سوريا، الثورة، وذرائع السفهاء – زياد ماجد

Article  •  Publié sur Souria Houria le 22 mars 2012
مرّت سنة على الثورة السورية المطالبة بالحرية والكرامة ورحيل عائلة الأسد من السلطة. سنة كاملة. أكثر من عشرة آلاف قتيل ومئة ألف جريح، وأكثر من 40 ألف لاجئ الى تركيا ولبنان والأردن، وحوالي المئة وخمسين ألف مواطن تعرّضوا للتوقيف يبقى منهم على الدوام عشرون ألفاً قيد الاعتقال. كل هذا إضافة الى الأضرار في الممتلكات والبنى التحتية وعمليّات التدمير الممنهج لمناطق عديدة. نادية عيساوي وزياد ماجد
وقد صدرت عشرات التقارير عن منظمات دولية لحقوق الانسان، هيومان رايتس ووتش، وآمنستي، ولجنة حقوق الانسان في الأمم المتّحدة وأطبّاء بلا حدود وغيرها، تتحدّث عن حالات موثّقة وعن شهادات لضحايا، كما صُوّرت أفلام ومقابلات مع أطبّاء وناشطين ومع جنود منشقّين، تؤكّد جميعها أن فظائع وانتهاكات تجري في سوريا، وهي تصل الى مصاف الجرائم ضد الإنسانية.
وعلى الصعيد الميداني، استمرّت المظاهرات وارتفع عددها ليتخطّى بالمعدّل ال600 مظاهرة كل يوم جمعة. واتّسعت رقعة التظاهر في دمشق وحلب، وامتدّت منذ أسابيع الى الرّقة والحسكة في شمال شرق البلاد. وبموازاة ذلك، ازدادت حركة الانشقاقات من الجيش، وازداد التحاق المتطوّعين بما يُسمى « الجيش السوري الحر »، فتضاعفت بالتالي العمليّات العسكرية والمواجهات بين هذا الجيش وبين القوات الموالية للنظام، في ريف دمشق، كما في درعا وفي حمص وإدلب ودير الزور.
ولم تُفلح أي وساطة أو مبادرة حتى الآن في الوصول الى حل أو تسوية، ولو على الطريقة اليمنية التي حُكي عنها (نقل السلطة والصلاحيات الى نائب الرئيس أو الى مجلس عسكري يقود المرحلة الانتقالية ريثما تُجرى الانتخابات وتتشكّل سلطة جديدة). ويُقال اليوم إن مباحثات قد تجري بين دول غربية وروسيا، وإن تركيا (ودول مجلس التعاون الخليجي) تُعدّ لاجتماع مشترك في أنقرة في مطلع أبريل المقبل للبحث في قرارات، أسمتها القيادة التركية ب »مبادرة الفرصة الأخيرة ».
بالتالي، يستمر الوضع في سوريا على حاله من التأزّم وسط انقسامات وارتباكات في القرارات والمقاربات الدولية والاقليمية تجاهه، يحاول النظام الاستفادة منها أملاً بحلّ أمني نهائي يمنع من بعده كل مظاهر للثورة في المدن، ويحصر المظاهرات في بعض الأرياف، ويقضي على مجموعات « الجيش الحر » الذي يواجهه، ليُلزم اللاعبين الخارجيين بمفاوضته وليفرض استمراره. ولا تُظهر التطوّرات واستمرار الزخم الثوري كل أسبوع أن النظام يتّجه
لنجاح في حلّه الأمني هذا، ولو أنه سيطر على أكثر المناطق التي كان قد فقدها في الآونة الأخيرة، في حمص وريف دمشق ومنطقة جبل الزاوية (في الشمال الغربي).

21/3/2012

http://ziadmajed.blogspot.com/2012/03/blog-post_7093.html?spref=fb