سمير العيطة – نص الرسالة التي أرسلتها البارحة إلى هيئة الحوار الوطني

Article  •  Publié sur Souria Houria le 11 juillet 2011

السيد فاروق الشرع المحترم
نائب رئيس الجمهورية ورئيس هيئة الحوار الوطني
السادة أعضاء هيئة الحوار 

تحية خالصة وبعد

شكراً لدعوتكم لحضور اللقاء التشاوري في 10-11 تموز 2011. 

أنتم تعرفون أنّني كنت من أوّل المدركين لأهمية الحوار من أجل الخروج بسورية من المأزق الحالي والمساعدة على الانتقال بالبلاد إلى برّ الأمان. وقد ساهمت مع الأستاذ إبراهيم دراجي بحوار مباشر على التلفزة في 13 حزيران الماضي، طرحت به بعض النقاط الأساسية. كان هذا الحوار شفافاً وكان أثره إيجابياً للمساهمة في تخفيف الاحتقان في وقتها. 

جرت بعدها عدّة اتصالات هاتفية من عضوين في هيئتكم الموقّرة، السيدين حنين نمر ومنير الحمش، حيث وضّحا من طرفهما الأهداف والآليات المعتمدة للقاء التشاوري، وبيّنت وجهة نظري في هذه الأهداف والآليات. وكنت قد أشرت إلى ضرورة الفصل أوّلاً بين مهمّة هيئة الحوار وبين مضمون الحوار، ومراعاة الدقّة في ذلك. فما فهمته هو أنّ مهمّة الهيئة تقتصر على المساعدة في تحديد شروط الحوار، وأطرافه، وآلياته، دون الدخول في تفاصيل المضمون. كما اقترحت ما اعتبره خطوات عمليّة لبناء الثقة بين الأطراف للبدء بإرساء مناخ ملائم للحوار. 

ومع تقديري لجهودكم في الدعوة للقاء التشاوري، إلاّ أنّه برأيي لا يحتوي الآليات الكفيلة للخروج من المأزق، خاصّة أنّ الأيام الحالية التي تسبقه تتميّز بتفاقم قمع الحراك الشعبي، الأمر الذي لا يرسي مناخاً مشجّعاً للحوار، ويعطي الانطباع أنّ هناك في السلطة من لا يريد لهذا الحوار أن يتمّ. 

أعتذر إذاً عن عدم حضور اللقاء التشاوري.

وجهة نظري في الأحداث الحالية في سورية وفي المأزق التي وصلت إليه، حدّدتها خاصّة في محاضرة ألقيتها في 23 حزيران الماضي (مرفق نصّها)، وقبل ذلك في بيان « الوطن في خطر » الذي ساهمت في صياغته ووقعت عليه. إنّ الأمر ليس خلافاً بين موالاة ومعارضة، بل بين حراك شعبي وسلطة، والمطلوب هو توافق كلّ الوطنيين الشرفاء الذين يهمّهم مصير الوطن، والذين ينبذون الأحقاد والتفرقة والعنف والتدخلات الأجنبية، للعمل على إرساء آلية تحوّل تمكّن من الوصول إلى برّ الآمان. 

إنّني أعي جيّداً أنّ الزمن الاجتماعي أسرع وتيرة من الزمن السياسي، وأن هناك مخاطر تدخلات خارجية، كما أنّ هناك أطرافاً تسعى لإعاقة جهود التحوّل الآمن الذي يحفظ المواطنين والوطن. 

الوضع اليوم في سورية استثنائي. فمن جهة، كانت هناك في السنوات الماضية خروقات كثيرة لروح ونص الدستور القائم؛ ومن جهة أخرى، أبدى الشعب السوري بأغلبيته الساحقة، وهو مصدر التشريع، أنّه يريد تعديل هذا الدستور وأسس النظام القائم، سواء الذين ينادون بالتغيير أو الذين يطالبون بالإصلاح. بالتالي تتطلّب المرحلة القادمة، قانونيّاً وبحكم الحراك الشعبي، شروطاً ومناخاً ملائمين، كما تتطلّب آلية تحوّل خاصّة لوضع أسس سورية الغد.

أنا مستعدّ دوماً لخدمة الوطن، والمساهمة في تحديد الخطوات اللازمة لإرساء الشروط والمناخ المطلوب للخروج بوطننا إلى برّ الأمان، والمساهمة في وضع تصوّر لآليات التحوّل الضرورية. وأنا سآتي إلى دمشق في مرحلة لاحقة لإبداء وجهة نظري، سواء في شكل الحوار أم في مضمونه. 

دمتم ودامت سورية حرّة سيّدة مستقلّة عربيّة، منيعة على أعدائها، وطناً لجميع مواطنيها وحصناً ومثالاً لكلّ العرب. 

سمير العيطة

مواطن سوري 

Source : Facebook
Date : 7/7/2011