حماة صانعة التاريخ ومسقطة الأقنعة – *إياد

Article  •  Publié sur Souria Houria le 12 août 2011

قالوا إنّ من شرّ البليّة ما يضحك ولا أدري أأضحك أم أبكي؟
مرّت أسابيع طويلة وحماة تنعم بالأمان وأهلها ينزلون كلّ يوم وكلّ جمعة بعشرات ومئات الآلاف، ينادون بسقوط النظام ويغنون « ارحل يا بشّار ». ولكن ما تراه أعيننا ما هو إلا سحر وهلوسة، فهذه المظاهرات السلمية يختبئ خلفها وحوش دموية تكاد أن تنتشر في كلّ أنحاء سوريّا لتعيث فيها الفساد، فكان لابدّ لطبيب العيون المستأسد بشبّيحته والذي يرى ما لا نرى، أن يرسل جنوده ليُزيل السحر ويُعيد أمن العبيد.
دخل جنود المستأسد فقتلوا ونهبوا ليُبطلوا سحر العصابات المندسة، ثمّ خرجوا خروج الفاتحين، يتباهون كالطواويس فوق دبّاباتهم بالنصر الذي حقّقوه. نعم إنّه لنصر كبير، فالعدوّ كان شديد الخطر عظيم القوة كما أكّده أحد الأبطال الشبّيحيّين، حيث صرّح هذا القائد بأنّ « المجموعات المسلحة كانت تستخدم أسلحة ثقيلة ومتطورة أكثر من أسلحة الجيش السوري »، نافياً في الوقت نفسه « أن تكون القوات السورية استخدمت أسلحة ثقيلة في مدينة حماة بل اقتصرت على أسلحة خفيفة ».
يا سامعين الصوت، هل تقرؤون ما أقرأ؟ العصابات المندسة في حماة كانت تستخدم أسلحة ثقيلة ومتطورة أكثر من أسلحة الجيش السوري؟! أما رأيتم الدبابات السورية تتطاير، أما رأيتم الصواريخ عابرة القارات تُوَجّه إلى الجنود حاملي الأسلحة الخفيفة، أما رأيتم الأقمار الصناعية القاتلة تستخدم أشعة اللازر القاتلة لتذيب الشبّيحة وتحوّلهم إلى أشباحٍ حقيقية، أما رأيتم الغواصات النووية في نهر العاصي، أما رأيتم، أما رأيتم؟؟؟
أسلحة خرجت من تحت الأرض أو هبطت من الفضاء، والدولة الشبّيحية غافلة لطيبة قلبها وحسن نيّتها، فلا عندها مخابرات ولا عملاء ولا سجون ولا معتقلون. ولكن جيشنا البطل بتوجيه الشبّيح الأعظم عرف كيف يواجه هذه الأسلحة التي ليس لها مثيل ويدمّرها تدميراً. ويا ليته احتفظ ببعضها كي نراها وندرسها ونتعلّم تقنيتها العالية، ثم نعرضها في متاحفنا لجلب السيّاح.
بعد هذا النجاح العظيم، فإن هذا الجيش سوف يتوجّه لتحرير الجولان ثم القدس، فمن هزم أسلحة عصابات حماة خارقة التطوّر، سوف يقهر بسهولة أسلحة الصهاينة التي يتدرب لمواجهتها منذ أكثر من أربعين سنة، ولكنّه ينتظر لحظة الردّ المناسب في الوقت المناسب. أليس هذا ما كانوا يقولونه لنا؟
صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال « إذا لم تستح فافعل ما شئت »، ولكنّ ربّ العزّة وجبّار السموات والأرض يسمع ويرى وهو يُمْهِل ولا يُهْمِل، ولينصرنّ شعب الشآم بصبرهم وثباتهم ولو كره المستأسدون وشبّيحتهم.
* ناشط سوري
11/08/2011