سورية ثورة الحرية: مداخلة في سهرة رياح الحرية من تونس إلى سورية التي احيتها سورية حرية في تونس بتاريخ 22 تموز 2011 – * فراس محمد دادا

Article  •  Publié sur Souria Houria le 3 août 2011

في الخامس عشر من آذار لعام 2011 كانت بداية فصل جديد في حكاية وطني العتيق بداية يتوق كل من فيها لشمس الحرية ، منذ ذلك الحين قال أبناء سورية كفى …… كفى للظلم و الفساد  ، كفى للإرهاب و الاغتصاب كفى للذل و المهانة ، ما عدنا نحمل مزاوداتكم الرخيصة مللنا النظر  إلى صور النرجسيين بالوراثة . في ذلك التاريخ خرجت جموع الجماهير تهتف بالحرية ،ومن دون أي خلفيات إيديلوجية أو نزاعات طائفية او جهوية رفع الثائرون شعارات الحرية مؤكدين على سلمية الأسلوب و أحقية المطلب ، مطلبهم بأن يسدل الستار على ظلمة دام سوادها 41 عاماً من تاريخ وطني بعد أن أخفقت كل محاولاتهم و آمالهم بالإصلاح , إصلاح ظلّوا منتظرين له عشر سنوات …
منذ أن اغتصب النرجسي الصغير السلطة في سورية أملنا جميعاً بأن يصلح بشار ما أفسده أبوه طيلة ثلاثين عام ، متجاهلين تاريخا طويلاً من الإجرام و الإرهاب على أمل أن يكون الوارث لملك مغتصب أفضل ، و تناسينا حينها أن ما بني على باطل فهو باطل .
إلا أن آمالنا تكسرت عند واقع الحال فالجديد لم يجلب معه إلا أصناف جديدة من الفساد ، و الحريات لم تجد لها مكان في ضيق أفقه ، و دكان التجارة بالقضايا لم يغلق أبوابه بل جلب إليه المزيد من القضايا الراسخة في صلب ضمائرنا ليتاجر بها أيضاً دون أن يربح الوطن قضية واحدة ، كلما ربحه الوطن المزيد من معتقلي الرأي و الضمير و مزيداً من اللصوص على هيئة إقتصاديين يمنّون على ضحاياهم ببعض مسروقاتهم ،
و أمام هذه الخيبات المتلاحقة لم نجد بديلاً عن الثورة ، ثورة نستعيد فيها حقوقنا المغصوبة و نستنشق بها هواء الحريّة العذب ، حرية لا تعرف مذهب أو عقيدة ،
إلا أن النظام الغاصب في سوريا آثر أن يصبغ حلمنا الوردي بأحمر دمائنا فأوعز إلى عناصر الأمن  و  الشبيحة بأن أقتلوا كل ناطق بالحق ثائر للحرية و أحيلوا ديارهم إلى جحيم لا يعرف الأمن أو  السكينة ، لا تفرقوا بين طفل أو امرأة أو رجل ، فكل من ينشد الحرية خائن مجرم دمه حلال عليكم ، و خرج علينا النظام الغاصب من خلال أبواقه ليسوّق من جديد لنظرية المؤامرة واصفاً شباب الوطن بالخونة و المتآمرين مدعيّاً كالعادة بأنه مستهدف لمواقفه الشجاعة و تصديه للصهيونية ، و كأنه نسي أنه تاجرٌ عتيق منذ أن باع رمزهم الكبير الجولان في العام 1967 عندما أصدر البلاغ 66 بوصفه وزيراً للدفاع يزف للوطن خبر سقوط الجولان و القنيطرة قبل أن تطأ قدم جندي صهيوني أرض الجولان المباع  ب 48 ساعة ، ليكمل فيما بعد الصفقة في حرب تشرين أكتوبر لعام 1973 حيث باع المزيد من قرى الجولان محولاً الهزيمة إلى نصر بقدرة قادر مدعيّاً أنه استعاد القنيطرة بقوة ساعده لا بزهد الصهاينة بأرض تشكل بالنسبة لهم عبئاً استراتيجياً في المرحلة الراهنة ، و  أن كان نسيّ فنحن نذكره أنه هو من هزم أمام الصهاينة في لبنان في العام 1982 حيث أنه لم يطلق رصاصة واحدة في وجه الصهاينة .
لعل الحديث عن تاريخ الأسد مع الصهيونية يطول كثيراً لكن أبشع ما فيه أنه في كل مرة يدعي الممانعة و المقاومة في الوقت التي تحاك فيه من خلف الستار صفقات تباع فيها الأوطان …..
و بعيداً عن الصراع العربي الإسرائيلي يتراود دائماً إلى الذهن سؤال ملح ,
هل  يمكن للقاتل و اللص أن يحمل لواء القضايا المحقة ؟ هل يستوي الحق و الباطل ؟ وهل يمكن لمن أزهق أرواح الآلاف من أبناء وطنه أن يكون مدافعاً عن الوطن ؟
أم أنّ النظام نسيّ ما سجله التاريخ باسمه من جرائم يندى لها جبين الإنسانيّة ، إن كان قد نسيّ ، فنحن لم ننسى يوما مجزرة جسر الشغور في 10/03/1980 و مجزرة حماة الأولى 12/4/1980 و مجزرة حي المشارقة في حلب في صباح عيد الفطر الموافق ل 11/8/1980 حيث دفنت جرافات النظام المواطنين أحياءً ، و مجزرة حماة الكبرى التي راح ضحيتها ما لا يقل عن ثلاثين ألف مواطن على أقل تقدير ، ناهيك عن عمليات الإعدام الجماعية في سجن تدمر الصحراوي ، و مجزرة سجن صيدنايا العسكري 05/07/2008 زينت تاريخ السفاح الصغير ، وصولا إلى ما يحدث اليوم من انتهاكات و خروقات واضحة و سافرة لكل الحقوق الإنسانية ….
كل ما أسلف ذكره لم يكن على سبيل الحصر بل هو غيض من فيض ….
أ و بعد هذا كله هل يستوي في نظركم أن يحمل السفاح في إحدى يديه سكيناً يذبح بها أبناء شعبه ويحمل في اليد الأخرى لواء قضايا الشعب المحقّة .
لأجل كل ما  أنف ذكره و لأجل مستقبل أفضل لنا و  للأطفال من بعدنا كانت ثورتنا ، و من بعد ما أبداه النظام من وحشية في قمع ثورتنا السلمية ، و من بعد 2000 شهيد على أقل تقدير و  11000   معتقل يقبعون في غياهب السجون و 15000 مهجّر أراعهم ما شاهدوه فهربوا بأرواحهم ، …. بعد كل هذا سقطت عن هذا النظام كل شرعيّة تبرر له البقاء في الحكم و أضحى في نظرنا عبارة عن عصابات مسلحة تختطف السلطة في سوريا و كل سفرائه و زبانيته هم ممثلون لتلك العصابات المسلحة و لا يمتون بأيّة صلة للوطن سوريا .
فسوريا الآن في حالة من اغتصاب السلطة يقبع فيها ثلّة من المجرمين على سدة الحكم دون أيّ وجه حق .
و لذلك كلّه و في سبيل إحقاق الحق و استعادة الحريّة نناشد كل أخوتنا في البلدان العربية عامّة ، وفي تونس على وجه الخصوص باعتبارها أول من حمل مشعل الحريّة في ظلمات وطننا العربي، نناشدهم مساندتنا في نضالنا السلمي في مواجهة نظام القتل في سوريا وذلك بعزله عزلاً تاماً و مقاطعة زبانية النظام على اعتبار أنهم لا يمثلون سوريا بأي شكل من الأشكال.
عاشت سورية حرّة

* حقوقي سوري مقيم في تونس

ملاحظة: المقال يعكس فقط وجهة نظر الكاتب