سلام الكواكبي لـ (كلنا شركاء) : ليس من العقلاني أن نترك التفكير بمستقبل سوريا

Article  •  Publié sur Souria Houria le 2 juillet 2017

POSTED ON 2017/06/07

وليد غانم: كلنا شركاء

أفرد مؤتمر الشبكة الأوروبية لمراكز الأبحاث “اوروميسكو” في برشلونة الذي عقد الأسبوع الماضي، جلسة خاصة عن سوريا، لمناقشة أبرز التطورات الجارية، ومستقبل الأوضاع الاجتماعية والسياسة والاقتصادية فيها، ويشارك في المؤتمر السنوي باحثون من مختلف دول العالم.

الباحث والكاتب السوري سلام الكواكبي شارك في المؤتمر، وساهم في النقاشات التي جرت حول كتاب مستقبل سوريا، وللتعرف أكثر على مجريات المؤتمر، ولاسيما الجلسة الخاصة بسوريا، أجرت معه “كلنا شركاء” هذا الحوار:

شاركتم في مؤتمر الأوروميسكو هذا العام، هل لكم أن تحدثونا عن المؤتمر، وما هي طبيعة أعماله ومن شارك به؟

المؤتمر السنوي لشبكة الاوروميسكو يُعقد بحضور أعضاء الشبكة وهم أكثر من 120 مؤسسة بحثية في منطقة المتوسط. وهو يتعرض لأهم قضايا المنطقة كما يتم من خلاله عرض أعمال المؤسسات العضوة والتي تتشارك أحيانا فيما بينها لإنجاز مشروع بحثي محدد. وفي هذا الإطار، جرى عرض ما نشرته الشبكة من كتاب حول مستقبل سوريا والذي سبقه عقد عدة لقاءات لبحث الأوراق المشاركة فيه وهي تتمحور حول التعديلات الدستورية والمؤسساتية المناسبة لمستقبل البلاد. كما يضم الكتاب بحثاً عن أنجح السبل لإصلاح وإعادة هيكلة القطاع الأمني، إضافة الى محور يتعلق بإعادة البناء المادي.

ما طبيعة مشاركتكم في المؤتمر، هل قدمتم بحثاً أو ورقة عمل، وما هو موضوعها؟

كان البحث الذي شاركت به في هذا الكتاب، حول المصالحات ومسألة الأقليات في سوريا. وقد كان العرض الذي أسهمت به متمحوراً حول مشاركتي في الكتاب.

والجلسة التي تمحورت حول مسألة المصالحة وقضية الأقليات، حاولت من خلالها تفكيك المفهوم المستخدم مراراً وتكراراً في الحديث عن الشأن السوري. ولقد أضفيت على هذا المفهوم البعد السياسي اللازم من خلال شرح معنى ان تكون غير كامل المواطنة وفي ظل انعدام وجود عقد اجتماعي ناظم للعلاقات وغياب السياسات العامة في إدارة مسألة التنوع. وأخيراً، تم التطرّق الى مسألة الهوية الوطنية التي نسعى اليها بعيداً عن الانتماءات ما قبل الوطنية.

ما هي أبرز المحاور أو الجلسات التي ناقشها المؤتمر، وهل توجد مؤسسات سورية غيركم شاركت فيه؟

الحضور علمي وخبراتي بحيث يوجد عدد كبير من الأكاديميين كما الخبراء المعنيين بمواضيع الساعة في المتوسط. ومن السوريين لم يكن هناك حضور فلا يوجد مؤسسة بحثية سورية عضوة بهذه الشبكة للأسف وهذا مرتبط بحالة البحث العلمي المتدنية في سوريا سابقاً، وبهذه المناسبة، أشجع المراكز الجديدة المتحررة من التسلطية بأن تترشح لعضوية الشبكة.

هل يستند المؤتمر الى مقررات مؤتمرات سابقة، عقدت في برشلونة أو غيرها، وخصوصاً أنه عقد في بروكسل مؤخراً في نيسان الماضي مؤتمرٌ عن مستقبل سوريا؟

لا علاقة لهذا اللقاء بسواه، وخصوصاً أنها جلسة تتعلق بالشأن السوري من ضمن عدة جلسات تعرضت الى مواضيع متنوعة من الإرهاب الى اللجوء الى الهجرة الى العلاقات الاقتصادية في المتوسط ..الخ. وجود جلسة حول سوريا كان هاماً وحظت باهتمام واسع وحضرها العدد الأكبر من المشاركين، وتميز النقاش الذي تلاها بحرارة وثراء في الآراء وفي التحليلات.

هناك انتقادات كثيرة لعقد مثل هذه المؤتمرات التي تتعرض لمستقبل سوريا او إعادة إعمار سوريا، وسط سيل الدماء الذي مازال يتدفق فيها، ماذا نستطيع أن نوضّح لأصحاب تلك الانتقادات؟

جلسة في مؤتمر ليس أكثر، ولكنني لا أرى أيّ مبرر لانتقاد حتى مؤتمراً مخصصا لهذه المسألة، فمن الأجدى بأن ينهمك كل صاحب اختصاص باختصاصه. فمن اللاعقلاني ان نطلب من باحث في العلوم الإنسانية بأن يتنطح الى الحديث بالمعركة الحربية من جانبها التقني أو أن يصمت. وليس من العقلاني أيضا أن نترك التفكير بمستقبل سوريا الذي سينبثق عاجلاً أم آجلاً لمجموعات بحثية أجنبية ونترفّع عن الخوض به تحججاً بأن الوقت لم يحن.