جورج صبرة: الكلمة الافتتاحية في مؤتمر المعارضة السورية في اسطنبول

Article  •  Publié sur Souria Houria le 29 mars 2012

إخوتي الكرام، أيها الأصدقاء،

يا أصحاب الحلم الجميل، يا شركاء الهم الثقيل،

يا أبناء شعب بطل اسمه الشعب السوري، طرز اسمه بأسماء الشهداء، ويصعد إلى النصر على هدي دمائهم.

يا أبناء بلاد لم تعد بحاجة إلى رسم الخرائط، لأن بابا عمرو أصبح أطلس الثورة.

أيها الموزعون على أربع أصقاع الأرض، وقلوبكم ترحل دوماً باتجاه الشام.

أيها المشغولون بتعداد حروف حمص، والإصغاء لأنين حماه. تهتفون بأهازيج حوران، وتلبسون عباءة دير الزور. تحصون الأقمار الجميلة التي تغيب كل يوم في جبل الزاوية، وتبتسمون لحكمة كفر نبل وطرافتها، وأنتم تنتظرون فصل الإثمار في دمشق وغوطتها.

أيها الأصدقاء: عليكم أن تطمئنوا لأنكم في صف الإنسان، ومع قضايا الحرية والكرامة والعدل.

من هنا يحق لكم أن تفخروا، وقد أعطتكم الثورة السورية هذا الحق.

ثورتنا عظيمة بكل المقاييس. وآلام شعبنا تفوق الوصف. وتضحيات أهلنا لا حدود لها. فمتى نرتقي إلى شيء من سويتها؟ ومتى يصبح حراكنا لائقاً بحراكهم؟ وهل يصعب كثيراً أن نكون كما يجب أن نكون؟

من لم يحرره هدير الثورة من عقد الذات وترسباتها، لن يدخل بوابة المستقبل، إنما يبقى قعيداً على عتبات الماضي. تعالوا نتحرر معاً ونساعد بعضنا في إنجاز ذلك. ليس من أجلنا بل من أجلها سوريا الثورة. شكراً للثوار الذين قالوا لنا: خلافاتكم لا تعنينا، فانظروا ماذا أنتم فاعلون؟ فهل نفعل؟!.

وحدة الهدف تجمعنا، وتصميم الإرادة الصلبة على إسقاط النظام رائدنا، واستمرار الثورة وإحراز النصر غايتنا، وتسليح الجيش الحر أمر لا محيد عنه لأنه مهمتنا. وإن لم تجمعنا هيئة تنظيمية واحدة فلنتمسك بالأهم الذي يجمعنا وهو وحدة الرؤيا والهدف. سوريا المستقبل.

وإذا كنا لا نستطيع أن نغير كثيراً في موازين القوى، وأن نؤثر بالشكل المطلوب لتفعيل المواقف والمواقع العربية والدولية لصالحنا، ألا نستطيع أن نفعل شيئاً في تغيير النهج والوسائل وأساليب العمل؟

ألا نقدر على اعتماد العمل المؤسساتي في البناء الذي طالما تم انتقادنا على أرضيته؟

وهل يستحيل علينا ترتيب بيتنا الداخلي، وتنقية علاقاتنا وطرق عملنا الاستنسابية والتوتر وردود الفعل إلى مزيد من العقلنة والفعل السياسي الراقي، بل المسؤولية الوطنية الخطيرة وليس الكبيرة فقط؟

المجلس الوطني السوري ليس لأحد، ليس لفرد أو حزب أو كتلة، هو لنا جميعاً، لسوريا التي أنهكها المخاض، وينتظر العالم موعد ولادة الحرية فيها. إنه مظلة الجميع وخيمتهم والقاعدة التي تؤسس عليها قوة المعارضة. وبالإخلاص والتواضع وتنظيم الاختلاف، يمكننا أن نصل إلى مكان واحد، ولو أتينا من اتجاهات مختلفة.

سوريا تنادينا فهل نستطيع ؟.. نعم نستطيع.

أيها السوريون: بلادكم صارت تحسب الوقت بأعداد الشهداء. فالساعة أربعة شهداء أو خمسة، واليوم مئة شهيد أو أكثر، والأسبوع يساوي ألف شهيد.

فهل يحق لنا أن نضيع مزيداً من الوقت؟

اسطنبول ٢٧ آذار ٢٠١٢