لأقول لهم من جديد أني مع تلك الثورة – محمد الرومي

Article  •  Publié sur Souria Houria le 17 décembre 2016

ترددت كثيرا بالكتابة كوني لا أمتلك هذه الموهبة ولكن ذلك لم يمنعني من التوجه لأصدقائي بهذه الرسالة المقتضبة بعد أن قرأت نصوصا تحمل
نوعاً من الندم ممّن أكن لهم الكثير من المودة والإحترام وأتذكر قول أنتونيو ماتشادو : “من الصعب أن لا تنهار عندما ينهار كل شيء”،
أكتب لأصدقائي ونحن نشهد معاً هذه الجريمة التي تخير اناساً سحقهم التجويع والحصار بين قتلهم أو إقتلاعهم من مساكنهم وأعني آلاف المدنيين العزل من نساء ورجال أطفالاً وشيوخ . لأقول لهم من جديد أني مع تلك الثورة و مع كل ما حملته من قيم نبيلة ورغم ما تحمل من عيوب فهي ثورة شعب بعجره وبجره. وأعتذر له كوني واحد من جيل عجز وتقاعس عن حماية نفسه وحمايته من سطوة نظام حول بلد ومن فيه لملكية عائيلة تبيع وتتاجر حتى في أحلامه ، سحق كرامته بقبضة أمنية لاترحم وتمنن عليه بعطاءات بخسة وباعه إنتصارات زائفة
نعم من جديد وبإختصار إنني مع هذه الثورة ومع الذين بحت حناجرهم بالهتاف واحد واحد واحد الشعب السوري واحد
مع الثورة التي حلمت بأن تكون سلمية وعندما إضطر بعضها لحمل السلاح وكان أبو فرات بمثابة الضمير الحقيقي لهم
ثورة فعل الطاغية كل مابوسعه لتشويه صورتها لتبرير قمعه الوحشي . وهو الذي إستقدم القوي الظلامية وعززها وفتح لهم أبواب زنزاناته إنه النظام نفسه أب لتلك القوى فهم أولاده الشرعيين والغير شرعيين من سلالة أبو القعقاع وغيره . كانوا له بمثابة العصا الخفية المسلطة على من يشق عصا الطاعة من حوله والقناع المضلل لقصيري النظر ولا ينكر بل يفتخر بأن له زيانيته في الطرف الآخر
أعمى من لم ير أن من زهقت أرواحهم ونزحوا وشردوا وماتو تحت التعذيب ومن أغتصبوا من نساء وأطفال ورجال هم ملايين و من تلك الملايين التي خرجت لمطالبته بالرحيل بعد قرابة نصف قرن من المذلة
أعمى من لم ير كيف دمرت المدن وشرد سكانها وسحقت دون رحمة أو إكتراث بكونها ذاكرة حضارة شعب يفتخر بها أمام البشرية
آصم وأبكم وأعمى من لم يسمع أو يرى براميل ال (ت ن ت) والصواريخ البالستية والقنابل الفراغية وهي تهطل كالحمم من طائراته وطائرات القوى الرديفة فتزهق أرواح من أسماهم البيئة الحاضنه للإرهاب التي تشكل أكثر من نصف شعبه
آعمى من لم ير عبارات ( زينب ، ويا حسين ، فاطميون) على ألبسة القوى الرديفة وعمي البصيرة من يستمر في الإعتقاد أنه نظام علماني.
“ لن يدمر العالم الطغاة وحدهم بل سيشترك في تدميره من يراهم ولا يفعل شيئا” (ألبرت أنشتاين)