لا تعرف الحق بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله – إياد*

Article  •  Publié sur Souria Houria le 6 juin 2011

في ذكرى وفاة الإمام الخميني هذا السبت الرابع من حزيران، صرح المرشد الأعلى للنظام الإيراني، آية الله علي خامنئي، أن إيران تدعم كل « حركة إسلامية وشعبية وضد أميركا » وتقف ضد كل « حركة او ثورة بتحريك من أميركا أو الصهاينة لإسقاط نظام أو بلد »، وتوقع أن « التحركات الجماهيرية » في ليبيا واليمن والبحرين « ستؤدي إلى تحقيق النصر »، وخص البحرين بأنها « حالة من المظلومية المطلقة » و أنها « ليست قضية شيعة وسنّة بل شعب مظلوم يريد أن يدافع عن الحقوق التي سلبت منه، كحقوق المواطنة وحق الانتخاب وان يكون لكل فرد صوت وحق المشاركة في تشكيل الحكومة ».
وفي المقابل لم يأت خامنئي بذكر لانتفاضة الشعب السوري المباركة ونحن نتساءل لماذا؟ أليس هؤلاء الشباب الذين يخرجون يوماً خلف يوم يقدمون أرواحهم ودماءهم مطالبين بالكرامة والحرية، أليسوا هم أيضاً أبناء « شعب مظلوم يريد أن يدافع عن الحقوق التي سلبت منه » كأبناء شعب البحرين؟ أم أن من انتفض في البحرين هم من المسلمين المخلصين بينما هؤلاء الشباب السوريين المجاهدين العزل، أحفاد عز الدين القسام، هم من الكفرة عملاء الصهاينة والإمبريالية؟ أنسي خامنئي أن ابن خال الرئيس السوري المقرب منه والمشارك معه في القرار هو الذي أكد أن النظام السوري الحالي هو الضامن لاستقرار دولة العدو الصهيوني؟ أنسي خامنئي وهو الداعم لانتفاضة البحرين أن النظام السوري على لسان وزير خارجيته وليد المعلم أيد دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين قائلاً بأنها « ليست قوات احتلال وإنما تأتي في إطار مشروع ».
خامنئي يدعم الثورة الليبية ضد الطاغية القذافي ونحن كذلك، ولكن للمرء أن يتعجب كيف لا يتهم ثورة أحفاد المختار بالعمالة للإمبريالية والطائرات الغربية تقصف كتائب القذافي؟ أم أن الأمر ليس قضية نصرة شعب يطالب بحقوقه وإنما هو قضية انتقام من القذافي المتهم بقتل الإمام الصدر بعد اختفائه في ليبيا عام 1978؟ إذا كان ثوار ليبيا قد اضطروا خوفاً من الإبادة أن يطلبوا حماية أجنبية فإن أحرار سوريا الذين انتفضوا لم ولن يطلبوا العون إلا من الله، و إن وجد أشخاص طلبوا تدخلاً أجنبياً فهم انتهازيون معروفون لا علاقة لهم بهذه الإنتفاضة، وهم مرفوضون و لا وزن لهم. ونسأل المرشد الأعلى: أقتل شخص، مهما عظم، جريمة لا تغتفر، و استحقار الشعب السوري و اعتقال وتعذيب و قتل الآلاف منه ضرورة تعتبر؟ ولعل آية الله خامنئي كان سيغير رأيه بشأن الثورة الليبية لو أنه أنصت إلى خطبة صلاة الجمعة الماضية من بنغازي إذ قال إمامها : « إن الدولة التي نريدها هي دولة مدنية، نحن لا نريد دولة دينية يحكمها آيات الله ».
وصدق الإمام علي كرم الله وجهه إذ قال: « لا تعرف الحق بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله ».

05/06/2011
*ناشط سوري
ملاحظة: المقال يعبر فقط عن وجهة نظر كاتبه