نصر الله ورفاق الجريمة -منار الرشواني

Article  •  Publié sur Souria Houria le 20 juillet 2012

في خطابه يوم أول من أمس، لم يخرج أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، عما هو متوقع منه سلفاً بشأن الوضع في سورية. فبعد أن قطع مبكراً جداً نقطة اللاعودة في دعم نظام بشار الأسد الاستبدادي في مواجهة شعب يطالب بالحرية والكرامة واستئصال الفساد، لا يبدو غريباً أن يعتبر نصرالله الشركاء في ارتكاب الجريمة والمذبحة بحق الشعب السوري، والذين قضوا في تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق، « شهداء » و »رفاق سلاح ».
لكن ما يستدعي التوقف في الخطاب هو العودة إلى الحديث عن دور نظام الأسد (وليس سورية والسوريين) « الممانع المقاوم! » (بالوكالة طبعاً من خلال حزب الله، وعلى الجبهة اللبنانية فقط دون جبهة الجولان المحتل منذ العام 1967).
فنصرالله يدرك أكثر من غيره أن هكذا حديث بات في نظر أغلبية السوريين، والعرب عموماً، ليس أكثر من أسطوانة مشروخة، وكذب فج مفضوح، بل وأكثر من ذلك مدعاة للأسى والحقد على نظام ربما قتل من السوريين، وكذلك من اللبنانيين والفلسطينيين، أكثر مما قتلت إسرائيل من العرب منذ وجودها. مع ذلك، فإن مثل هذا الكذب المكشوف، والذي لم يعد ينفع حتى في استغفال السذج، قد يبدو ذا فائدة لنصرالله وحزب الله من ناحيتين.
تظهر الناحية الأولى في التأكيد على أن « جل الأسلحة » التي استخدمها الحزب في حرب تموز (يوليو) 2006، بما فيها الصواريخ التي دكت إسرائيل طوال تلك الحرب، قد تم الحصول عليها من « سورية بشار الأسد » مباشرة. فهل يحاول نصرالله بذلك تبرير تأييده لنظام الأسد من باب رد الجميل أثناء مواجهة العدوان الصهيوني؛ وأن هذا التأييد، الذي يتأكد يوماً بعد يوم أنه أعمى، ليس مبعثه، بالتالي، الولاء الطائفي، وخلفه الخضوع التام للولي الفقيه في إيران بما يمنع حتى إسداء نصيحة صادقة خلف الأبواب المغلقة لنظام ألقى بنفسه إلى التهلكة؟!
لغة الخطاب المنفعلة أكثر من أي وقت مضى منذ اندلاع الثورة السورية، لا تصب في صالح هذا التفسير، وأهم من ذلك اعتقاد السوريين خصوصاً، بغض النظر عن الحقيقة، بتورط عناصر من حزب الله (وجنود إيرانيين) في قتل المتظاهرين السوريين، كما تعقب المنشقين واعتقالهم وقتلهم في لبنان.
هنا تظهر الناحية الثانية المرتبطة أيضاً بالسلاح المقدم إلى حزب الله خلال حرب تموز (يوليو) 2006، إنما تحديداً في كون هذا السلاح هو صناعة سورية وطنية كاملة. وتبدو الغاية المقصودة هنا ليس أكثر من تحذير للخارج من محاولة التدخل لوقف مجازر النظام، لاسيما تلك المتوقعة انتقاماً لأعضاء خلية الأزمة. فمثل هذا التدخل سيستجلب صواريخ تصب على إسرائيل، تماماً كما حصل في حرب تموز (يوليو). لكن هل يمكن أن يفهم ذلك على أنه صفقة مبطنة يعرضها حسن نصرالله وحزب الله بالوكالة عن نظام الأسد، مضمونها: نحمي إسرائيل مقابل حماية هذا النظام؛ أو بعبارة أخرى، وكما قال ماهر مخلوف ابن خال الرئيس، مع بداية الثورة، بأن أمن إسرائيل من أمن الأسد؟
مؤسف ومخز ما وصل إليه نصرالله الذي كان يوماً زعيماً عابراً للحدود والطوائف باسم الحرية والكرامة اللتين يطالب بهما أبناء الشعب السوري أيضاً، لكن أمين حزب الله يبارك قتلهم خونة وعملاء للإمبريالية والصهاينة!

http://www.alghad.com/index.php/afkar_wamawaqef2/article/30103/%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%B1%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D9%87%21.html