حصرياً (الغارديان): رسائل الأسد الإلكترونية تكشف تفاصيل عن حياته ضمن الدائرة المحيطة به

Article  •  Publié sur Souria Houria le 16 mars 2012

–   تظهر الرسائل أن بشار الأسد تلقى نصائح من إيران

–   سخر الرئيس من الإصلاحات التي وعد بها

–   زوجة الرئيس تنفق الآلاف على المجوهرات والمفروشات

تلقى بشار الأسد نصائح من إيران حول كيفية التعامل مع الانتفاضة ضد حكمه، جاء ذلك حسب ما ظهر عبر آلاف من الرسائل الإلكترونية المتداولة بين الرئيس السوري وزوجته. كما تم إخبار القائد السوري عن وجود صحفيين غربيين في منطقة بابا عمرو في مدينة حمص، وأمر “بتشديد القبضة الأمنية” على المدينة الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.

 وجاءت تلك التسريبات ضمن أكثر من 3,000 وثيقة والتي يقول عنها ناشطون إنها رسائل إلكترونية تم الحصول عليها من الحسابات الإلكترونية الخاصة بالأسد وزوجته أسماء.

 ويذكر أن تلك الرسائل التي حصلت عليها صحيفة الغارديان اُعترضت من قبل أعضاء من مجموعة المجلس الأعلى للثورة السورية المعارضة خلال الفترة الممتدة من شهر حزيران/ يونيو حتى شهر شباط/ فبراير الفائت.

وأظهرت تلك الوثائق التي ظهرت عشية الذكرى الأولى للانتفاضة، التي شهدت أكثر من 8,000 قتيل، صورة عن استمرار العائلة الأولى بالتمتع بحياة مترفة، وانعزالها بشكل واضح عن الأزمة المتفاقمة.

كما أظهرت الوثائق أن زوجة الرئيس، على ما يبدو، تقوم بإنفاق آلاف الدولارات عبر المواقع الإلكترونية مقابل حصولها على بضائع مصممة بشكل خاص، في حين يقوم الرئيس بتصفح المواقع الإلكترونية الخاصة بالتسلية مستخدماً جهازه الآي باد iPad، ويقوم بتحميل مقاطع موسيقية من الآي تيونز iTunes.

 وفي الوقت الذي يرى العالم بشكل مخيف عمليات القمع الوحشية ضد المحتجين في كافة أنحاء البلاد، وافتقار العديد من السوريين للمواد الغذائية ومعاناتهم من صعاب عديدة، تقوم السيدة الأسد بإنفاق أكثر من عشرة آلاف يورو على الشموع، والطاولات، والثريات التي تقوم بشرائها من باريس، كما طلبت من أحد مساعديها القيام بطلب مجموعة فونديو fondue (أدوات تستخدم لصنع الحلوى) من موقع الأمازون الإلكتروني.

وقد قامت صحيفة الغارديان ببذل جهود مضاعفة بهدف التأكد من صحة هذه الرسائل الإلكترونية من خلال تفحص محتواها ومقارنتها مع الحقائق الموجودة والاتصال مع عشر أفراد ظهرت مراسلاتهم في هذه المجموعة. وقد أثبتت تلك الفحوصات أن تلك الرسائل حقيقية، ولكن لم يكن من الممكن تفحصها جميعاً.

كما أظهرت تلك الرسائل الإلكترونية ما يلي:

–         قام الأسد بتأسيس شبكة من المساعدين الموثوقين، والذين يتواصلون معه بشكل مباشر من خلال عنوانه الإلكتروني “الخاص” متجاوزاً بذلك كلاً من أفراد نظامه القوي، وأجهزة الأمن في البلاد.

–         سخر الأسد من الإصلاحات التي وعد بها في محاولته لإخماد الانتفاضة، حيث أشار إلى “القوانين التافهة للأحزاب والانتخابات والإعلام”.

–         قامت ابنة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني هذا العام بتقديم النصح للسيد الأسد وزوجته بترك سوريا، واقترحت عليهما أن الدوحة بإمكانها تقديم منفى لهما.

–         قام الأسد بتجنب العقوبات الأمريكية واسعة النطاق ضده، من خلال استخدام فريق ثالث يمتلك عنواناً في الولايات المتحدة ليقوم بشراء المقاطع الموسيقية والتطبيقات من موقع أي تيونز   iTunesالتابع لشركة أبل Apple.

–         شركة “الشهبا” الموجودة في دبي، والمسجلة برخصة تجارية في لندن، اُستخدمت من قبل الحكومة السورية كقناة لتسيير الأعمال والمشتريات الخاصة بالسيدة الأولى في سوريا.

ويقول ناشطون بأنه تم تسريب تفاصيل اسم المستخدم وكلمة المرور التي يعتقد أنها تُستخدم من قبل الزوجين، وذلك بواسطة أحد المتعاونين في الدائرة المقربة للرئيس، حيث تستخدم هذه العناوين الإلكترونية نطاقاً يسمىalshahba.com وهو عبارة عن مجموعة شركات تُدار من قبل النظام. كما يذكر الناشطون بأن تلك التفاصيل التي حصلوا عليها سمحت لهم بالدخول بشكل مستمر إلى صندوق الوارد لكل من الزوجين إلى أن تم اكتشاف عمليات التسلل في شهر شباط/ فبراير.

وتظهر تلك الرسائل الإلكترونية كيف قام الأسد بتشكيل فريق من المعاونين لاستشارتهم فيما يخص الأمور الإعلامية، وكيفية مواجهة الانتقادات العالمية المتزايدة لمحاولات نظامه قمع الانتفاضة، والتي يُعتقد أنها أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 10,000 شخص.

كما ذكر الناشطون بأنهم تمكنوا من مراقبة الرسائل الواردة إلى الأسد وزوجته على الواقع شهور عدة، حيث يدعون أنهم تمكنوا من استخدام المعلومات فور ورودها لتحذير أصدقائهم في دمشق من تحركات النظام المحتملة ضدهم.

 وقد استمر دخولهم إلى البريد الإلكتروني حتى تاريخ السابع من شباط/ فبراير، إلى أن وصل إلى البريد الوارد الذي يُعتقد أنه يُستخدم من قبل الأسد رسالة تهديد إلكترونية، بعدما كُشف الحساب الإلكتروني من قبل مجموعة مجهولة قامت بشكل منفصل بقرصنة عدد من المواقع الإلكترونية للحكومة السورية، حيث تم إيقاف جميع الرسائل الصادرة والواردة على العنوانين الإلكترونيين في اليوم نفسه.

كما تظهر تلك الرسائل الإلكترونية أن الأسد تلقى نصيحة من إيران أو من وكلائها في مناسبات عديدة خلال الأزمة، حيث قام مستشاره الإعلامي بتحضير قائمة طويلة من الأفكار بمناسبة الكلمة التي ألقاها الرئيس في شهر كانون الأول/ ديسمبر، وذُكر أن تلك النصيحة كانت بناء على “مشاورات تمت مع عدد لا بأس به من الشعب، بالإضافة إلى المستشارين الإعلاميين والسياسيين للسفير الإيراني”.

وحملت المذكرة التي وُجهت إلى الأسد نصائح باستخدام لغة “القوة والعنف” وإظهار التقدير للدعم الذي يتلقاه من “أصدقاء النظام”. كما نصحت بأن على النظام أن يقوم “بتسريب معلومات أكثر عن قدرات الجيش” بهدف إقناع الرأي العام بأنهم قد يواجهون تحدياً عسكرياً.

كما تلقى الرئيس كذلك نصيحة من حسين مرتضى، وهو رجل أعمال لبناني ذو تأثير كبير وعلى علاقة وثيقة بإيران. ففي شهر كانون الأول/ ديسمبر، حثّ مرتضى الأسد على التوقف عن إلقاء اللوم على القاعدة حينما حدث تفجير ثنائي لسيارات مفخخة في العاصمة دمشق، والذي حدثت قبل يوم من وصول بعثة المراقبين العرب التابعة للجامعة العربية إلى البلاد، وذكر له بأنه كان على اتصال مع إيران وحزب الله في لبنان والذين شاركاه وجهة النظر ذاتها.

فقد كتب مرتضى إلى الأسد بعد فترة قصيرة من التفجيرات بأنه “ليس من مصلحتنا أن نقول بأن تنظيم القاعدة يقف وراء هذه العملية، لأن هذا الادعاء من شأنه “إعطاء الذريعة” للإدارة الأمريكية والمعارضة السورية”.

كما أضاف “لقد تلقيت عدة اتصالات من إيران وحزب الله بصفتي مديراً للعديد من القنوات الإيرانية واللبنانية، وقد طلبوا مني إخبارك عدم ذكر بأن القاعدة هي التي تقف وراء تلك العمليات، إن ذلك يعتبر خطأ إعلامياً فادحاً”.

في رسالة بريدية أخرى نصح مرتضى الرئيس بأن على النظام فرض سيطرته على الساحات العامة بين الساعة الثالثة ظهراً والتاسعة مساءاً لمنع مجموعات المعارضين من التجمع هناك.

 كما أن إيران وحزب الله متهمتان بتوفير الدعم على أرض الواقع دعماً للحملة الأمنية، بما في ذلك إرسال جنود للقتال إلى جانب النظام وخبراء فنيين للمساعدة في تحديد الناشطين باستخدام شبكة الإنترنت. وكل من إيران وحزب الله ينفان أن يكونا قد قدما أي شيء أكثر من الدعم المعنوي.

من بين آخرين تواصلوا مع حساب الرئيس كان خالد الأحمد، الذي تم تكليفه بتقديم النصيحة حول حمص وإدلب. في تشرين الثاني/ نوفمبر كتب أحمد يحث الأسد على تشديد القبضة الأمنية للبدء في عملية استعادة سيطرة الدولة وسلطتها في إدلب وريف حماه.

 كما أطلع الأسد بأنه أُخبر بدخول المراسلين الأوروبيين “المنطقة عبر الحدود اللبنانية بصورة غير شرعية”. في رسالة إلكترونية أخرى حذر الأسد من أن “مصدراً موثوقاً قابل زعماء مجموعات من بابا عمرو اليوم، وقال بأن هناك شحنة كبيرة من الأسلحة قادمة من ليبيا ستصل إلى شواطئ أحد البلدان المجاورة في غضون ثلاثة أيام ليتم تهريبها إلى سوريا لاحقاً.”

توفر هذه الرسائل الإلكترونية فرصة نادرة للإطلاع على ما يجول في خاطر الرئيس السوري المعزول والذي يترنح على ما يبدو بين رثاء الذات وبين التحدي والسخرية حيث تظهر المراسلات أنه تبادل مقاطع فيديو مسلية مع زوجته ومساعديه. في أحد المرات قام بإرسال رابط لمقطع يوتيوب لأحد مساعديه يصور إعادة حصار حمص باستخدام الألعاب والبسكويت. كما يبدو أن زوجته قد حافظت خلال العام الماضي على التواصل الدوري مع ابنة قطر ميساء آل ثاني، ولكن يبدو أن العلاقات وصلت إلى مرحلة الفتور في بداية هذا العام عندما اقترحت قطر تنحي القيادة السورية.

“يعتبر والدي الرئيس بشار الأسد كصديق، على الرغم من التوتر الحالي- كان يقدم له النصيحة دائماً”، كتبت الأميرة ميساء في 11 كانون الأول/ ديسمبر”لقد ضاعت الفرصة لإحداث تنمية وتغيير حقيقي منذ وقت طويل، ومع ذلك فإن الفرص تتوالى وأتمنى أن لا يكون الوقت قد فات على إعادة التفكير فيما يجري والخروج من حالة النكران”.

وتبدو الرسالة الثانية في 30 كانون الثاني/ يناير أكثر صراحة، وتتضمن عرضاً ضمنياً باللجوء “بُعَيد التطورات الأخيرة في سوريا… وبكل صدق- وبالنظر إلى صيرورة التاريخ وإلى تصاعد الأحداث مؤخراً فقد شاهدنا نتيجتين- قادة تنازلوا عن الحكم وطلبوا لجوءً سياسياً أو قادة قُتلوا بشكل عنيف. وأعتقد أنها فرصة جيدة للمغادرة ولإعادة بناء حياة طبيعية”.

“أدعو الله أن تقنعي الرئيس بأن يستفيد من هذه الفرصة للخروج ولتفادي أي اتهامات. المنطقة بحاجة إلى الاستقرار، ولكن ليس أكثر من الحاجة إلى راحة البال، وأنا متأكدة أن لديكم الكثير من الأماكن للجوء إليها بما في ذلك الدوحة”.

إن الخط المباشر لرفع التقارير إلى الأسد، وبمعزل عن الدولة الأمنية والجيش والمخابرات، هو من منجزات الأسد الأب والذي حكم سوريا لثلاثة عقود حتى وفاته في العام 2000 مبشراً الابن الشاب (36 عاماً) بالسلطة من بعده. عُرف عن الأسد الأب أنه أوجد خطوطاً متعددة للحصول على تقارير من رؤساء الأجهزة الأمنية ومن المساعدين المقربين مما يفوت الفرصة على أي جهاز من أن يتحول إلى قوة تشكل تهديداً له.

ويبدو أن ابنه قد أظهر التصرفات نفسها خلال عقد من حكمه. فالانتفاضة ضد عقد من حكمه، والتي مضى عليها أكثر من عام، تبدو متعثرة هذا الأسبوع بينما استعادت قواته السيطرة على مدينة إدلب في الشمال.

يحصل الأسد على كثير من النصائح بخصوص التعامل مع الإعلام من امرأتين سوريتين درستا في الولايات المتحدة وهما شهرزاد جعفري وهديل العال، وهما تنبهان الأسد والذي يستخدم الحساب sam@alshahba على أهمية دور شبكات التواصل وخصوصاً المشاركة بالنقاشات عبر الإنترنت. وعند نقطة معينة تفتخر السيدة الجعفري بأنها قد أوقعت قناة الـ(سي إن إن) من خلال حساب حركي أنشأته للترويج للنظام السوري. كما تعرض الرسائل الإلكترونية كيف أن الفريق الإعلامي أقنع إدارة تويتر على إغلاق حسابات تزعم أنها تمثل النظام السوري.

بعد عدة أسابيع من التكهنات والشكوك حول الحساب الإلكتروني sam@alshahba  في شهر شباط/ فبراير قامت محطة تلفزيونية سورية جديدة تابعة للنظام ببث خبر على جزأين ينكر أن يكون الأسد قد استخدم هذا الحساب.

فيما يدعي نشطاء معارضون أن هذه الخطوة هي محاولة استباقية لتشويه أي تسريبات من هذه الرسائل الإلكترونية.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وقع أمراً تنفيذياً أواخر شهر أيار/ مايو الماضي يقضي بفرض عقوبات على الأسد وعلى مسؤولين آخرين في حكومته.

بالإضافة إلى تجميد أصولهم في الولايات المتحدة، ينص القرار على منع المواطنين الأمريكيين من التعامل معهم. كما قام الإتحاد الأوربي باتخاذ الإجراءات نفسها ضد الأسد السنة الماضية. تشمل العقوبات حظراً للسفر على الرئيس السوري إلى بلدان الإتحاد الأوربي وتشمل أيضاً حظراً على صادرات السلاح إلى سوريا.

15 مارس 2012 by المترجمون السوريون الأحرار
http://freesyriantranslators.net/2012/03/15/%D8%AD%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1/