خارطة طريق للثورة السورية لندعم رؤية لجان التنسيق المحلية – بشار العيسى

Article  •  Publié sur Souria Houria le 15 juin 2011

 خاص لسوريا حرية
بشار العيسى 

مع نشر لجان ـ التنسيق ـ المحلية ـ في سوري لرؤيتها لمستقبل سوريا السياسي يغدو الامر اكثر وضوحا وشفافية لمن يريد دعم الثورة بغير التيه في معابر الانشطارات الوطنية والتكتلات السياسية  او الحزبية او الشخصية، حول وعلى ومن باب الاجتهاد المشروع، لقد حضر الماء وبطل التيمم، إذ اثبتت قوى الثورة الميدانية مرة ثانية، وربما ثالثة، انهم في مستوى المسؤولية والحمل ووضوح الرؤية والهدف.

انتهت ايام استانبول واعطى مؤتمر انطاليا ما اعطى، وقال اهل بروكسيل كلمتهم. حانت ساعة الحقيقة في ان يلتف السوريون بمشاربهم، من حول رؤية واحدة بهدف مشترك واضح لا لبس فيه ولا متاهات يتقدمون به من العالم الخارجي ومن شعبهم بقوة الوحدة الوطنية واصرار الثورة بهدف التغيير ووقف حمام الدم بإرغام السلطة على القبول والتنحي سلما.

لقد نطق اهل الحوار والمراهنة مع السلطة، عربا وكردا، مثقفين وسياسيين، بخيبة املهم في سلطة بشار الاسد وحزبه واسرته، وما استمرار الجرائم التي تتوالي ساعة بعد ساعة والفجور الاعلامي السلطوي بالكذب والتضليل والفتنة الا الدليل الساطع على ان الرهان على هذه السلطة ليس اكثر من حماقة وعماء سياسيا ونقصا عقليا وقصر نظر، ففاقد الشيء لا يعطيه فضلا عن ان شهوة القتل والابتزاز والخداع والرشوة لا تفارق عقول طغمة غدا الامر معها مرضا لا شفاء منه  ينتج كل يوم مزيدا من البطش والقهر.

تصلح رؤية اللجان التنسيقية المحلية، لنا جميعا، خارطة واضحة المعالم من هنا الى هناك، لكل وطني يؤمن بسوريا استمرار وانتصار الثورة، وسوريا المستقبل، سوريا الوطن، سوريا الوحدة الوطنية، سوريا الثورة السلمية والقطع مع الاستبداد والنظام الشمولي في اي صيغة اتى وتحت اي مبرر تحجج، حان وقت تسليم السلطة الى تغيير سلمي ينهي الاستبداد ولا يجمّله او يطيل بعمره فلقد فشلت كل المحاولات لمده بقارب نجاة .

تقوم خارطة الطريق للجان على مشترك عام لا يختلف من حوله اغلب السوريين وهي:

وقف القتل والعنف واستهداف المظاهرات من قبل أجهزة الامن والميليشيات والشبيحة المرتبطين بهم. 

الافراج الفوري عن المعتقلين جميعا، القدامى والجدد، ووقف الاعتقال والملاحقة بحق ناشطي الثورة والمعارضة.

وقف التجييش الاعلامي ضد المتظاهرين والسماح لوسائل الاعلام العربية والدولية بدخول البلاد للاطلاع على الحقيقة على الارض.

إن الثورة ستستمر، ولن يتوقف التظاهر السلمي ودون ترخيص مسبق، لأنه سلاح الشعب للدفاع عن حقوقه.

ثانيا: نؤيد فكرة الدعوة إلى مؤتمر وطني له موضوع واحد، هو التحول نحو نظام ديمقراطي تعددي، قائم على الحريات العامة والمساواة الحقوقية والسياسية بين السوريين، يشارك في المؤتمر سياسيون من قبل النظام ممن لم تتلوث أيديهم مباشرة بدماء السوريين ولا بسرقة أموالهم ويشارك فيه ممثلون عن المعارضة في الداخل والخارج، وممثلون لناشطي الثورة الميدانيين وغير الميدانيين ويراقبه اعلام مستقل وممثلو المجتمع المدني في العالم.

« مهمة المؤتمر هي ضمان تنحٍ سلمي وآمن للنظام القائم، وذلك بغرض تجنيب البلد مخاطر الانهيار العنيف. وهي أيضا التأسيس التوافقي لنظام جديد قائم على الحرية والمساواة وحكم القانون، يقطع الطريق على احتمالات الفوضى والأعمال الانتقامية ». »

تهدف الرؤى العامة للجان التنسيق بغير الدخول في متاهات التفاصيل التي يترك امرها للجنة الصياغة والدستور ومبادئ المصالحة الوطنية ورد المظالم وقيم الجمهورية وحقوق وتنوع الجماعات المكونة المجتمع السوري بغير اكراه او استبداد او استئثار، مبادئ ينطق بها وجدان السوريين جميعا ولا تغفو عنها العهود والمواثيق الدولية ولوائح حقوق الانسان ورياح التغيير الشعبية التي تلف فضاءات البحر المتوسط وجهاته »

بتثبيت مبدأ الجمهورية السورية دولة عصرية، لكل المواطنين على اساس المساواة بالقانون بين السوريين شعبا متحدا، يتساوون افرادا وجماعات في الحقوق والواجبات في دولة مدنية حديثة ينتفى فيها الاستثناء والاكراه والغلبة.

ان التغير السلمي المنشود يؤمن عدالة انتقالية تقوم على ان لا ثأر ولا انتقام بل المحاسبة الشاملة تحت سقف القانون بشفافية التسامح وغياب الحصانات الاستثنائية التي تتنافى والقانون والمساواة والعدل.

لنعمل معا ، جميعا على دعم الرؤية الواقعية السياسية هذه من اجل رفد انتصار الثورة بوحدة وطنية شاملة وتضحية بالرؤى الذاتية مع من يضحون بدمائهم وارواحهم.

شخصيا ادعو كل من اعمل معه وكل من اتفق معه الى رفد الرؤية هذه والوقوف معها ( حتى ولو كانت له ملاحظات في هذه الجزئية او تلك، فالثورة كل شامل جامع وليست جزيئات زجاج متناثر) لدعمها والانطلاق بها الى التنفيذ العملي خارطة للطريق وآلية لإنجاز مهمة الثورة بالانتصار لها لتنتصر.

بشار العيسى