!………سوى الروم خلف ظهرك روم

Article  •  Publié sur Souria Houria le 23 mai 2011

بشار العيسى
خاص لسوريا حرية

 

!………سوى الروم خلف ظهرك روم

أن للشيطان طيفا، وللسلطان سيفا، وليس للشعب سوى صبره وصموده

تدخل الثورة السورية اسبوعها الثامن وما زالت السلطة تصم الآذان عن صيحات الشعب المقهور وعن آلام المدن المستباحة بقسوة عصابات الاجهزة الامنية والكتائب المسلحة لترويع السكان واستباحة الحرم والممتلكات وما كان آخرها استباحة مركز المنظمة الآثورية في القامشلي واعتقال قادتها ونهب ممتلكاتهم سوى غيض من فيض ما يحدث في بانياس وتلكلخ وحمص، إذ ما تكاد تمر ساعة الا ويسقط شهيد او يهان حي او تستباح حرمة.

غدت السلطة بسياساتها الامنية أسيرة في دبابة بعقل استوطن القذيفة استبدل القتل بالكلمة والحكمة ، وما الحوار الذي تلوك به ألسن التبع والمنافقين واحصنة طروادة السلطة الا خدعة اعلامية تستجدي بها الخارج لتسويات ومقايضات مع اسرائيل، اي حوار وطني هذا الذي تطلقه الدبابة؟ واي سلطة مؤهلة للحوار؟ ومن القائم بامر الحوار؟ فمن تربى في السلطة الاستبدادية من يوم ولادته ليس بقادر على استيعاب فكرة الشراكة الوطنية ولا مفهوم مجتمع مدني يقوم على تبادل للسلطة واحتكام لصناديق الاقتراع، فهم لم يعيشوا وطناً قط، بل رأوه ملكا عائليا ورثوه، وما الشعب الثائر في مفهومهم، الا عبيدا متمردين وما الاتباع الا مرتزقة مأجورون وما الثورة الا اعتداء على ملكهم ورغد عيشهم وحصص مزارعهم الموزعة بينهم وبين شرائح وأسر بينية تقتات من فتات موائدهم، وما الجيش وضباطه الا طوع اوامرهم واوامر قطعاتهم الخاصة المتخمة بالفساد والعصبية، وما الاستثمارات العربية في الوطن السوري الا رشوات لأولي امر في بلدانهم يعطونهم مقابل هذا ذاك الصمت المريب، ومن تسول نفسه بالحياد يناله فجور اعلامهم وسخط دعاتهم وما اكثرهم في وسائل الاعلام العربية والخارجية. لقد اتقن القتلة حسابات غدهم كما اتقنوا افساد حاضرنا وتدميره.

مازالت الدبابات تجوب البلاد السورية تقتل وتحاصر وتهجر، في حمى عاصفة اعلامية فتنوية تشد لها الآذان والأفواه، ومازالت الدماء تسيل والمقابر الجماعية تضيق بالشهداء ومخازن الشركات والملاعب الرياضية تضيق بالمعتقلين والاسرى، ويرفدها البعض المنافق من هذا الوطن المنكوب، تطل علينا بين يوم وآخر نجدات احصنة طروادة  لنجدة القاتل والاقتصاص من القتيل.

في غمرة مباراة بين السيدة كلينتون ورئيسها، استرضاء لحفاء السلطة بدءا باللوبي الصهويني الذي قام لنجدة حليفه رامي مخلوف، تطل السيدة كلينتون بشهادة ان الاصلاحات التي قدمها بشار الاسد لم يفعلها رئيس آخر! وكأنها تأتي لتنجد احصنة طروادة السلطة من المحاورين المتطوعين لوجه الله، هكذا، لدفع عملية الاصلاح والحوار الاسدي الى مداه الاخير بالإجهاز على صرخة الشعب المطالب بالحرية واسترداد حقه في الوطن من طغمة فقدت كل شرعية وحس بالمسؤولية والوطن.

تتالى اصوات خبثاء الحوار الملغوم، بكلام حق يراد بها باطلاً، يساوون بين القاتل والقتيل لكنهم في الحقيقة  يمدون القاتل والقتل بجرعات اعلامية تستبطن رمي الثورة والصدور العارية بالتمرد والعنفية وتدمير الوطن، حين يقدمون مطالبهم الاصلاحية للتهدئة وخنق الثورة بحجة أن الوطن اكبر من الجميع، وخطط عمل طارئة لوقف العنف وكأن العنف قائم بطرفين بندقيتين دبابتين؟ يساوون بين القتيل والطلقة بين المجرم والضحية وما مطالبهم التالية الا تثبيتا للسلطة وشرعنة لجرائمها وتبرئة للأجهزة الامنية ومن يكون آلاف الضحايا سوى معتدون على حرمة وطن هو السلطة وحدها، ولا يتوقفون هنا بل يطال كيدهم ونقدهم بعض الاعلام الخارجي الذي لم يعد يستطيع الصمت امام هول ما يحدث يطالبونه بالسكوت صونا لوطنهم هم، لقد اختيروا هم وخطابهم بعناية خبيثة قاتلة، اختيروا ليكونوا صوتا عاهرا لحلول امنية تنتقل في الدبابة، تتشارك اطياف الشياطين وسيوف السلاطين، في الدعوة الى التغيير الديمقراطي السلمي، بوقف التظاهر وتحييد الجوامع عن السياسة، متناسين انها غدت وسائل اعلام للدعوة لأولي الامر السيد الرئيس واتباعه، يدعون ببراءة وقحة الى محاصرة كل من يحمل السلاح او يثير الفتنة بالقول ويطالبون بالتوقف عن السماح لمن دون الستة عشر سنة عن التظاهر، وإلغاء اي شعار يفهم منه انه يدعو لإسقاط النظام، وادانة التدخل الخارجي وكف الاعلام العربي عن نشر الحقيقة والصور والاخبار قبل تصديق سانا عليها، ومع ذلك يصرون على التغيير الديمقراطي، وكيف يتم هذا التغيير؟ وانتم تقمعون كل صوت يطالب بالتغيير، بتأكيد ومدنية وديمقراطية التوجه الاصلاحي السوري، فهل هؤلاء مناضلون محايدون؟ أم خبثاء مقنعون لبثينة شعبان ام كواتم الصوت لهدير الدبابات ما بين درعا وتبليسة وبانياس ومعرة النعمان؟

ليس لنا الا ان نقول لشعبنا الصامد الصابر، وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى اي جانبيك تميل!

بشار العيسى