صفقة تبادل الأسرى بين ثقافة الرقم والتعامل بواقعية مع الواقع – أحمد صلال

Article  •  Publié sur Souria Houria le 18 février 2013

مقدمة لابد منها.. في البدء لا بدّ من تثمين صفقة تبادل الأسرى بين الجيش السوري الحر – جيش الاحتلال الأسدي، كونها أعادت حرية مئات الناشطين السوريين ممن قضوا فترات طويلة وفقدت الثورة شيء من زخمها الكارثي نتيجة غيابهم.

يمكن محاكمة هذه الصفقة على عدة مستويات لنستخلص أبجديات نتائج يمكن بناء مقدمات عليها لنخلص إلى نتائج مثمرة.

ثقافة الرقم.. صفقة تبادل الأسرى تستحضر تجربة حزب الله – إسرائيل من مناحي الكم العددي حيث كانت اتفاقية تبادل الأسرى بين الجيش السوري الحر – جيش الاحتلال الأسدي تنصّ على تحرير أكثرمن2000معتقل وناشط سوري مقابل ما يزيد على48 مواطن إيراني فقط، هنا تظهر الدلالة الرقمية من حيث تفوق ربحي للجيش الحر على خصمه جيش الاحتلال الأسدي، ومن جهة الدلالة النوعية تظهر تفوق لجيش الاحتلال الأسدي على الجيش السوري الحر حيث أنّ رعايا الدولة الإيرانية يستبدلون بحيوات آلاف الرعايا السوريين. مما يكرّس قيمة المواطن الإيراني في ثنائية تحيل قسراً لإضعاف قيمة المواطن السوري، وهذه هي نفس الرسالة التي دأبت إسرائيل خلال تاريخ مبادلتها مع العرب على تكريسها.

تعرية الواقع.. صفقة تبادل الأسرى تضع الأمور في نصابها الحقيقي من حيث النظام في سوريا قوة احتلال وليس مصدر شرعية مكتسبة ولا حتى على الصعيد القانوني الدولي، حيث عامل هذه النظام رعايا سوريين على أنهم رهائن وليس معتقلين لدى مؤسساته الأمنية التي يسميها « الجهات المختصة »، ويقوم بعقد صفقة مع قوة مقاومة شعبية – ثارت على فقدانه شرعيته واستلابه لدواخله الشعبية واستتبعه للخارج ضمن أجندة تفقد القرار الوطني أحقيته ومشروعيته – أخلى النظام في نتيجتها عن رعايا دول أخرى – وهنا يظهر استخفاف النظام بحيوات السوريين كل السوريين والإعلاء من شأن الإيراني كنخبة مفضلة لديه ذات قيمة كمية ونوعية ويظهر تبعيته اللا متناهية للنظام الإيراني كخارج غير، ذو بعدو وطني متحكم بالقرار الوطني ومستلبه ومجنده لخدمته.

خلاصة.. كان على الجيش السوري الحر وضع قائمة تناهز قائمة الأسرى الإيرانيين ممن حياتهم مهددة ومضى على اعتقالهم فترات طويلة مثل حسين الهرموش ومازن درويش والدكتور عبد العزيز الخير، ومقايضتها بالأسرى الإيرانيين لتكريس وجوده للجيش الحر كقيمة حافظة للنوع السوري بما يستتبعه من قيمة ومواطنة وأحقية تحفظ قيمته ووجوده وهويته ولا يسمح أن تكون مهددة بنوعية نخبوية لخارج إيراني، ويكسب الجيش السوري قيمة جوهرية عبر تحقيقه لذلك، وقيمة مضافة عبر تكريس شعارات الثورة واقعاً معيشاً عبر انتهاج شعارات الثورة ومطالبها، وعلى الصعيد الآخر لا يخفى على أحد مماطلة النظام وكذبه حيث أن عدد كبير من الأسرى لم يفرج عنهم وتركوا عتمة سجون وأقبية أمن النظام نتيجة تسليمه للإيرانيين قبل تنفيذ النظام لوعوده.