مع دخولنا الشهر الثامن للثورة السورية: ملاحظات تليق بشهيد يستقبل شهيدا – خولة دنيا

Article  •  Publié sur Souria Houria le 17 octobre 2011

ابراهيم شيباني
اليوم ودعناك… لم تكن الدموع زادنا، بل الهتاف والزغاريد، وشباب وصبايا ورود تفتحت في وداعك
لم يكن الخوف صديق طريقنا..فالدرب القصير بين المسجد والمقبرة كان أطول من كل طرق الوداع.. امتلأ بمن يعنيهم أن يكونوا في وداعكَ، محملين بجميل أنك كنت من جمعهم معاً اليوم ليتقاسموا الخوف والهتاف.. والحرص والحب
حب الوطن كان مرفرفاً عالياً يقارب نعشك الذي تحول إلى قبلة المتظاهرين – المودعين
اليوم أحسست بالقرب من بني وطني من جديد، السبب هو أنت يا إبراهيم
اليوم كنا نستشعر وجودنا وقرابتنا وترابطنا ودمنا
كل ممن جاء نذر دمه لوطن هو انت ، وانت ممثلاً لوطن
وعلى الرغم من كل الزخم الذي أعطيتنا اليوم لنستمر في ثورتنا.. فمن الواضح اننا بعد سبعة اشهر هناك مالم نستطع تحقيقه… الى جوار الكثير مما حققناه
– بعد سبعة اشهر تقلصت هتافاتنا على الآلام والامنيات وصب الغضب على من يستأهل غضبنا ونحن نودع شهداءنا
للأسف غاب البرنامج وغابت الشعارات التي تحمل مطالبنا اليوم…. اتفهم هذا في يوم وداع شهدائنا ، ولكن علينا ان لا ننس مطالبنا الاساسية التي يجب ان تكون قد تطورت خلال الاشهر الماضية…..’ يصيبني شعار (يا الله ما لنا غيرك يا الله) ‘ بألم شديد فهو يعبر عن مقدار الثمن الذي يدفع والأفق الذي لا يلوح على النصر كما نرغب، بعد
– كان هناك حوالي 20.000 ألف مشيّع – متظاهر تراوحوا بين الكبير والصغير، الفتية والصبايا، النساء والرجال… سمعت كثير من تعليقات الشيوخ وإعجابهم بتواجد النساء وأنهن أكدع من الرجال في تجاوزهن لخطوط الممنوعات السابقة في المجتمع، لم تكن النساء كتلة محمية في نهاية التشييع، بالعكس كن جزءاً من المكون العام واختلطن واختلطت أصواتهن بالجموع . ما وقفت عنده تواجد الكثير من الوافدين على جوانب الطريق وكأنهم مترددون في الاندماج أو الاكتفاء بالنظر والمشاركة المعنوية… أظن أننا سننجز تظاهرتنا المعجزة عندما نترك الأرصفة وشاشات التلفزة وننزل بين الجموع. وقد يكون اليوم الوقوف على الرصيف هو خطوة أولى في ترك الشاشات والتحرر باتجاه الشارع
– التنظيم لم يكن على قدر ما تعودنا عليه في السابق، وقد يفسر هذا بغياب كثير من الشباب المنسقين وراء القضبان أو سقوطهم شهداء، يبدو أن استمرار الوضع والضغط المستمر لم يسمح بإبراز مستوى آخر من الشباب المنسقين…. فبدت التظاهرة اليوم مجزأة قليلاً ومتقطعة في تجمعات تهتف كل منها على حدة
– مازلنا نعاني من ظاهرة التفرق السريع عند تواجد الأمن، صحيح أنه من المخيف مواجهة الرصاص بالصدور، وهي مهنة السوريين حالياً ومنذ سبعة أشهر، ولكن قد يكون مما يجب العمل عليه كيف نثبت في المكان، ولا أظن أن الأمن سيقوم برش الجميع وإسقاطهم شهداء، بل سيحتار بين تفريقهم وبين الوقوف في وجههم أو أن يختار هو الهرب… اتذكر كثيراً ‘واقعة الجمل’ في مصر، حيث واجه المتظاهرون البلاطجة ورموهم من فوق حيواناتهم وانهالوا عليهم بالضرب.. لم يتفرق المتظاهرين وقتها بل تجمعوا على البلاطجة وفرقوهم وهو ما أحدث فرقاً كبيراً فيما تلى ذلك من أيام
– جاء أحد الأصدقاء من حمص، وحضر تشييع الشهيد اليوم، وعندما تفــــرق المتظاهرون وقت اطلاق النار قال لهم بالصوت العالي: أنا من حمص، وين رايحين؟ ارجعوا. فرد عليه بعض الشباب: ونحن شوام.. ورجعوا!! كان يفكر كيف يمكن تحقيق هذا الثبات المرغوب
‘- بقيت لوقت طويل لوحدي لا أرى أحداً أعرفه، بعدها بدأ الاصدقاء بالظهور مع استمرار التشييع وسيره باتجاه المقبرة… التقيت بصديقات قالوا لي: لم نعرفك.. كيف؟ كن قد غطين وجوههن وشعرهن وغيرن لباسهن… قلت أنا لم أعرفكن.. كانت مزحة، ولكن أنا مع أن نظهر كما نحن في المظاهرات والتشييع، أن نكون مع الناس كما نحن، وليس كما يفترضوا منا أن نكون…. السوريات الرائعات اللواتي ذهبن بكل شجاعة ليشاركن في التشييع اليوم… من حق سورية علينا أن نبين هويتنا المختلفة حتى في الميدان أو أي مكان آخر.. لا مشكلة في التخفي قليلاً ولكن ليس التخفي الذي يطمس هويتنا كعلمانيات ، أو سافرات، فنحن في النهاية جزء رائع من نسيج رائع لسورية علينا أن نكرس هذا النسيج لا أن نطمسه، ومن حق أهل الميدان علينا أن يعرفوا أن السوريين والسوريات جميعاً يشاركوهم كأهل للشهيد
– مساء ذهبنا باتجاه المهايني لنسأل عن الشهداء والجرحى.. سمعنا كلاماً حول أن المشفى محاصر.. نعم كان هناك بعض رجال الأمن، وكثير من الخوف… من حق الجرحى علينا أن نقوم بحمايتهم بعد دخولهم المشافي لأن الأمن بكل بساطة قد يسحبهم من المشافي إلى جهات مجهولة… لماذا لا نكرس ظاهرة التظاهر أمام المشافي؟ كي يحس الجرحى أنهم لم يتركوا وحيدين، وكي نعبر عن أننا أجزاء لجسد واحد، فأي منا كان يمكن أن يكون شهيداً أو جريحاً ولن نرغب بأن نترك ببساطة أسرى بين أيدي الأمن…. هو اقتراح أتمنى أن نفكر فيه وبكيفية تحقيقه، فالجرحى يستحقون منا الاهتمام، ولا أحد يترك ابنه وحيداً في مشفى جريحاً وأسيراً، لنعتصم ولو لدقائق أو ساعات كل يوم أمام المشفى
– سمعنا عن ان احد الشهداء لم يتم التعرف عليه، لانه لا يحمل هوية او موبايل، فلنكتب اسماءنا وارقام هواتف اهلنا على كفوفنا قبل أن ننزل
هي ملاحظات عامة، وبالتأكيد كل منا لديه ملاحظات يمكن أن نجمــــعها معاً لنجعل ما نقوم به أكثر أهمية، رغم أنه من أهم ما نقوم به اليوم

القدس العربي – 2011-10-16

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\16qpt986.htm&arc=data\2011\10\10-16\16qpt986.htm