جنيف 2 والورقة الأخيرة للنظام السوري لنكن واقعيين

Article  •  Publié sur Souria Houria le 1 octobre 2013

السفير بسام العمادي : كلنا شركاء

استطاع النظام وحلفاؤه اللعب بورقة هامة اخيرة رموها للغرب، فوثب عليها الامريكان ومن ورائهم كل من يمشي في ركب الاسرائيليين ، وهي السلاح الكيميائي السوري. لاشك بأن الرئيس اوباما – بالرغم من بعض الظواهر المتناقضة – كان جادا في توجيه ضربة للنظام بسبب استخدام السلاح الكيميائي لقتل الشعب السوري، وكان الجميع يعلم بأنه مهما كانت تلك الضربة خفيقة أو موجهة فقط الى وسائل ايصال السلاح الكيميائي، أو إلى بعض قيادات النظام لكنها في النهاية كانت ستؤدي الى انهيار النظام بأكمله لأسباب عديدة اهمها ان تماسكه الداخلي منهار تماما، ولايبقيه على قدميه الا التدخل الخارجي الايراني والروسي والميليشيات اللبنانية والعراقية وغيرها.

و وقد أدرك النظام – المستعد لدفع اي ثمن للبقاء في السلطة – ان هذه الضربة ستكون نهايته، فألقى آخر ورقة لديه وهي السلاح الكيميائي الذي يعلم تماما بأنه الورقة الاكثر أهمية لدى اسرائيل بشكل خاص والغرب بشكل عام. ذلك ان مايخيف اسرائيل والغرب هو أن يحدث شيء ما ليس في الحسبان فيتم استخدام السلاح الكيميائي سواء من النظام او من غيره فيتسبب بمقتل الاف ان لم يكن مئات الآلاف من الاسرائيليين أو من الآخرين من حلفاء امريكا في المنطقة، ناهيك عن امكانية استخدام هذا السلاح لضرب اسرائيل اذا قامت بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية – مهما كان هذا الاحتمال بعيدا.

وقد التقط الأمريكيون هذه الرسالة وقبلوا بالمقايضة، إذ أن تدمير السلاح الكيميائي السوري أهم لديهم من اي التزام اخلاقي او اي خط احمر تم تجاوزه، وحتى من إراقة ماء وجه رئيس أقوى دولة في العالم. لذا سارعوا بالتوصل الى اتفاق يضمنه الروس لتدمير السلاح الكيميائي السوري، وقبلوا حتى بقرار من مجلس الامن خارج الفصل السابع، لكنه لايترك مجالا للنظام السوري للمراوغة أو للتهرب. وقبلوا بشرط آخر فرضه الروس بناءا على طلب النظام وهو الزام جميع الدول بوقف دعم الثوار في سورية.

وكل هذا يشير ويؤكد على اهمية نزع السلاح الكيميائي السوري، أما الثمن الذي سيقبضه النظام في هذه المقايضة فهو بقاء بشار حتى منتصف العام القادم، اي بعد الانتخابات التي سيرشح بشار نفسه فيها وسيفوز ب 99.999 % . والسبب هو ان بقاء بشار اصبح مصلحة امريكية أكثر من كونه مصلحة روسية او ايرانية لأنه سيكون الضامن لتنفيذ برنامج تدمير الاسلحة الكيميائية.

ولهذا السبب سيكون مؤتمر جينيف 2 القادم فخا محكما لانتاج نظام يضم بشار وجماعته مع بعض الشخصيات التافهة من الداخل والخارج لتدير المرحلة الانتقالية بوزارة مؤقتة تهيئ لمرحلة قادمة. وما يؤكد ذلك هو اعلام الولايات المتحدة للجربا بأنها لن تعترف بالحكومة التي سيشكلها احمد طعمة. وفي النهاية وبعد تدمير السلاح الكيميائي لن يتغير شيء وسيبقى النظام على حاله بالرغم من التصريحات الفارغة التي سمعها الجميع من سياسيي الولايات المتحدة وغيرهم من انه لايمكن لبشار ان يكون جزءا من المرحلة المقبلة، لان بشار سيقول ان بقاءه كان بإرادة الشعب، وبأن الشعب هو الذي انتخبه. هذا مايخطط له دوليا وتم الاتفاق عليه بلاشك بين الجميع. والتقارب الايراني الامريكي القادم لايخرج عن هذه المقايضة. ولكن هل سينجحون في تمرير هذه المقايضة؟؟؟

الأمر يعود بالكامل من بعد ارادة الله للثوار في الداخل ومن يدعمهم من دول وهيئات وافراد ماديا وسلاحا. وهذه الدول الداعمة لايعلم أحد هل ستتحدى هذه المقايضة التي ستفرض عليها أم تتمرد على الإرادة الامريكية وتستمر في الدعم الذي تقدمه للثوار.

أما الثوار فنعلم تماما استحالة تخليهم عما يقومون به من تضحية بالنفس وكل غال نفيس، وما توحيد عدد من الألوية والكتائب في ريف دمشق وحلب وغيرهما، وبيان الفصائل التي نزعت تمثيل الثورة والشرعية عن الائتلاف والحكومة المؤقتة إلا بوادر ايجابية تهدد هذه المقايضة وماسيتم في جينيف 2 وتنسفه من اساسه هو وكل من سيشارك في هذا المؤتمر، وتؤكد للعالم بأن الثورة السورية لم تأت من الخارج ولن تنته بأوامر من الخارج،

source: http://all4syria.info/Archive/101328