سورية: الكنيسة السريانية ترفض تشكيل لجان شعبية للتصدي للمتظاهرين

Article  •  Publié sur Souria Houria le 10 août 2011

روما – وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء – خصص خطباء الكنائس السريانية في مختلف مدن وبلدات شمال سورية، محافظة الحسكة، عظة يوم أمس الأحد للحديث عن التطورات السياسية التي تشهدها البلاد، معلنين « التأييد للمطالب المحقة والمشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية والكرامة »

كما أعرب الخطباء « نبذ العنف بجميع أشكاله ومن أية جهة صدر وعلى تمسكهم بالوحدة الوطنية والعيش المشترك بين جميع المكونات السورية تحت سقف الوطن الواحد »، وحذّروا « من شبح الفوضى الذي بات يخيم على البلاد مع تزايد الاحتقان والتوتر في المجتمع على خلفية التظاهرات والاحتجاجات المناهضة للنظام » الحاكم

وأكد الخطباء في عظاتهم على « رفضهم أن تزعزع الفوضى وحدة وترابط النسيج الوطني »، وأشاروا إلى أن أبواب الكنيسة « مفتوحة للجميع ومستعدة للتعاون مع بقية الشرائح والأطياف السورية الأخرى (عرب وأكراد ويزيديين) للعمل عبر الحوار والتواصل لوأد الفتنة وصيانة السلم الأهلي والوحدة الوطنية وتعزيز قيم مفاهيم العيش المشترك تحت سقف الوطن الواحد »، وشددوا على أن السريان « كما كانوا في الماضي وهم اليوم وطنيين ليس بالقول بل بالفعل والعمل والتفاني والإخلاص أوفياء للوطن السوري ليبقى وطناً حراً سيداً مستقلاً » وفق الخطباء

وفيما يخص قضية تشكيل (لجان شعبية) لحفظ الأمن أو للتصدي للمتظاهرين المناهضين للنظام، رفض الأب عبد المسيح، كاهن كنيسة العذراء كبرى الكنائس السريانية في مدينة القامشلي هذا الأمر وقال « ليس المطلوب منا أن نأخذ دور غيرنا، خاصة دور الأمن والشرطة، الدولة وحدها المسؤولة عن أمن وحماية الجميع وعن تطبيق القانون

وحول هذا الموقف قال سليمان يوسف، الباحث الآشوري السوري المهتم بقضايا الأقليات، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من القامشلي « إن رفض المؤسسات الكنسية والقومية السريانية (الآشورية-الكلدانية) أن تتكفل (اللجان الشعبية)، التي شكّلها البعثيون والموالون للنظام مسؤولية حفظ الأمن في القامشلي وفي غيرها من مدن وبلدات الجزيرة السورية، يأتي حرصاً منها على تجنب إثارة الحساسيات والاحتقانات الإثينية والطائفية الذي بدأ يتنامى ويتزايد في مجتمع الجزيرة الذي يتصف بالتعددية السياسية وبالتنوع الديني والقومي والعرقي. وبهذا الموقف اللافت للآباء الكهنة السريان أدحضوا مزاعم كل من كان يتهم الكنيسة السريانية بالوقوف إلى جانب النظام في قمعه للمتظاهرين وفي رفضه الاستجابة لمطالب الشعب السوري » حسب تأكيده.

وأضاف « في ضوء معايشتنا للواقع السوري أرى أن مواقف البطريرك زكا ومواقف الكنيسة السريانية في سوريا، جاءت منسجمة ومتوافقة إلى حد كبير مع مواقف قوى وأحزاب الحركة السياسية الآشورية التي أحيت في هذا اليوم (أمس الأحد) ذكرى الشهداء الآشوريين، الذين قتلوا دفاعاً عن الشعب الآشوري إبان تعرضه لعمليات إبادة جماعية في القرن الماضي في مناطقه التاريخية في بلاد ما بين النهرين ». وأردف « بهذه المناسبة أكدت جميع الأحزاب الآشورية على رفضها استخدام العنف والحلول الأمنية، في مواجهة الانتفاضة السلمية للشعب السوري المصر على إنهاء حالة الاستبداد القائمة في البلاد وعلى الانتقال بسورية إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية تقوم على حقوق المواطنة وتحقق مبدأ تداول السلطة بشكل سلمي والاعتراف الدستوري بالقومية الآشورية كجزء أساسي وأصيل من النسيج الوطني السوري » حسب قوله

وكان البطريرك زكا عواص، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في سورية والعالم والذي يأخذ من دمشق مقراً له، قد وجّه مؤخراً رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، طالبه فيها بـ « زيادة مساحة التعاطي مع الحريات العامة والكرامة والمواطنة »، وحضه على « تعميق وتسريع مسيرة الإصلاح في البلاد »، وعلى ضرورة « أن تتوفر لجميع السوريين التشاركية في الممارسة الديمقراطية لحرية المعتقد، والتعبير عن الرأي ».

المصدر: http://www.akhbaralarab.net/index.php/regional/40106-2011-08-08-18-21-17