رسالة إلى صديقى المدافع عن الأسد – عماد الدين حسين

Article  •  Publié sur Souria Houria le 2 août 2011

 قبل أسابيع وقع مجموعة من المفكرين والسياسيين والكتاب المصريين بيانا للتضامن مع الشعب السورى ضد المجزرة التى يتعرض لها على يد نظامه الباطش

كان لى الشرف أن أكون واحدا من الموقعين، قبلها كتبت مقالا بعنوان «جزار سوريا»، وخلاصته أن اسرائيل هى المستفيد الأكبر من نظام بشار الأسد وأمثاله

بعد هذا البيان فوجئت بصديق قديم يعيش خارج مصر يبعث لى برسالة إلكترونية يبدى فيها صدمته عندما رأى اسمى ــ وأنا القومى العروبى ــ فى بيان ضد النظام السورى، الذى لا يزال صديقى يعتبره مقاوما ويتعرض لمؤامرة أمريكية ــ إسرائيلية ــ سعودية ــ لبنانية قاعدية

والحقيقة أننى لا أجد ما أقنع به صديقى سوى دماء نحو ألفى مواطن سورى برىء تم قتلهم بدم بارد لأنهم خرجوا ليقولوا لا وآخرهم أكثر من 145 شخصا، الأحد الماضى فى حماة وحدها. هو نظام دموى يغتال الأطفال والشيوخ ولا يسمح لمن هو أقل من خمسين عاما بالذهاب إلى المساجد فى درعا، مثلما يفعل الاحتلال الصهيونى فى المسجد الأقصى

الإعلام الرسمى السورى الذى لا يختلف كثيرا عن الإعلام السوفييتى فى الخمسينيات يكرر نفس المصطلحات عن وجود عصابات مسلحة مجهولة لقتل الجنود والمواطنين

هذا النظام السورى يستنسخ نفس الأخطاء ويكررها دون إبداع أو تغيير وهو أمر لصيق بكل النظم الديكتاتورية

المؤامرة لا توجد إلا فى أذهان النظام ومؤيديه، ثم إنه عندما تخرج كل درعا أو معظم حماة أو غالبية دير الزور والبوكمال، فيصعب تصديق أن كل الشعب صار من البلطجية والشبيحة وأنصار إسرائيل وأمريكا

لأنه عندما يخرج كل الشعب على القانون ويتحدى النظام فعلى الأخير أن يدرك أن شرعيته قد سقطت والمسألة صارت مجرد وقت فقط

إذا كان النظام السورى واثقا فى نفسه فلماذا يرفض دخول الإعلام المستقل والمحايد والأجنبى لكى ينقل الصورة الحقيقية؟

لماذا لا نعرف ما يحدث فى الداخل إلا عبر صور الموبايل المهزوزة أو عبر الاتصالات الشعبية المسروقة خلسة من وراء ظهر اجهزة النظام

لماذا لم يخرج بشار منذ اندلاع الاحتجاجات ليدعو إلى انتخابات نزيهة وتعددية؟

ما ذنب الشعب السورى البطل أن ثورته لقيت تأييدا من معارض خائن أو دولة عدوة أو رئيس أجنبى؟

هل عندما يدين أوباما القتل العشوائى فمعنى ذلك أن الثورة ممولة أمريكيا.. وهل عندما يتحدث نتنياهو أو بيريز أو غيرهما من الصهاينة بكلام سمج عن تعاطفهم مع الشعب السورى، فإن على الثائرين أن يعودوا لمنازلهم ويعتذروا للأسد؟

كل هذا «البله» سمعناه فى مصر أثناء الثورة ولا يزال البعض يردده حتى الآن؟

لا يضير أى شعب أن يؤيد ثورته شعب آخر أو رئيس آخر حتى لو كانوا من الاعداء

القضية أو مربط الفرس هو: هل نظام بشار الأسد ديمقراطى أم لا، هل يقبله الشعب أم لا؟

ليس مهما ما يرفعه النظام من شعارات كبرى عن الحرية ومقاومة الاستعمار.. المهم ما يفعله على الأرض مع شعبه

كل الذين يدافعون عن نظام الأسد، لم يسألوا أنفسهم أبدا ماذا يريد الشعب، وهل من حقه أن يختار حكامه أم لا؟

أيها الشعب السورى العظيم: أنتم تعيشون أصعب أيامكم، لكن حلمهم يقترب من التحقيق، دماء الشهداء لن تذهب هباء، وكل السفاحين المجرمين والسفاحين والقتلة سيقفون فى يوم قريب داخل قفص فى أكاديمية الشرطة السورية أوأى مكان آخر

الشروق – ٢ آب ٢٠١١

http://www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx?id=516552