن الجميع شاركنا، كان يمكن لمعاناة شعبنا أن تكون أرحم وأن يكون دوركم محوري وببسالة أكثر

لذلك أوجه النداء الذي ناشدتكم به في بداية أيام الثورة، أن تكونوا معنا وفي تنظيمنا اليوم أكثر .. فهو مطلوب بصرامة وسيكون أكثر وقعاً من أن تدخلوا العمل الثوري بعد انتصار الثورة والتهليل والتصفيق مع الفائزين وشتم الخاسرين ووصمهم بأشنع الصفات، لا بل المطالبة بمحاكمات كثيرة لإساءات وتجاوزات ارتكبت بحقكم جميعاً،  أي الاقتصار على ركوب الموجة كما اعتاد أغلب أفراد شعبنا أن يفعل

لأننا نؤمن بالعمل والتضحيات، وليس مقبول أن يخشى البعض على نفوسهم وأموالهم وبالمقابل تستباح أموال الثوار وأعراضهم ونكتفي يالثناء على ما يقدمونه لنا .. لنا جميعاً

في الثورة لا نقف أمام حجم التضحيات، ولا يهم من يرحل مغادراً لنا ومن يبقى
الثورة تعلمنا الزهد وقمة الذوبان بالآخر، الثورة هي نكران الذات بأجمل فصول هذه السمة
كل ما يهمنا أن ننجح في خلق فجر سوري جديد تسمتع به الأجيال القادمة، وأغلب هؤلاء سينسون بسرعة أن ما يعيشونه من واقع جديد حرم منه أهلهم وذويهم، ما كان لهم أن يتذوقوه لولاً الكثير من التضحيات التي أهرقت على مذبح الحرية، من يفكر هكذا فهو ثوري ومن حالت دون ذلك مخاوفه ونرجسيته .. فليكتفي بالتصفيق والتهليل للمنتصر لكنه لن يكون مواطناً نحترمه وسيبقى هامشياً ولو أثرى وركب الموجة
قادمون

لينا موللا – صوت من أصوات الثورة السورية