هل يبقى العالم متفرجا على النظام السوري يبيد شعبه؟ – إبراهيم غرايبة

Article  •  Publié sur Souria Houria le 24 août 2013

هل أصبح النظام السياسي في سورية متأكدا من أن أحدا لن يساعد الشعب السوري وهو يتعرض لأبشع أنواع القصف والمذابح والتعذيب على مدى التاريخ والجغرافيا؟ أم أنه (النظام) لم يعد يسيطر على الأمور، وثمة مراكز متطرفة في النظام، أو مراكز خارجية (روسيا وإيران)، تدير المعركة؟ وبالطبع فإن هذا السؤال لا أهمية له، بل ويشعر الكاتب بتأنيب ضمير وشعور بالخزي وهو يحاول أن يحلل أو يفهم ما يجري في سورية، ولا يملك إلا أن يتألم لهذا الشعب المنكوب ويتأمل بأن يخرج من محنته!
الشعب السوري دفع ويدفع ثمناً غاليا جدا لكرامته. وربما فاقت تضحياته لأجل الكرامة والحرية تضحياته السابقة ضد الاحتلال الفرنسي والإسرائيلي. ولا يمكن احتمال أن يظل يباد ويعذب ويرهن بيد دول لا تملك تجاهه أدنى عاطفة، ولا تجد مانعا في أن ترى سورية بلا سوريين. ويبدو أن النظام السياسي نفسه وقع رهينة بيد هذه الدول، ولم يعد يملك مبادرة لإصلاح الأمور أو حتى الانسحاب!
روسيا التي أبادت الملايين من شعبها وشعوب الدول التي احتلتها، وهجرت الملايين واعتقلت وعذبت الملايين، لا تجد حرجا بالتأكيد في أن تضيف إليهم مليون سوري! وروسيا التي دمرت بلاد الشيشان وأطلقت عليهم الغازات السامة والأسلحة الكيماوية، واتبعت سياسة الأرض المحروقة هناك، مستعدة لتكرار كل ذلك في سورية. وجماعات الحكم في إيران، والغارقة في الأحقاد التاريخية والأيديولوجية، تجد متعة وحوافز عظيمة لقتل الناس وإبادتهم. ولن يكون السوريون، بطبيعة الحال، أعز عليها من الإيرانيين الذين يسامون الخسف والعذاب!
الشعب السوري يخوض اليوم وحده حربا غير متكافئة ضد نظام سياسي متوحش، وضد إيران وروسيا وعراق المالكي، وضد عصابات حزب الله المعبأة بالحقد، والتي تجد مصيرها واستمرار وجودها في الانتصار على الشعب السوري.
والأطفال والنساء والمدنيون العزل في سورية يدفعون ثمن الأطماع والأحقاد الدولية والإقليمية، ولا يكادون يجدون عونا من أحد سوى أصدقاء لم يقدموا حتى الآن (سواء كانوا معذورين أم غير معذورين، قادرين أم غير قادرين) ما يعينهم على الحياة وتجنب الكارثة الفظيعة!
أخال هذا الهتاف السوري الحزين « ما لنا غيرك يا الله » سيتحول إلى أسطورة مديدة وحزينة، تثقل على ضمير العالم وجميع الناس لقرون طويلة.. إذ سوف يخرج السوريون من محنتهم، فهذا منطق التاريخ والطبيعة، ولكنها سوف تظل ذاكرة حزينة مرعبة في ضمائر السوريين والبشر جميعا، تضاف إلى قصص تيمورلنك وهولاكو وجنكيز خان ودراكيولا وهتلر…