صباح الخير يا نهر العاصي يا فرات يا وادي اليرموك صباح الخير يا اهل سوريا – بشار العيسى
في هذا الصباح يخطر على البال كيف امضى السوريون سحورهم الاول لرمضان هذا العام ؟ودخان القصف والحرائق ومشاهد الرؤوس المتفجرة والجراح العميقة وصرخات الامهات والابناء تعلو على هدير الدبابات والمتفجرات، هذا الفجر ماذا تحدث السوريون وهم يحاولون تناول ما يمكن تناوله لتحمل نهار آخر من القتل والقصف والقهرـ ماذا قالت الزوجة لزوجها وقد علت وجهه احزان دهر على فقد عزيز ؟ وهل تجرأ هو على النظر في احمال الحزن لأم ؟ ماذا قال الاطفال لبعضهم همسا عن اخ او اخت مرضع لم يعد بينهم؟
هذا الصباح ماذا قالت الجدران للادراج التي غابت عنها اقدام الطفولة؟ ماذا همس العاصي للبساتين التي جرفتها الدبابات يتقدمها شبيحة قتلة ماجورون حاقدون سكارى عميان، هؤلاء المهووسين بالقتل والاذى؟ هذا الصباح هل توفر لأهل البوكمال بقايا جرعة ماء يبللون به حناجر امتلأت بغبار القصف ناهيك عن قسوة القهر ؟
في هذا الفجر الذي غطى سماء سوريا بالدخان المنبعث من بيوت حماه ودير الزور والحراك والبوكمال كان لرمضان طعم آخر لدى السوريين الممتلئين بحلم الانتصار حلم يشبه صبيحة الاستقلال والطغاة يغادرون مكبلي الايدي الى محاكم الجزاء الدولية، حلم يشبه حنين العائدين من السجون والمنافي من عتمة القهر الى صحوة الحرية الى بهاء السنابل في الحقول الى بريق شقائق النعمان التي روت ارض سوريا الجمهورية الديمقراطية التي تفتدى بالارواح بتحمل قهر السنين وقد بانت سو ريا العطشى عن فجر جديد فجر كالعيد وابهى، كالاشجار واثمر، فجر كالغناء تصدح بها حنجرة القاشوش وسميح شقير وشفان برور
هذا الصباح للامهات للاطفال للتراب السوري للفضاء الوطني للمسيحي قبل المسلم للعلوي قبل السني للدرزي للاسماعيلي لليزيدي للعلماني للملحد للمتنور للناسك الزاهد لكل السوريين الشرفاء رمضا كريم ومبارك شهر الثورة هذا شهر يريده السوريون شهر النصر وانتهاء الآلام
كل لحظة وانتم احرار في وطن حر
Monday, August 1, 2011